الثورة بلا قائد يغلب عليها العقل الجمعى و روح الفريق الذى يسعى الى تحقيق مطالبه التى هى المشترك العام بين الاطياف المختلفة من ابناء الشعب وهى أيضا تعلن كفرها بكل القادة الذين لعبوا بمقدرات الوطن سواء اكانوا من النظام المخلوع او من المعارضة التى هى جزء من النظام السابق لان هؤلاء القادة لم يضعوا قواعد تمكن الشعب من ان يكون له كلمة مسموعة لدى النظام الحاكم بل ارادة النظام هى التى يعلو صوتها فوق الارادة الشعبية مستهينة بكرامته و قد جاء اليوم التى تستهين فيه الارادة الشعبية بالنظام المخلوع وتطالب بسرعة محاكمته و تلك المحاكمة الشعبية التى تقام فى ميدان التحرير تعبر عن ارادتها فى ادانة ذلك النظام المخلوع لتدميره الحياة السياسية و احداث خلل فى نسيج المجتمع خلال سنوات حكمه فقد جاء دماره بطريقة لا يمكن تخيلها حيث جاءت له الثورة من حيث لا يحتسب بداية من شباب كان متهما بالتفاهة و بالفراغ فكان الشباب شعلة تلك الثورة التى اطاحت بالنظام و قد جاء اليوم الذى يتم فيه محاسبة النظام و القصاص العادل منه من خلال حث المسؤولين داخل المؤسسة الحاكمة على سرعة اجراء المحاكمات العادلة لرأس النظام المخلوع و عائلته وجميع المنتفعين و المشاركين فى بناء سياسيات هذا النظام وان عملية الضغط المستمرة من قبل الثوار هى عملية هدفها تطهير البلاد من الفساد و بقايا النظام المخلوع من مجالس محلية شعبية و حزب وطنى افسد الحياة على الشعب المصرى سياسيا و اقتصاديا و ثقافيا و اجتماعيا إن الشعب المصرى هو مصدر السلطات و الشرعية الثورية هى التى تكسب الشرعية للمجلس العسكرى و مجلس الوزراء و ان الهدف النهائى هو اكتمال تلك الثورة و تحقيق مطالبها و تأسيس نظام ديموقراطى حديث يفتخر به كل مصرى من اول المجلس العسكرى حتى اصغر فرد داخل مصر و لا يوجد بين المصريين بصغير و فى تلك اللحظة تتحول الثورة من ثورة تحويلية الى ثورة تأسيسية من ناحية صداها و تأثيرها التاريخى فالثورات التى يتذكرها العالم هى الثورتين الامريكية سنة 1776 و الفرنسية 1789 الاولى وضعت الاساس لاول دولة عظمى فى التاريخ المعاصر و أنهت موجات الاستعمار الاوروبى للقارة الامريكية و الثانية كانت بمثابة نقطة تحول هائلة فى الوعى الاوروبى حين جسدت عمليا أفكار التنوير التى احتضنت بذور مشروع الحداثة الغربى الذى لا تزال تجلياته قائمة حتى يومنا هذا لان الثورات التأسيسة لا تهدم نظام قديم فقط بل تضع الاساس لبنية جديدة لا يمكن محوها إلا بثورة أخرى أكثر قوة و تأثيرا و نحن ما زلنا فى مرحلة هدم النظام القديم و محو آثاره حتى نتمكن من بناء نظام جديد قوى حتى نكون مثالا نحتذى فيه للعالم أجمع فالثورة المصرية ستكون اول ثورة تأسيسية بلا قائد و استطاعت ان تخلع نظام متسلط قوى وهزمته على الرغم انه استخدم كل الاساليب القمعية للقضاء على الثورة و استطاع الثوار الصمود ضد هذا القمع الغاشم و التزموا السلمية حتى لحظة الحسم و هى تسعى الآن لمحاكمة هؤلاء الفاسدين محاكمة عادلة و المطالبة بسرعة القصاص العادل ممن افسدوا الحياة على الشعب المصرى بأكمله بكافة طوائفه و أطيافه و التخلص من كل من له علاقة بهذا الفساد و ساعد و شارك فيه سواء التزم الصمت و لم يتخذ موقف واضح من هذا الفساد لان الساكت عن الحق شيطان أخرس و هذا اسمه فساد سلبى خطير كان ضرره و اثره كبير على حياة المصريين و لذلك فأن المعارضة المصرية التى وقفت عاجزة وساكتة على فساد النظام السابق فأنها إن لم تشارك فيه فهى أيضا مدانة امام الشعب بالفساد السلبى لعدم قدرتها على حشد الشعب المصرى للمطالبة بعزل هذا النظام او عمل على دعم هذا الفساد من خلال التصفيق و التهليل لهذا النظام وحمايته و تجميل صورته امام الشعب وتضليل الرأى العام و التعامى عن هذا الفساد على الرغم من علم هؤلاء بوجوده فهؤلاء فاسدون أيضا لحمايتهم نظام يدمر حياة المصريين بل ويدمر حياة شعوب أخرى مجاورة لنا مثل الشعب الفلسطينى المظلوم الذى يضرب و يقمع كل يوم من قبل دولة صهيونية نازية عنصرية تعادى كل ما هو عربى و تعمل على ابادته فكان فساد النظام المخلوع يصل الى حد مساعدة ذلك الكيان الصهيونى من خلال مده بالغاز المصرى بأبخس الاثمان فيضيع حق الشعب المصرى فى استغلال ثرواته و موارده و فى نفس الوقت يساعد الكيان الصهيونى على مده بالطاقة فى مقابل استمراره فى العدوان الغاشم على الشعب الفلسطينى الاعزل ففساد النظام الحاكم لم يكن تأثيره ينحصر فقط على المصريين بل ينسحب أيضا على اخواننا العرب نتيجة المواقف المتخاذلة للدولة المصرية فى الآونة الاخيرة من القضايا الشائكة داخل المنطقة العربية و المواقف المعادية التى كانت تتخذها مصر ضد حركات المقاومة العربية ضد الكيان الصهيونى فالثورة المصرية وضغطها المستمر لا تثأر لنفسها فقط بل تثأر لكل المستضعفين فى الارض الذى كان يعاديهم النظام المخلوع بل كان أيضا يدعم العدو على حساب الصديق و الاخ الثورة المصرية لم تكن فوضوية على الرغم من عدم وجود القائد فهى منظمة لدرجة مذهلة تعرف طريقها الى الميدان تتمتع بالاخلاقيات و المثل العليا التى يحلم بها كل المصريين و التى ننشدها فى سلوكيات الشعب فى الحياة العامة و عندما نرد الحقوق لهذا الشعب المسالم فسيعلم الشعب وقتها انه اصبح صاحب هذا الوطن و أنه يملك ارادة التغيير الحقيقى على ارض الواقع و سيعود صغار الفاسدون الى جحورهم مرة أخرى عندما يرون أن القصاص العادل وصل الى رأس النظام المخلوع و حاشيته و قتها نستطيع أن نقول انه لا يوجد أحد فوق القانون و يصبح العدل اساس الملك فهنا نستطيع ان نقول ان الثورة اكتملت ووضحت معالمها و ذلك ايضا فى حالة وجود نظام جديد قوى يحتذى به على مستوى العالم