دعوة إلى الاعتدال وسلوك نهج وسطى، وجهها الشيخ يوسف القرضاوى إلى الحركات والأحزاب الإسلامية مع صعودها بفعل الربيع العربى، خلال مقابلة أجراها مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أمس الجمعة، حيث وجه إلى القوى الإسلامية نصيحة بعدم السعى إلى فرض إرادتها على المجتمع. الشيخ القرضاوى الذى يرأس الاتحاد العالمى للعلماء المسلمين، قال إنه دعا حزب النور السلفى، الوافد الجديد على المشهد السياسى فى مصر، والذى تقول الصحيفة البريطانية إن نهجه الدينى المتشدد يثير قلق الليبراليين، نصحه بتبنى «فكر جديد». وتهكم القرضاوى -حسب الصحيفة- على فكرة أن بلدا كتونس، يعتمد على السياحة، يمكن أن يفرض الزى الإسلامى على السائحين، لكنه يقول إن هؤلاء الزائرين يجب أن يكونوا «مراعين لمشاعر الآخرين، ولا يبالغوا فى الأمور، ويقال هذا الأمر لهم فقط كنصيحة ليس إلا». وتابع متحدثا عن صعود التيار الإسلامى فى العالم العربى وكأنه أمر محتوم -بحسب تعبير الصحيفة البريطانية- قائلا: «الممنوع مرغوب، ونحن مُنعنا دائما». وأضاف «قلت لإخواننا السلفيين.. أنتم فى أولى تجاربكم السياسية وعليكم أن تتعاملوا مع الناس باعتدال، وأتمنى أن يفعلوا». ويتوقع حدوث تغيير فى السياسة الخارجية للمنطقة، قائلا إن على الدول الغربية أن «تفكر» فى كيفية تعاملها مع الإسلام، وإن إسرائيل لا يمكنها أن تبنى سياساتها على القوة، مؤكدا أن «الدول التى تمر بهذه الصحوة، والتى يحكمها الإسلاميون ستكون حكيمة جدا فى تعاملاتها مع الغرب وإسرائيل، لكنها لن تقبل الظلم». ورغم أن الشيخ القرضاوى لا يرى اليوم نموذجا مثاليا لدولة إسلامية، حسبما تقول «التايمز»، إلا أنه يقول إنه معجب بالنموذج التركى، ومؤكدا العودة السلمية للإسلام فى بلد شديد العلمانية. ويقول «إخواننا الأتراك كانوا قادرين على خدمة بلدهم وبناء نهضة اقتصادية واجتماعية.. لقد انتصروا على العلمانية بهدوء»، مضيفا أن تركيا نموذج للاعتدال و«نموذج يمكن للدول العربية أن تستفيد منه».