ربما يختلف البعض معهم إلا أنها مصيبة واحدة فالجميع مصريين من أبناء الوطن، وربما يختلف البعض عليهم إلا أن مصيرهم واحد، فقد ماتوا وأرتفعت أرواحهم إلى الله بأيدي قوات الجيش والشرطة بأساليبهم القمعية والباطشة، نالوا الشهادة أم لا، وكيف يحتسبوا عند الله؟، هذا ما اختلف فيه رجال الدين الذين وجه «التحرير» سؤاله لهم: «هل هم شهداء أم قتلى؟». فقد بدأ الدكتور «مبروك عطية»، أستاذ ورئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، رده على سؤال «التحرير» بهذا الحديث الشريف: سأل رجل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أرأيت لو أن رجلا أراد أن يأخذ مالي؟، فقال «صلى الله عليه وسلم»: لا تعطه مالك، قال الرجل: أرأيت إن قاتلني، فقال «صلى الله عليه وسلم»: قاتله، فقال الرجل: أرأيت إن قتلني، فقال «صلى الله عليه وسلم»: فأنت في الجنة، فقال الرجل: أرأيت إن قتلته: فقال «صلى الله عليه وسلم»: هو في النار. وأضاف، أن الشهيد في الإسلام معناه فضفاض، يتسع لمن مات في المعركة، ومن مات دفاعا عن حقه سواء كان هذا الحق مال أو عرض أو وطن، مشيرا إلى أنه من مات دفاعا عن حقه في حياة كريمة فهو شهيد لا جدال، خاصة إذا إلتزم صاحب الحق بطلب حقه بشكل سلمي ولم يتطرق إلى العنف. وكان لعضو المجلس الملي السابق القمص «صليب متى ساويرس» رأي آخر، حيث قال ل«التحرير» «اللي بيحرق ويخرب مش شهيد، ودول مالهمش علاقة بالاستشهاد»، وأضاف أن الشباب المتواجدون في قلب الأحداث الآن ليسوا بثوار بل مخربين؛ لأنهم يحرقون البلاد ويدمرون خيراتها، حسب رؤيته، كما يعتقد أنهم ليسوا أصحاب قضية أو مبدأ معين يستحق أن يضحوا بأرواحهم من أجله، وأنه من الواجب عليهم أن يعطوا المجلس العسكري والحكومة فرصة لحل الأزمات المتلاحقة التي تحل على البلاد. فيما أختلف معه القس «فيلوباتير جميل» -كاهن كنسية السيدة العذراء- أنه لا يمكن أبدا أن ننكر أن من ضحوا بأرواحهم في سبيل حرية الوطن شهداء عند الله ومن يقول غير ذلك يحاول أن يغطى على الجريمة التى ارتكبت بالقصر العيني، والمتسبب في حدوثها المجلس العسكري . وقال إن حتى الخطاب الذي قدمه اللواء «عادل عمارة» في الأحداث الأخيرة مشابه تمام للبيان الذى ألقاه بعد أحداث ماسبيرو، وهذا دليل على أن المجلس العسكري لا يريد أن يعترف بأخطائه، والتي اسفرت عن سفك الدماء الذكية التى تدين لهم مصر بالكثير ونحتسبهم عند الله شهداء وليسوا بلطجية، والإعلام الرسمى المضلل وبعض القنوات المأجورة للمجلس هى من تروج مثل هذه الأقاويل لإثارة البلبلة في نفوس المصريين، وأشار أن الحق سيعلوا مهما أراد أن يلقى بالتهم هنا وهناك.