قريبا سيعود ممدوح عباس رئيسا لنادى الزمالك بعد صفقة مصالحة مع مرتضى منصور وهى صفقة ستكشف تفاصيلها بمجرد أن يعود الصراع بين الغريمين، ولكن السؤال المهم الآن هل سيعود الهدوء والبطولات للزمالك وسيخرج من عثرته المالية ويضخ عباس بعض السيولة فى صفيحة النادى الخاوية أم أنه سيدّعى الفقر ويبكى حاله وينتحب على قلة ماله بعد الثورة مثل باقى رجال الأعمال الذين خلصت ملايينهم وسرحوا عمالهم ويسألون الله فى حق النشوق مثل الغلابة؟ ورغم أن ضخ السيولة مهم فى هذه الأوقات العصيبة التى يمر بها الزمالك فإنها، كما قلت من قبل، ليست هى الأساس، المشكلة فى الإدارة ثم الإدارة ثم الإدارة، ثم المال، بدليل أن إجمالى عقود لاعبى الزمالك أكبر من الأهلى والنادى الفقير الذى لا يمر يوم إلا وتُقدَّم شكوى ضده من أحد لاعبيه هو نفسه المتعاقد مع شيكابالا ب9 ملايين فى السنة، وعمرو زكى بخمسة ملايين، وميدو بسبعة ملايين، ومحمود فتح الله ب3.5 مليون، فالأزمة ليست فى قلة الفلوس ولكن فى غباء توزيعها وصرفها. وإذا كانت مشكلة الزمالك فى الإدارة، كما أظن، فإن عودة ممدوح عباس لن تحلها، بل العكس، رحلت إدارة ضعيفة ومهزوزة وعادت إدارة مراهقة ومنفعلة وخفيفة ومنفوخة هواء، فالأستاذ عباس تمت تجربته فى الإدارة ما يزيد على ثلاث سنوات ما بين تعيين وانتخاب منها عامان كان مرتضى منصور فيهما داخل السجن ولم يكن هناك ما يزعجه لإحراز البطولات وإعادة النظام وترتيب أوضاع البيت الأبيض ولكنه كان هو نفسه مصدر إزعاج ومشكلات ودخل فى معارك وخناقات مع الأهلى واتحاد الكرة والإسماعيلى وخرج منها جميعا مهزوما مكسورا، وأذكر أن جميع تجاربه واختراعاته مع فريق الكرة باءت بالفشل وأنفق الزمالك ما يقرب من 50 مليون جنيه فى موسم واحد وأحرز بطولة الكأس بطلوع الروح، ناهيك بأنه صاحب الرقم القياسى فى التعاقد مع اللاعبين عندما وقّع عقدا مع عمرو زكى بخمسة ملايين جنيه وهو العقد الذى استدان النادى وشحت حتى يسدده ولم يستطع فاشتكاه اللاعب لاتحاد الكرة. لا أريد أن أتجنى على عباس كما أننى لا أبغى إحباط الجماهير ولكنها الحقيقة والتجربة التى أثبتت فشل الرجل فى إدارة النادى حيث لديه عيوب إدارية قاتلة أستبعد أن يكون حلها فى فترة غيابه (مَن شَبّ على شىء شاب عليه) فهو يدير بروح المشجع ونفسية المتفرج المتعصب ولديه قناعة أنه لو حصل على فرصته التدريبية لتفوق على مانويل جوزيه وحسن شحاتة ويظن أن وجوده على رأس النادى يعطيه الحق فى فرض رؤيته الفنية وخططه التكتيكية على الجهاز الفنى ولا يستطيع أى مدرب أن يعارضه أو يخالفه الرأى خوفا من انقطاع المياه والمكافآت الخاصة والحرمان من فنجان الشاى بالياسمين. ومن العُقد النفسية التى يعانى منها عباس وفقا لتجربتنا معه عشقه للنجوم إلى حد الهوس وتوحده معهم إلى حد الجنون، فهو لا يقبل فكرة عقاب شيكابالا وعندما كان الجهاز الفنى يخصم من راتبه كان ممدوح عباس يعطيه ضعف ما خصم، إضافة إلى رواتب شهرية للاعبين المرْضىّ عنهم والعصافير منهم التى تنقل إليه كل كبيرة وصغيرة داخل الفريق. الخلاصة عودة ممدوح عباس ليست الحل لمشكلات الزمالك وإن كانت أهم إيجابياتها هى عودة الشرعية المنتخبة وهى إيجابية مهمة جدا فى هذا التوقيت من عمر البلاد التى تناضل من أجل الحرية والكرامة والعدالة فى ميدان التحرير. ولكن بعد سقوط نظام مبارك هل ما زال ممدوح عباس شرعيا؟ بالطبع لا.. نواصل الإثنين إن شاء الله.