فلاديمير بوتين، رئيس الوزراء الروسى، يبدو أنه فشل فى كسب ثقة قطاع كبير من شعبه بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة، رغم حصول حزب «روسيا الموحدة» الحاكم بزعامته على 238 مقعدا من أصل 450 من مقاعد مجلس «الدوما»، حيث تتواصل الاحتجاجات، مُتهمة السلطة بالتزوير فى الانتخابات. بوتين الذى يخشى أن تطيح الاحتجاجات بآماله للعودة إلى الرئاسة فى مارس وربما الفوز بفترتى رئاسة أخريين حتى عام 2024، اعتبر أن الاحتجاجات الجارية مشبوهة ومرتبطة بمصالح أجنبية، ليظهر وكأنه يحذو حذو الأنظمة العربية، التى لجأت إلى حيل الأيادى الخفية ونظرية المؤامرة، لتبرير احتجاجات الربيع العربى. ووسط تنامى الغضب من الفساد وعدم فاعلية سياسات الحكومة، خرج بوتين عن صمته ليتهم الولاياتالمتحدةالأمريكية بتشجيع الاحتجاجات فى روسيا ضد نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، وضد استمراره فى السلطة منذ 12 عاما، وزعم أن مئات ملايين الدولارات أُنفقتْ من أجل التأثير على نتائج الانتخابات الروسية، وأن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أعطت إشارة إلى من وصفهم ب«مرتزقة» من المعارضين للكرملين للتظاهر، قائلا: «لقد أعطت إشارة لبعض الناشطين فى صفوف المعارضة، فتلقوا الإشارة وبدؤوا ينشطون». ومن جانبها، أكدت كلينتون أمس دعم الولاياتالمتحدة «لحقوق وتطلعات الشعب الروسى إلى تحقيق التقدم والأمل فى مستقبل أفضل» بعد الانتخابات التشريعية التى تعترض المعارضة على نتائجها، وأعربت عن قلق واشنطن إزاء ما ترى «أنه نابع من أسس صحيحة بشأن سير الانتخابات». وفى غضون ذلك، تستمر حملة الاعتقالات التى طالت العشرات فى صفوف المعارضة، فمنذ احتجاجات الإثنين الماضى تم اعتقال نحو ألف شخص، مما دفع المعارضة إلى الاستعداد للتظاهر مجددا اليوم (السبت)، للتنديد بالتزوير الذى طال الانتخابات برأيها، والمطالبة برحيل بوتين، وهو ما يتفق مع دعوة ميخائيل جورباتشوف رئيس الاتحاد السوفييتى سابقا إلى إعادة الانتخابات، والمطالبة برحيل بوتين. ومن جانبها، شددت السلطات الروسية من إجراءاتها الأمنية فى موسكو، تحسبا لأى طارئ تتسبب فيه احتجاجات المعارضة، التى تستعد للتظاهر مجددا.