"تسلمى يا أم الشهيد، بنيتى وعليتى وبابنك ضحيتى، بالحب نناديك، وبالورد نهاديك، وبالصبر والسلوان نحييك، فلن نجد خيرا منك دليلا صادقا على "الحب الكبير" فهلا تقبلتى منا أصدق التهانى، فمحبتك كانت سببا فى أن تنجو أم الدنيا من يد الطغاة، وبمزيد من المحبة يتماسك البنيان ليصد كيد الغادرين". باقة ورد نوجهها فى صباح يوم "الحب" لأم الشهيد؛ لا نلتفت لمن يحرم ويجرم، ونسى أن الأديان لغة الأرواح، وأن الروح المحبة تسموا عن كل الصغائر، أليست النار تنشب من مستصغر الشرر، فلماذا التهديد والوعيد ونسيان أن الحب لغة السلام، وأن الذكاء يستدعى أن نتحدث بتلك اللغة العالمية لتحقيق الأمن!. بكل الحب نحييك لا نواسيك، وباللآلئ المنهمرة من مقلتيك يرتوى الظمآن، فالشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، ليتنا نلنا شرف الشهادة لنحظى بهذا الحُب وهذه الدعوات، ليتنا نمتلك تلك الشجاعة التى نشأ عليها أطفال وصبية وشباب ورجال ونساء، سلمت الأيادى، يا من لربك لجأتى واحتسبتى. يا أم مينا يا أم محمد، ويا أم خالد وأم جرجس، ها قد تساوت أسباب الوفاة، إنه الحب الكبير حب الوطن، لتثبتن بكل لغات الحُب أن الدين لله والوطن للجميع، فلن يستطيعوا فك الرباط المقدس؛ الذى اشتد وثاقه منذ جاء رسول الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ فلم يجبر بشرا على دخول الدين الحق، لكنهم دخلوه راغبين ومحبين للحق والحب والعدل والمودة والرحمة. فهنيئا لك بكل لغات الحب يا أم الشهيد.