فى فترة حكم المخلوع كنت أُدعى: الإخوانجية الإرهابية المتأسلمة؟ (بقيت الماسونية الشيعية المسيحية بعد الثورة). ذلك لأننى كنت ضد المحاكمات العسكرية للإخوان -والتى صدق عليها اللواء الروينى... صاحبهم دلوقت- وضد التعذيب الشنيع الذى كان يتعرض له الإسلاميون، وكان عمر سليمان يشرف على التعذيب بنفسه وهو مخترع مقولة: لن نقبل بإمارة إسلامية على حدودنا. -ده اللى اتفقوا معاه أيام الثورة- وكنت أقول لمن يهاجمهم: على الأقل لهم موقف واضح وغير مهادن من النفوذ الأمريكى ومن قضية فلسطين. قابل الإخوان جون كيرى، مسؤول العلاقات الدولية الأمريكية، فى مقر حزب الحرية والعدالة، مما قلّب علىّ المواجع، وذكرنى بما لا أحب أن أتذكره، خصوصا بعد تبريرات التنين المجنح لتلك المقابلة والتطمينات، التى تضمنتها بشأن اتفاقية السلام وعقود البترول، ونشر نص تلك التبريرات فى جريدة «الحرية والعدالة»: «الإخوان من جانبها واجهت كل هذه السياسات باستراتيجية المد والجزر، اعتمادا على ثقلها الكبير فى الشارع، والذى يلزمها بضرورة احترام مصداقيتها لدى الجماهير من جانب، وتجنب الصدام ما أمكن من جانب آخر».. والمنطلق الفكرى بتاعنا فى تطفيش الست دى لازم ينبع من إحساسنا المنعكس فى الالتزام بقضايا معاصرة، اللى هى دراع مرسى. هالله هالله عالجد والجد هالله هالله عليه.. دراع مرسى يصاحب الإخوان منذ اجتماعهم مع عمر سليمان (وقبل كده لما كنا نخرج معاهم فى مظاهرة، نييجى نقول: يسقط يسقط حسنى مبارك يروحوا مغلوشين علينا بهتاف: عالقدس رايحين شهداء بالملايين) وحين هاجم الناس الإخوان كنت أقول: حرام عليكم.. غلابة وما صدقوا مسؤول يتعامل معاهم من غير ما يقول المحظورة. ثم صاحبهم دراع مرسى بعد تحالفهم مع المجلس العسكرى، وتخليهم عن الشارع، بما فيه من تظاهرات واعتصامات تطالب بحقوق الشهداء، وتحتج على ضرب ذويهم، وبلغ بهم الأمر أن يصفوا المعتصمين بالبلطجية الذين يعملون لإحداث «الوقيعة بين الجيش والشعب»، وكنت أدافع: حرام.. اتبهدلوا كتير وبيحايلوا العسكر عشان يمشوهم. ثم بدأت «أهنج» من الإخوان حين تخلفوا عن الاعتصام أمام السفارة الإسرائيلية المطالب برحيل سفير الكيان الصهيونى، وذهابهم فى ذات توقيت الاعتصام لتناول الإفطار فى السفارة الأمريكية! الله.. أمّال فين الشهداء اللى بالملايين؟ لكننى كنت أكابر (مش معقولة أطلع نفسى حمارة بسهولة كده): معلش.. همّ خايفين من العسكر ليتلكك لهم. وأخيرا.. تان تان تان تارارارارا... هنادى: مذبحة محمد محمود، وكان دراع مرسى مش نافع خاااااالص، خصوصا مع تدخل بعض عناصر الإخوان، بمشاركة بعض شيوخ الأزهر وعناصر من الدعوة السلفية، للوساطة فى الهدن التى أراقت دماء النسبة الأكبر من الشهداء، ومش فاهمة كل من توسط فى تلك الهدن بينام الليل إزاى؟ ثم، وقبل انتهاء العملية الانتخابية، تقابل القيادات الإخوانية كيرى لتسترضيه تماما كما كان يفعل المخلوع، طب المخلوع كان ماشى مع الأمريكان عشان شاب وله متطلبات والشعب مش عايز يتجوزه، لكن انتو الشعب انتخبكوا، تسيبوا الشعب عند الكوافير وتروحوا تعطوا قبل الفرح؟ يا لهوى على عبطى.. قال وكنت فاكراهم المخزون اللى حيسد قدام أمريكا وإسرائيل، والعدة والعتاد عشان لما العسكر يدبحنا نتركن عليهم.. اضحكوا اضحكوا.. ما أنا باضحك على نفسى أهو. لا لا لا.. سيبونى، سيبونى أفضفض. كل واحد له نقطة قوة ونقطة ضعف (على حسب ما كنت فاكرة يعنى)، فيه ناس لازمتهم يفكروا بس الشهادة لله همّ مش بتوع مواجهات، زى الدكتور البرادعى كده، خلع منا أيام مدبحة محمد محمود، لكن أهو عنده مخ وبيقول أفكار نميسة، ينفع غيره ينفذها، على أساس هو المخ واحنا العضلات، كنت فاكرة الإخوان همّ العضلات. يا صلاة النبى، إنتو جايين تدوا العسكر صلاحيات وخروج آمن، وتأمّنوا لإسرائيل اتفاقية السلام، ولأمريكان نفوذها وعقود البترول اللى بيّعتنا الحديدة، وتقطعوا إيدينا وترجمونا احنا؟ بتعاقبوا اللى انتخبكم يعنى؟ ولما انتو لا حتنفعونا لما العسكر يقتلنا، وكل اللى فلحتوا فيه أيام مدبحة ماسبيرو أنكم تشتموا الأنبا فلوباتير وتشحنوا الناس طائفيا، أو تتوسطوا فى هدنة للأمن فى مدبحة محمد محمود عشان يروح يجيب ذخيرة بدل اللى اتنسلت على جتتنا ويرجع يضربنا.. لا وساعة الضرب هووووف.. اللى اتوسط فى الهدنة يتبخر وما يظهرش إلا فى الهدنة اللى بعدها وعليك خير، ولا تنفعونا لما إسرائيل تضرب جنودنا، ولا حتنفعونا قدام أمريكا، أمال واحدة زيى مستحملة أكلان الوش من تحت راسكم ليه؟ إيه استخداماتكم يعنى؟ ولا تنفعوا نِقلى عليكم بطاطس حتى. عليه العوض ومنه العوض، لما ارجع البلد حاقولهم إبنى محجوب مات.. مات واندفن.. يا خسارة تعبك وشقاك يا عبد الدايم.