وكيل النواب يستعرض تقرير اللجنة الخاصة بشأن اعتراض الرئيس على الإجراءات الجنائية    النواب يوافق على إمكانية استجواب المتهم في غيبة المحامي بشروط    الأحزاب.. وكشف الحساب!    اتحاد طلاب جامعة أسيوط يكرم الدكتور أحمد المنشاوي تقديرًا لجهوده    وزارة العمل تشارك في احتفالية اليوم العالمي للمكفوفين والعصا البيضاء بالقاهرة    سفيرة الاتحاد الأوروبي: توفير المياه يصنع فارقًا حقيقيًا في دعم جهود الدولة المصرية    وزير التعليم: افتتاح 14 مدرسة مصرية يابانية جديدة خلال العام الدراسي الجاري    البورصة تواصل الصعود بمنتصف تعاملات اليوم    النواب يحيل 9 اتفاقيات و5 مشروعات قوانين للجان النوعية    وزير الخارجية يلتقي نائب رئيس مجموعة شركات Oberoi الهندية    الأنصاري يشدد على سرعة الرد على الشكاوى الحكومية لتخفيف الأعباء عن المواطنين    "صنع في مصر".. الهيئة العربية للتصنيع تطرح منتجات إلكترونية متطورة جديدة    وزير الري يلتقي مدير «إيكاردا» لتبادل الخبرات في مجال إدارة المياه    غرامة 3 آلاف يورو لارتدائه، حزب رئيسة وزراء إيطاليا يقدم مشروع قانون لحظر النقاب    نبيل فهمي: إسرائيل تسعى للهيمنة على الشرق الأوسط.. تراجع دور الدبلوماسية والوسائل القانونية فى حل النزاعات.. العرب فقدوا زمام المبادرة..ومشكلة الندرة المائية في المنطقة تتفاقم    احتفالا بالصعود للمونديال، قائد المنتخب القطري يتبرع بمدرسة وصالة ألعاب رياضية ل غزة    «سيدات يد الأهلي» يواجه «فلاورز البنيني» بربع نهائي بطولة إفريقيا    بالأسماء.. تغييرات في تشكيل الزمالك المتوقع ضد ديكيداها الصومالي بالكونفدرالية    انطلاق منافسات ثمن نهائي بطولة مصر الدولية للريشة الطائرة    عرض الطفل المتهم بقتل زميله في الإسماعيلية على النيابة    المشدد 3 سنوات لعصابة التنقيب عن الآثار في عين شمس    مصرع 3 عناصر جنائية شديدة الخطورة عقب تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة بسوهاج    ضبط قضايا إتجار غير مشروع بالنقد الأجنبي بقيمة 8 ملايين جنيه    تصادم تريلا وأتوبيس بطريق مرسى علم الجديد وأنباء عن إصابات    محافظ أسيوط يكرم مواطنًا أنقذ أطفال "تروسيكل منقباد" من الغرق    كيف تصنع تريند في خمس دقائق؟!    اكتشاف كبسولة رصاصية نادرة تحتوي على عملات تاريخية في الإسكندرية    علاء مرسي يكشف كواليس رحلته إلى عالم الفن في برنامج "فضفضت أوي"    الكشف والعلاج بالمجان، انطلاق قافلة تنموية لخدمة أهالي الواحات البحرية في الجيزة    محافظ الجيزة يشهد فعاليات القافلة العلاجية والتنموية الشاملة لجامعة القاهرة بالواحات البحرية    الصحة: فحص 19.5 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف عن الأمراض المزمنة والاعتلال الكلوي    الهلال الأحمر المصري يدفع ب10 آلاف طن مساعدات إغاثية عبر قافلة «زاد العزة»    الأهلي: لا ديون على النادي وجميع أقساط الأراضي تم سدادها.. والرعاية ستكون بالدولار    سعد شلبي يكشف كواليس استعدادات الأهلي للانتخابات    مهرجان البحر الأحمر يكشف قائمة الأفلام القصيرة الدولية المشاركة في دورته الخامسة    حقيقة رغبة توروب في رحيل بعض لاعبي الأهلي    وزير الاستثمار يعقد مائدة مستديرة مع شركة الاستشارات الدولية McLarty Associates وكبار المستثمرين الأمريكين    السيطرة على حريق داخل مزرعة دواجن بالفيوم دون إصابات    الأولى من نوعها.. جامعة أسيوط تنجح في أول جراحة باستخدام مضخة "الباكلوفين" لعلاج التيبس الحاد بالأطراف    بعد توقف 7 سنوات.. انطلاق الدورة الرابعة من معرض الأقصر للكتاب    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 16اكتوبر 2025 فى محافظة المنيا    شوقي علام: سأنضم للجنة الشئون الدينية بالشيوخ لمواصلة الجهد الوطني في مجال الدعوة    جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 24 فلسطينيا في الضفة    ضبط 2 طن دقيق مدعم قبل تهريبه وبيعه في السوق السوداء بالعريش    حصاد زيارة الشرع لروسيا.. ومصير الأسد في يد بوتين    مجلس الوزراء يكشف اللمسات الأخيرة قبل افتتاح المتحف المصري الكبير    الصحة تنصح بتلقي لقاح الإنفلونزا سنويًا    «ممنوع عنها الزيارة».. عمرو ياسين يكشف تطورات الحالة الصحية لزوجته    التحالف الوطني يستعد لإطلاق قافلة دعم غزة 12 لدعم الأشقاء في فلسطين    شبكة بريطانية تحذر منتخبات كأس العالم 2026 من ثنائية محمد صلاح ومرموش    سياسي ألماني: نزع سلاح حماس شرط أساسي لتحقيق السلام في غزة    ضمن مبادرة «صحح مفاهيمك».. تنظيم قوافل دعوية بالفيوم تناقش «مخاطر التحرش وآثاره»    محافظ الغربية ووزير الاوقاف يشهدان احتفالية مولد السيد البدوي    دوري المحترفين.. «وي» يواجه الترسانة في الجولة التاسعة    مشكلة الميراث    بعض المهام المتأخرة تراكمت عليك.. حظ برج الدلو اليوم 16 أكتوبر    .. ورضي الله عن أعمال الصالحين الطيبين لاغير    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 15-10-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



آفة حارتنا الكذب
نشر في التحرير يوم 18 - 12 - 2011

العبد يعتقد أن تصديق كذب سيده يرفعه إلى مرتبة صديقه الوفى وكاتم سره الأمين. لا يدرك أن انكماش المسافة بينه وبين سيده إذ يصدق أكاذيبه مبعثها تدنى السيد لا ارتفاع العبد.
العبد لا يوافق على إرغام سيده على التوقف عن ضربه، ففى ذلك «كسر نفس، وإسقاط هيبة» للسيد لا تستقيم معه الحياة.
العبد يتفهم جدا كل تصرفات السيد، كل قصصه المختلقة الكاذبة، ولا سيما لو صاحبت الكذبة ابتسامة، أو تلويح بعقاب. هذه وظيفة العبد فى الحياة، هكذا أفهموه، وهكذا ربوه.
العبد يصدق كذب السيد لأن تصديق الكذب أهون على نفسه الراضية بالوضاعة من مواجهة الحقيقة. إن قالوا له إن أخاك قتل، وألقى فى الزبالة، وهذه هى صورته، قال لا، بل «إن هذه الصورة فى اليونان»، هكذا قال السيد. تصديق هذا الهراء مهمة أيسر كثيرا من مهمة التصرف كإنسان حر.
قد يرى الجنود بملابسهم، بعضهم يلقون الطوب من فوق المبنى، وأحدهم يرخى بنطاله ليتبول على مواطنين مثله، فيقول لا، بل السيد يقول «لم يكن على سطح المبنى أحد».
وآفة العبد أنه بلا دين ولا لون ولا جنس يميزه، إنه أنا وأنت، يشبهنى ويشبهك. مرضه متخف فى نفسيته لا فى مظهره.
بين الكذب والسلطة المتسيدة علاقة تعاقدية، وسيطها الغباء. العبد يعلم أنه تحت رحمة السيد. والأفضل له، من ثم، أن يتغابى ويقبل كل ما يقوله سيده. يقول لنفسه ربما لو أرضيته لكافأنى. لكنه للأسف، لا يكافأ إلا بمزيد من تغابى السيد، مزيد من تقريب المسافة بينهما. وكلما صدق العبد قصصا أكذب وأوهى تغابى السيد أكثر فى صياغة قصصه وأكاذيبه. منحدر بلا قرار.
والسلطة المتسيدة الغاشمة تصر على امتلاك شيئين، الموت دونهما ودون إصلاحهما: جهاز للكذب وجهاز للقمع. جهاز ينشر للعبيد القصص وجهاز يرفع لهم العصا، وتمضى مسيرة الغباء. هل تصدقون أن الجنزورى يملك صلاحيات؟ هل تصدقون أنه يريد إعلاما حرا؟ هل تصدقون أنه يريد شرطة لا تستخدم العصا مع مواطنيها؟ هل تعتقدون أن من قبلوا مناصب المجلس الاستشارى على دماء الشهداء يصدقون هذا؟ بالطبع لا. لا يصدقه إلا راغب فى تصديقه من الانتهازيين والساعين إلى رضا السيد والأغبياء.
آفة حارتنا يا صديقى الكذب. فالكذب ليس فقط عدو الإصلاح، بل عدو الرغبة فى الإصلاح، وعدو الذكاء، وعدو التفكير المنطقى. وهو عرَض من أعراض الجبن، والغدر، والنفاق، وإضمار الأذى.
آفة حارتنا يا صديقى الكذب. «المؤمن» يكذب من أجل كرسى فى البرلمان، والسائق يكذب من أجل جنيه إضافى فى الأجرة، والعامل يكذب لكى لا تذهب المهمة لغيره. صاحب السلطة يكذب لكى يبقى، والساعى إلى السلطة يكذب لكى يصل. والجمهور يتقبل الكذب لأن هذه الطريقة الوحيدة لكى تستمر المسرحية دون أن يبارح مكانه. لا شىء يعصم من الكذب فى بلادنا، لا القوة التى تغنى عنه، ولا التدين الذى يجرمه بالجحيم. الكل كذابون.
الكل كذابون وإن سموا كذبهم حكمة، وإن سموه وطنية، وإن سموه استقرارا.
ولا يتألم من الكذب إلا الأذكياء. الباقى ما بين غبى يصدق، وانتهازى يبرر، وكذاب لا يجد فيه غضاضة. فإلى أين يا دولة الكذب، يا جمهورية الأوهام، يا أرض النفاق، يا تربة المظاهر بلا جذور؟
2
هل سمعتم الجنزورى وهو يقول أمس: قلنا ونؤكد أننا لن نلجأ إلى العنف؟ هل سمعتموه وهو ينفى ما رأيناه جهارا نهارا من استخدام الجيش العنف ضد المواطنين؟ هل سمعتموه وهو يكذب؟ لا تردوا عليه. فقط سموه الكذاب، كذاب الجنزورى، أو الجنزورى الكذاب، الراجل الكبير الشايب الكذاب. ارسموه فى كل كاريكاتير بأنف طويلة. احرقوه معنويا وشخصيا بما يستحق. حاسبوه على كل جرائمه التى نفد بها من قبل وأهينوه فى خاتمته، فذاك أقل ما يستحق، وأقل مما يستحق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.