على الرغم من الهدنة التى نجح مجموعة من دعاة الأزهر والمشايخ والشخصيات الشبابية، فى فرضها للفصل بين قوات الأمن وثوار ميدان التحرير، فإن اشتباكات عنيفة -وقت مثول الجريدة للطبع- شهدها شارع محمد محمود، المجاور للميدان، بين المتظاهرين والأمن، كسرت الهدنة، التى فرضت الهدوء لأقل من ساعة فقط، تراجع الأمن المركزى باتجاه وزارة الداخلية، مقابل تراجع الثوار إلى خطوط الميدان، فى الوقت الذى دفع فيه الجيش بثلاث مدرعات فى محيط وزارة الداخلية وشارع محمد محمود الذى يشهد الاشتباكات العنيفة بين الثوار ورجال الداخلية للفصل بين الطرفين. أحد المشاركين فى دعوة التهدئة الشيخ إسماعيل القصار، قال ل«التحرير»، إنه تفاوض ونحو مئة شخص مع أحد ضباط القوات المسلحة، الذين وعدوا بعمل حاجز فاصل، بين الطرفين، وتعهدوا بعدم قيام الشرطة بإلقاء قنابل مسيلة للدموع على المتظاهرين، مقابل عدم قيام الشباب بإلقاء الحجارة، قبل العودة إلى الميدان وإخبار الشباب بالهدنة، بينما بدأ على الفور توافد المتظاهرين من شارع محمد محمود إلى الميدان. فى الوقت ذاته، أقامت مجموعة من مشايخ الأزهر، بعيدا عن مؤسسة الأزهر، تجاوز عددهم 25 شيخا، دروعا بشرية للفصل بين الثوار وقوات الشرطة فى شارع محمد محمود، مطالبين الشرطة العسكرية بالدخول إلى شارع محمد محمود، والفصل بين الطرفين، قبل أن يساعدوا قوات الجيش فى وضع أسلاك شائكة أمام قوات الأمن المركزى. صرح مسؤول مركز الإعلام الأمنى بوزارة الداخلية، بأنه فجر أمس الموافق 23 نوفمبر الحالى تمكنت الخدمات الأمنية المشتركة من الشرطة والقوات المسلحة والمعينة لتأمين مقر ديوان وزارة الداخلية، من ضبط مجموعة من الأشخاص، يرتدى بعضهم أقنعة سوداء اللون، قاموا بالتسلل إلى مدرسة الفلكى الإعدادية، القائمة بتقاطعى شارع الفلكى مع محمد محمود بدائرة قسم شرطة عابدين، والصعود أعلى مبنى المدرسة، وإلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف وإطلاق الأعيرة النارية على القوات والمتظاهرين فى آن واحد. وقد تمكنت قوات الشرطة حسب البيان من الدخول إلى المدرسة، حيث تم ضبط عدد 20 متهما بعضهم له معلومات جنائية وسبق اتهامهم فى قضايا جنائية.. وضبطت بحوزتهم (أسلحة بيضاء، وعدد 3 طفايات حريق، وعدد 2 صندوق مياه غازية بداخلهما عدد 34 زجاجة فارغة، وفرد خرطوش محلى الصنع عيار 16 مم، ومظروف فارغ لطلقة خرطوش عيار 12 مم). وبمواجهتهم اعترفوا بالاشتراك فى إطلاق الأعيرة والحجارة على القوات والمتظاهرين الموجودين بشارعى محمد محمود ومنصور، وارتداء بعضهم الأقنعة السوداء بغرض إشعال الفتنة وزيادة الموقف اشتعالا بين قوات الشرطة والمتظاهرين.. وقرر أحد المتهمين أنه كان يستخدم فرد الخرطوش المضبوط فى إطلاق النار على القوات والمتظاهرين.. كما قرر آخر أنه تقابل بميدان التحرير مع أحد الأشخاص (لا يعلم اسمه) وحرضه على الاشتباك مع القوات بشارع محمد محمود، ووعده عقب عودته بمكافأته بمبلغ مادى قدره 200 جنيه. وتم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة حيال المتهمين المضبوطين والعرض على النيابة التى باشرت التحقيق. وعلى الرغم من أن الاشتباكات مع قوات الأمن لم تهدأ، فإن مئات الآلاف من المتظاهرين توافدوا منذ صباح أمس على ميدان التحرير، وانضموا إلى آلاف المعتصمين الذين كانوا موجودين فى الميدان، مطالبين برحيل المجلس العسكرى، وهو أمر تكرر فى كثير من المحافظات مثل: الإسكندرية والإسماعيلية والمنوفية والدقهلية ومطروح وأسيوط التى لم تهدأ فيها المظاهرات، تضامنا مع معتصمى التحرير ومشتركين معهم فى نفس الأهداف.