بعد تصاعد المد الدينى الإسلامى، وبالأخص الوهابى، فى مصر، وتصريح محمد حسين يعقوب بأن «الصناديق قالت نعم للإسلام، ومن لا يعجبه فليذهب إلى كندا»، وأيضا بعد دهس عدد كبير منهم تحت المدرعات فى واقعة ماسبيرو الرهيبة، حمل كثير من الأقباط حقائبه مغادرا إلى المهجر.. تلك حقيقة، ولكن الأرقام المرتبطة بها هى ما يثير اللغط، لأنها متفاوتة وتعكس حجم الهواجس التى يعيشها الأقباط. وأول الأرقام الصادرة من منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان قال إن 100 ألف مسيحى هاجروا من مصر إلى أمريكا وكندا وأستراليا ودول الاتحاد الأوروبى، والثانى من الكاتب الصحفى سليمان شفيق، الذى قلّص الرقم إلى 4000، وحاليا، وبعد فوز تيار الإسلام السياسى بأغلبية مقاعد البرلمان فى المرحلة الأولى من الانتخابات تداولت وسائل الإعلام أخبارا عن طلب 10000 قبطى للهجرة. تقرير منظمة الاتحاد المصرى أكد أن ما يقرب من 100 ألف قبطى هاجروا من مصر بعد استفتاء 19 مارس الماضى، وأحداث العنف الطائفية ضد الأقباط، بدءا بصول، مرورا بإمبابة، وصولا إلى المريناب وماسبيرو، وأوضح التقرير أن المنظمة رصدت بعض النسب فى هجرة المصريين للخارج من واقع ما تجمّع لديها من الكنائس القبطية فى الخارج. ووزع التقرير أرقامهم كالآتى: نحو 16 ألفا فى ولاية كاليفورنيا، ونحو 10000 فى ولاية نيوجيرسى، ونحو 8000 إلى نيويورك، وما يقرب من 8000 فى باقى الولاياتالأمريكية، و14 ألفا فى أستراليا، و9000 فى مونتريال فى كندا، و8000 فى تورنتو فى كندا، و20 ألفا فى دول أوروبا، فى هولندا وإيطاليا وإنجلترا والنمسا وألمانيا وفرنسا. أما الكاتب الصحفى سليمان شفيق فقد أثاره ذلك الرقم، فأعد إحصائية عن أعداد المصريين بغض النظر عن ديانتهم، الذين هاجروا إلى الخارج خلال عام 2011 طبقا لمصادر دبلوماسية. وقال شفيق ل«التحرير»، إن ما تناقله بعض المواقع القبطية، عن أن فى عدد المهاجرين الأقباط تزايدا، خصوصا بعد ثورة 25 يناير، هو كلام أسطورى، كما أن ما نُشر عن مقاطعة الأقباط الانتخابات بعد مذبحة ماسبيرو، هو كلام أسطورى أيضا، والدليل هذا الكم من الأقباط الذين شاركوا فى المرحلة الأولى من الانتخابات. شفيق لفت إلى أن أرقام وإحصائيات الهجرة فى عامى 2010 و2011 وفق إحصائيات مصادر دبلوماسية مطلعة فى سفارات الولاياتالمتحدةالأمريكيةوكندا وأستراليا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا، تقول إن 6411 مصريا هاجروا إلى تلك الدول عام 2010، مضيفا أنه فى عام 2011 لم يحصل على حق الهجرة إلى تلك الدول حتى نهاية أكتوبر إلا 3804 مصريين بانخفاض بنسبة 59% عن عام 2010 وأنها أرقام تخص هجرة المصريين بغض النظر عن ديانتهم. منسق التيار العلمانى، المفكر القبطى كمال زاخر، قال إنه لن يأخذ بتلك الأرقام، غير أنها تشير إلى مخطط يريد تفريغ منطقة الشرق الأوسط من المسيحيين، مشددا على أنه يرفض التهويل، وتأكيد ضخامة العدد الذى سافر من مصر، خصوصا أن الهجرة تحتاج إلى أوراق لا تنتهى فى يوم وليلة، كما أنه يرفض التبسيط والقول إنه لا مخاوف، لأن المخاوفَ عند غير الإسلاميين، من المسيحيين والمسلمين، وتؤكدها مقاطع الفيديو المنتشرة على الإنترنت لقيادات ومشايخ الإسلام السياسى، التى تشير إلى رغبة فى أن تكون مصر سودانا مقسما، أو صومالا يعيش فى مجاعة، أو أفغانستانا متطرفة.