الdsl يسمح لك بالولوج عبر الإنترنت.. ولكن خط التليفون المنزلى هو الذى يسمح لك بتركيب ال dsl.. إذن.. أيهما أهم فى رأيك.. ال dsl أم خط التليفون المنزلى؟! منذ حوالى أسبوع جلست أمام شاشة اللاب توب فى الصباح.. ضغطت أيقونة موزيلا فاير فوكس.. لتطالعنى تلك الشاشه التى تفيد أنى غير متصل بالنت.. نظرت خلفى إلى الراوتر لأجد أيقونتان فقط مضيئتان.. فى حالة إتصالى بالنت ينبغى أن تكون هناك ثلاث أيقونات مضاءه.. إذن هناك عوء.. وعندها فقط رأيته.. صامتا ومنكفئا على نفسه وحزين.. تليفونى المنزلى الأسود الصغير الذى لم أستخدمه قبل ذلك تقريبا والذى لم أدخله فى الأساس سوى لأسباب ذات علاقه بأنه ينبغى على أن أملك خطا منزليا للتمكن من تركيب ال dsl والإتصال بالنت.. رفعت السماعه لأجد صمتا رهيبا وسكوتا مريعا.. ليس هناك أدنى أثر لشبهة وجود حراره.. إذن.. هذا ما قد حدث.. لم أدفع فواتير الخط المنزلى التى هى فى الأساس عباره عن الإشتراك الشهرى.. فتم قطع الحراره عنى.. واستتبع قطع تلك الحراره فصل كابل ال dsl الخاص بى فى السنترال الرئيسى لحين سداد الفواتير المتأخره.. إذن ها هو الخط المنزلى الذى تجاهلته – ليس لموقف شخصى منه وإنما لعدم مناسبته لتلك الأيام التى نعيشها والتى بات فيها الموبايل هو سيد الموقف فيما يخص الإتصالات الهاتفيه – ينتقم منى ويخبرنى بالطريقه أنه لا يزال موجودا فى حياتى وأنه قادر على قطع خدمة الإنترنت عنى فى حالة سهوى عنه ونسيانى تسديد الفواتير التى وإن بدت بسيطه للوهله الأولى إلا أنها فى حالة التأخير فى سدادها قادره على تكديرى وجعلى من موقعى فى وسط البلد بالقاهره غير قادر على متابعة ما يحدث الآن فى القطب الجنوبى.. وذلك هو الإنعزال بعينه! هرعت إلى السنترال.. سددت الفواتير المتأخره.. وعدونى بإعادة الخط فى الصباح.. فى الصباح عاد خط التليفون ولكن لم يعود ال dsl.. إتصلت بفودافون.. فأخبرونى أنهم سوف يرسلون فنيا إلى السنترال لإعادة الكابل.. إنتظرت يوما.. يومان.. وفى اليوم الثالث كنت أشفق على موظفة خدمة العملاء التى تحدثت معها وأنا غاضبا تماما.. أثناء حديثى معها كان التليفون المنزلى أمامى غارقا فى صمته.. عادت الحراره إلى سماعته أى نعم.. ولكن لم يعود الdsl.. وهكذا نجح التليفون الذى لا أكاد أستخدمه فى تكديرى لمدة أربعة أيام فيما يمكننا أن نطلق عليه إنتقام الخط المنزلى.. حيث كان ينبغى على أن أنتظر حتى ظهيرة اليوم التالى ليعود ال dsl.. ترى.. هل تشعر تلك البلاستكه السوداء الآن بالتشفي؟!.. هل يشعر خط التليفون المنزلى الآن بالإنتصار؟! بعدها.. كانت أنباء تشكيل الدكتور الجنزورى لحكومته كاملة الصلاحيات تملأ مواقع النت التى ولجت إليها.. وكانت أنباء تشكيل المجلس الإستشارى الذى تتمثل وظيفته فى أنه فقط وكما يدل إسمه عليه إستشارى تأتى ملحوقه بخبر مثل أن المجلس العسكرى له الكلمه الأخيره فى تشكيل الدستور.. وكانت اللجنتان الإلكترونيتان – لجنة الحزب الوطنى ولجنة السلفيين – شغالتان الله ينور ومنظمتان لجحافلهما ولتعليقاتهم وشتائمهم المتشابهه التى يطرشونها بالتساوى على كافة المواقع الإخباريه والتى لا تثير الغضب منهم بقدر ما تثير الإشفاق عليهم والرثاء لما آلت إليه عقولهم.. جوله سريعه أكتشف بعدها أن كله بيشتم فى كله.. ذلك هو الموقف الآن.. وهو الموقف الذى وصلنا إليه فى ظل من إستلموا بلد ثائره لتتحول على أيديهم إلى بلد حائره! إذن.. قد تملك البن والسكر ولكن بدون البوتاجاز مافيش قهوه.. قد تملك التليفزيون ولكن بدون الدش مافيش فضائيات.. قد تملك السخان ولكن بدون موتور الميه مافيش ميه سخنه.. قد تملك اللاب توب ولكن بدون خط التليفون المنزلى مافيش نت.. قد تملك الصلاحيات ولكن بدون الأوكى من المجلس العسكرى مافيش تنفيذ!