مصر بعد الانتخابات زى البنت اللى ولدت بعد كثير من الحمل الكاذب والعلاج والمثبتات ومحاولات الإجهاض أحيانا بل ومحاولات الاغتصاب طيلة خمسين عاما. مصر بعد الانتخابات ولدت وهذا هو المهم، فلا أهم ولا أفضل من أن تفرح حتى لو كانت النتيجة مش على مزاجك. ابتسم وقل الحمد لله على اللى يجيبه ربنا وادعُ للشهداء الذين ضحوا من أجل هذه اللحظة، واحترم التحرير الذى تشتمه فى أوقات فراغك، فلولاه لكان المرحوم جدك هو الذى ينتخب الآن بدلا منك، ولولاه لكنت تسلم البرلمان الآن لعصابة جمال مبارك، ولولاه لكان المجلس العسكرى يؤدى التحيةللنظام الجديد ويقول له -كعادته-: تمام يا فندم. فى الانتخابات لا الإخوان كسبوا ولا السلفيون كسبوا.. الثورة هى التى فازت وانتصرت، ولو كان الطفل الذى ولدته مصر مشوها أو يعانى من عيب خلقى من وجهة نظرك فليس هذا مبررا لأن تتبرأ منه وتتركه وتهاجمه، ولتعلم أن وأد الحرية انتهى كما وأد البنات بالضبط، فلا تخف من أبو لهب ولا تخشَ من ابن الشحات، ولا تقل إنه فى السنة اللى قلعت فيها علياء المهدى.. مصر كلها لبست.