حديث متجدد عاد حول وثيقة الأزهر، التى طرحها شيخ الأزهر أحمد الطيب، منذ قرابة الشهرين، تلك المرة باتت مدعومة من المجلس العسكرى، الذى تبناها وقرر أن يضعها ضمن لجنة وضع «المبادئ الحاكمة» للدستور الجديد، بل إن الطيب دعا أمس ممثلى القوى السياسية الفاعلة لاجتماع عاجل يوم الأربعاء القادم، للتشاور حول اعتماد وثيقة الأزهر، لتكون بمثابة صياغة توافقية لوثيقة المبادئ «الحاكمة». شيخ الأزهر قال فى مؤتمر صحفى عقده فى مشيخة الأزهر، إن الوثيقة تؤكد الهوية المصرية، وضمانة للحقوق والحريات، واعتبار المواطنة أساسا للمساواة بين المصريين جميعا بغير تمييز، وأشار إلى أن هذه الوثيقة اشترك فى وضعها ممثلون لمختلف الأطياف الفكرية والسياسية، ونالت دعما وقبولا عاما لدى القوى السياسية والرأى العام فى الداخل والخارج. الطيب كان واضحا، وأوضح أن الأزهر وهو يدعو إلى هذا اللقاء لا يفرض رأيا ولا يعد نفسه طرفا فى العمل السياسى، وإنما يؤكد دوره الوطنى وكونه بيتا للأمة لا ينحاز لفريق، ولا يتدخل فى شؤون السياسة الحزبية، وأن أبوابه كانت ولا تزال مفتوحة أمام الجميع ليلتفوا فى رحابه، والحفاظ على مبادئ الحرية والديمقراطية والمواطنة، وترسيخ أصول الشريعة الإسلامية، والحرص على وحدة النسيج الوطنى والبعد عن أسباب النزاع والفرقة. وعن وجود انشقاق بين القوى السياسية، قال إن الأزهر واجب عليه أن يقوم بدور تصالحى جراء أى انشقاقات تلوح فى الأفق، مشيرا إلى وجود انشقاق خطير يلوح فى الأفق حول المبادئ الحاكمة للدستور، مضيفا نحن نرى أن وثيقة الأزهر أخذت تتوسط الجميع لأنها أخذت ما عند كل طائفة، ونرجو أن توافق جميع الأطياف على هذه الوثيقة. مستشار شيخ الأزهر محمود العزب، قال فى ندوة عقدت أول من أمس، تحت عنوان «وثيقة الأزهر بين الواقع والمأمول»، فى معرض القاهرة للكتاب فى فيصل، إن الأزهر «الجديد» يدرك أهمية المرحلة الحساسة، ومدرك لثقة الشعب المصرى فيه بكل طوائفه وفئاته، وإن إصدار الوثيقة ليس الهدف منه جر الدولة للدين، فالأزهر يفرق بين السياسة والوطنية ومنحاز للوطن، كما أن الوثيقة طرحت بمشاركة عدد من المثقفين أكثرهم من خارج الأزهر. العزب رحب باستعانة المجلس العسكرى بوثيقة الأزهر فى صياغة المبادئ الحاكمة للدستور، ووصف هذه الخطوة بالممتازة، وقال إنها بمثابة رد قوى على التيارات المتشددة، التى ترى فى تلك الوثيقة ابتعادا عن الإسلام والقيم الدينية الروحية للشعب.