صحيح أن عودة ممدوح عباس إلى الزمالك هى عودة للشرعية المنتخبة من قِبل أعضاء الجمعية العمومية وأنها أفضل مئة مرة من سلطة التعيين والتدخل الحكومى، ولكن العودة جاءت فى الوقت بدل الضائع، فشرعية النظام الكروى بجميع مؤسساته سقطت بسقوط نظام الرئيس مبارك ولم تعد مجالس إدارات الأندية والاتحادات صالحة للبقاء واستمرارها نوع من تحدى إرادة الوطن والجماهير التى كفرت بالنظام السابق وجميع مؤسساته وانفجرت يوم 25 يناير لتطيح بكل رموز الفساد السياسى وما زالت تقاتل حتى الآن فى ميدان التحرير وميادين مصر تطالب باستكمال ثورتها وتحقيق مطالبها وإزاحة الفاسدين من الحياة حتى نتنفس حياة كريمة، فبعد مرور ما يقرب من 10 أشهر والتغيير لم يتحقق وفلول الفساد ومنتفعو النظام السابق يقاتلون من أجل البقاء ويستنزفون دماء الشعب فى مواجهات مصطنعة ومعدة لتدمير الأعصاب وإراقة الدماء ودفع الناس للانقلاب على الثورة بإطالة فترة التحول وتسوية اقتصاد البلاد بالأرض لتخرج ثورة الجياع وتنهى على ثورة الحرية والكرامة. ولأن الناس واعية لم تستسلم وخرجت مرة أخرى إلى الشوارع كى تسترد ثورتها وتصحح مسارها، فالجماهير لن تقبل بعد الآن بالحلول الوسط والميوعة فى الاختيار والليونة فى محاربة الفساد والدلع فى بناء الوطن، من هذا المنطلق لم يعد مقبولا بقاء جميع الرموز الرياضية التى أفرزها النظام السابق والتى عاشت فى حضنه وترعرت فى خيره وجاءت فى انتخاباته، فشرعيتهم سقطت بسقوط النظام وبقاؤهم نوع من البجاحة والوقاحة وعدم الاستجابة للإرادة الشعبية، وأنا هنا لا أخص ممدوح عباس وحده بل أقصدهم جميعا، هؤلاء الذين أفرزتهم انتخابات مبارك فى الأندية والاتحادات ولم يفهموا الرسالة حتى الآن، لم يصل إليهم أن خريطة الوطن تغيرت وأنهم لم يعودوا صالحين للمستقبل. الثورة تريد أن تفرز شبابها ورجالها وقادتها ومسؤوليها، ومن لم يخرج بإرادته الآن فسيلقى مصيرا أسود، «إلى النار كالساحرات»، كل ما هنالك بعض الوقت وسيصل ثوار الوطن إلى الأهلى والزمالك واتحاد الكرة والمسؤولين الفاسدين المتواطئين فى بقاء أغلب هذه القيادات الذين سقطت شرعيتهم جميعا ولكنهم يكابرون ويقاومون حتى لا يحصد ميدان التحرير رؤوسهم، ليس سوى بعض الوقت وتنتظم الحياة وتعود للدولة مؤسساتها الشرعية القادمة من انتخابات حرة ومن إرادة شعبية واعية بعدها سيأتى الدور على هؤلاء الذين لم يشبعوا من السلطة وراحوا يستدعون فلولهم وحاشيتهم ويجيِّشون بقايا إعلامهم الفاسد لإسقاط لائحة السنوات الثمانى حتى يظلوا جاثمين على قلب الرياضة يأكلون وينهشون ويمصمصون عظامها. كيف لم يفهم هؤلاء الحمقى إلى الآن أن الوطن تغير وأن الوجوه القديمة لن يكون لها مكان وأن التركيبة السياسية والسلطوية التى جاءت بهم تغيرت وأن الشعب لن يُشترى بالهدايا وموائد الرحمن وتجار الأصوات الانتخابية؟! كيف لم يدركوا أننا تغيرنا والشعب خرج من القفص والعجلة لن تعود إلى الخلف؟ كل المسؤولين عن الرياضة الآن كانوا جزءا أصيلا من النظام السابق، ممدوح عباس وحسن حمدى وسمير زاهر وهانى أبو ريدة وطابور طويل كان يقف ينتظر دوره فى السلام على جمال مبارك، كيف لنا أن ننسى تاريخهم؟ وبأمارة إيه نفصلهم عن جسدهم ونُبقِى عليهم فى مصر الجديدة، مصر الثورة، مصر الحرية، مصر الكرامة، مصر الشريفة، مصر التى لا يعرفها هؤلاء ستدهشهم وتفاجئهم، وإنا لمنتظرون...