«أفلس النظام السورى فى قمع المسلمين ببلده» كما وصفه أحد اللبنانيين الذين اتهموا وزير الخارجية السورى وليد المعلم بعرض مقاطع فيديو قديمة أظهرتهم على أنهم مجموعات مسلحة إرهابية تهاجم جيش سوريا بينما تعود اللقطات المصورة إلى أحداث جرت بطرابلس بلبنان فى أثناء معارك جرت بين باب التبانة وجبل محسن عام 2008. كانت اللقطات الملفقة والتى ظهرت فى إحداها جثة المواطن المصرى محمد مسلم الذى لقى حتفه ببلدة كترماية بلبنان العام الماضى، هى الحجة التى استعان بها المعلم فى أثناء المؤتمر الصحفى الذى عقده أول من أمس فى أعقاب قرار فرض العقوبات الاقتصادية على سوريا، لإثبات وجود عصابات إرهابية مسلحة، فى حين أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أن عدد قتلى سوريا بلغ 4140 بينهم 225 من الأطفال، كما طالبت منظمة العفو الدولية بسرعة التحرك من قبل مجلس الأمن الدولى لوقف قمع المتظاهرين بسوريا الذين لا تتوقف أعدادهم عن التزايد لينضم إليهم أول من أمس 19 شهيدا معظمهم فى حمص ويتوالى سقوط الشهداء فى مختلف أنحاء سوريا. من ناحية أخرى، تلتقى اليوم اللجنة الفنية التنفيذية التى تضم 7 دول عربية فى مقر الجامعة بالقاهرة لتحديد قائمة بالشخصيات المنتمية إلى نظام الأسد لمنعهم من السفر وتجميد أموالهم. وعلى الصعيد الدولى، أعلن وزير الخارجية التركى أحمد داوود أوغلو، أن تركيا لا تريد بحث خيار عسكرى للتدخل فى سوريا إلا أنه أضاف أنها مستعدة لأى سيناريو، وأنه لا يستبعد إقامة منطقة عازلة على الحدود مع سوريا. وفى مقابلة مع قناة (كانال 24) التليفزيونية أكد أوغلو أنه لا فرصة لاستمرار أى نظام يعذب شعبه، وفى المقابل اعتبر حزب الله قرار الجامعة بفرض عقوبات اقتصادية على سوريا سابقة خطيرة وإجراءً ظالما. وعلى ساحة النضال الثورى، تحاول المعارضة السورية تدعيم موقفها أمام الأسد بإجراء اتفاق جديد بين المجلس الوطنى السورى والجيش السورى الحر لتوحيد جهودهما فى سبيل إسقاط نظام الأسد، حيث قام وفد من المكتب التنفيذى للمجلس برئاسة برهان غليون بزيارة إلى مخيم الضباط بإنطاكيا (جنوب تركيا) للاتفاق على تكوين لجنة مشتركة لتنسيق مواقف الطرفين فى الحراك الميدانى والإغاثة والإعلام بما يشكل قوة دعم إضافية للثورة السورية. كان المجلس الوطنى السورى قد عقّب على قرار الجامعة بقوله إن العقوبات الاقتصادية التى أقرها مجلس وزراء الخارجية العرب بحق النظام السورى لرفضه المبادرة العربية تعتبر هزيمة له وخطوة هامة تجاه عزله ووقف الإمدادات التى تغذيه فى حربه الإجرامية ضد المتظاهرين السلميين فى سوريا.