وقعت المبادرة بمباركة خليجية.. وخرج صالح من حرم كرسى الرئاسة بحصانته وماله، هاربا من محاكمة عادلة.. تاركا وراءه قوات مستمرة فى إراقة دماء الشعب اليمنى.. ومعارضة تحاول إنقاذ الموقف والمضى قدما فى التسوية السياسية.. وثوارا متمسكين بمطالبهم رافضين وأد ثورتهم. بقيت الأوضاع الميدانية فى اليمن على حالها، رغم محاولات رئيس الحكومة الجديدة محمد سالم باسندوه السير بخطوات متسارعة لتشكيل حكومة قوية تتمكن من سحب الجيش من الشوارع وإنهاء حالة الانقسام القائمة. فقد شهد اليمن سقوط 5 من أبنائه المدنيين وإصابة عشرات آخرين إثر قصف مدفعى عنيف على أحياء المناخ والحصبة وبئر باشا بمدينة تعز تعرضت له مساء أول من أمس على يد قوات موالية لصالح مما أدى إلى إغلاق الطرق المؤدية إلى المدينة. وقد قال أحد سكان المدينة ل«رويترز» «نعيش فى أجواء حرب حقيقية.. لم نستطع النوم من شدة الانفجارات». من ناحية أخرى قالت المعارضة إنها قدمت لزعيم البلاد المؤقت عبد ربه منصور هادى قائمة بمن اختارتهم ممثلين لعضوية مجلس عسكرى مكلف بإدارة الجيش حتى يُنتخب رئيس جديد، من بينهم وزير الدفاع السابق ووزير الداخلية السابق علاوة على 5 آخرين من كبار قادة الجيش الذين أعلنوا دعمهم الحركة الاحتجاجية وطالبوا صالح بالرحيل. فى الوقت ذاته يستمر شباب الثورة اليمنية فى الخروج إلى الشارع رافضين الوضع الذى آلت إليه ثورتهم، متمسكين بالقضاء على نظام صالح نهائيا وتقديمه للمحاكمة على جرائم الحرب التى ارتكبها بحقهم. على ساحة الثورة السورية، واصلت قوات الأسد عملياتها العسكرية العنيفة فى درعا وحمص حيث اقتحم الجيش بلدة داعل فى درعا مجددا صباح أمس وهى المدينة الجنوبية التى شهدت انطلاق شرارة الاحتجاجات منذ 9 أشهر، وقد أشارت لجان التنسيق المحلية إلى سماع دوى انفجارات وتحليق للطائرات الحربية بالإضافة إلى تمركز آليات الجيش فى محيط المدينة، بينما تتواصل المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام فى مختلف المناطق فى جمعة جديدة اليوم. من ناحية أخرى، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن السلطات السورية قد أفرجت عن 912 شخصا اعتُقلوا لمشاركتهم فى الاحتجاجات ضد الأسد قائلة «إن الذين أفرج عنهم لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين». أيضا تحدثت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس عن قيام واشنطن وموسكو بإعداد خطة تقضى بأن ينقل بشار الأسد السلطة إلى شخص آخر بدمشق فى مقابل الحصول على «منفى مريح» فى روسيا استنادا إلى النموذج اليمنى، وذلك بهدف إعادة الاستقرار ووقف آلة القتل الدائرة بسوريا.