فى البحرين غابت مظاهر العيد، وحل محلها حالة من الحزن الكبير خيمت على جميع البحرينيين الذين تضرروا بشكل أو بآخر، لأن السلطات البحرينية مستمرة فى حملتها القمعية ضد المتظاهرين المناهضين للنظام دون هوادة، وتستخدم القوة المفرطة ضدهم. وهكذا تحولت قرى البحرين، بما فى ذلك أحياء العاصمة، إلى ثكنات عسكرية مطوقة بالجنود ومستباحة من قبل قوات الأمن، لمنع الشعب البحرينى من التعبير عن رأيه والمطالبة بحقوقه. وبعد أن منعت قوات الأمن البحرينية مراسم تشييع جنازة الشهيد على حسن الديهى والد الأمين العام المساعد لجمعية «الوفاق» الجمعة الماضى، وهاجمت تجمعا للمعزين داخل المقبرة، اعتدت أول من أمس «الإثنين» على متظاهرين عقب تأبين الشهيد. مدير عام مديرية شرطة المحافظة الشمالية زعم أن 600 شخص خرجوا بعد تأبين الشهيد، فى مسيرة «غير مخطر عنها» بمنطقة الديه فى شمال البحرين، واتهم المتظاهرين بارتكاب أعمال شغب وتخريب، لذا تدخلت قوات الأمن وحفظ النظام، وتمكنت من إعادة الوضع إلى طبيعته. علاوة على ذلك، فإن السلطات لا ترحم المصابين، ولا تسمح لملائكة الرحمة بأن يسعفوا من يستطيعون، حيث أمرت الأطباء الذين عالجوا الجرحى بوقف عملهم فى عياداتهم الطبية الخاصة، وفقا لما ذكره مركز البحرين لحقوق الإنسان. جمعية الوفاق البحرينية انتقدت اعتداءات السلطة بحق المعزين بالشهيد، موضحة أن اتهامات وزارة الداخلية للمعزين منافية للحقيقة، وأكدت الجمعية فشل الخيار الأمنى أمام تصاعد الاحتجاجات الشعبية السلمية. ومن جانبه، انتقد المرجع الدينى البحرينى، آية الله الشيخ عيسى قاسم، القمع الحكومى للمتظاهرين السلميين، مؤكدا أن هناك عديدا من النساء فى سجون النظام، قائلا: العيد يأتى بعد العيد والحرائر لا يزلن فى السجون بعيدا عن الأهل والأصدقاء، والفضل يعود للحكومة فى ذلك. وفى نفس السياق، دعا الناشط السياسى البحرينى فاضل عباس، أمين عام التجمع الديمقراطى البحرينى، الجامعة العربية إلى اجتماع مع المعارضة البحرينية، لإثبات مصداقيتها فى متابعة قضايا الشعوب العربية، كما دعاها إلى حماية المدنيين فى البحرين وعقد اجتماع طارئ لهذا الغرض.