مزيج من العناد والغباء السياسى، يدفعان النظام الدموى السورى إلى الهاوية، حيث استغل مبادرة الجامعة العربية -التى تمثل طوقا للنجاة- لتجفيف منابع الثورة الرئيسية فى حمص وحماة، وواصلت قوات أمن الأسد قصفهما بالمدفعية والرشاشات الثقيلة. المرصد السورى لحقوق الإنسان تحدث عن مقتل 10 مدنيين على الأقل فى حمص وحماة وإدلب برصاص قوات الأمن، التى اقتحمت حى بابا عمرو بعد 6 أيام من قصف تعرضت له المدينة بالدبابات، بحسب ناشطين، بينما دارت اشتباكات بين جيش الأسد ومنشقين عنه فى مدينة القصير. ورغم أن أكثر من 3 آلاف سورى أزهقت أرواحهم بأوامر من الديكتاتور بشار الأسد، فما زال الشيخ حسون، مفتى سوريا، يصبغ عليه صفة الطبيب، ويصف ما يقوم به ب«الإصلاحات»، حيث صرح لمجلة «دير شبيجل» الألمانية أول من أمس «الإثنين»، بأن الأسد يريد العودة إلى مزاولة «طبابة العيون» بعد أن ينتهى من عملية «الإصلاحات» فى سوريا. من جهة أخرى وعلى الرغم مما يبديه النظام من تماسك، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، إن نظام الأسد أصبح يائسا مع ازدياد تأثير العقوبات على وضعه المالى، مشيرة إلى ازدياد عدد الانشقاقات العسكرية. أما أوروبا فمن الواضح أنها ألقت بالكرة فى ملعب العرب تماما، ونفضت يديها من أى خيار عسكرى ضد دمشق على الأقل فى الوقت الحالى، حيث قال وزير الخارجية الفرنسى، آلان جوبيه، إن مبادرة الجامعة العربية للحل فى سوريا ماتت، مؤكدا أن العرب يتحملون مسؤولية كبرى تجاه الوضع هناك، مشيرا إلى أنه ونظراءه الأوروبيين سيدرسون فرض سلة عقوبات اقتصادية ومالية جديدة على سوريا فى اجتماعهم المقبل فى بروكسل، بينما أعلن أن باريس مستعدة للاعتراف بالمجلس الوطنى السورى، شريطة تنظيم أنفسهم. أما وزير الخارجية البريطانى، وليام هيج، فقد استبعد خيار التدخل العسكرى ضد سوريا، مفضلا زيادة الضغوط الدولية لوقف قتل المتظاهرين، معتبرا أن الوضع فى سوريا «أكثر تعقيدا» مما كانت عليه الحال فى ليبيا. وإلى اليمن، حيث وضع نائب الرئيس عبد ربه منصور هادى -بعودته السريعة من واشنطن مساء الإثنين- حدا لشائعات تداولتها تقارير إعلامية، ذهبت إلى أن نائب الرئيس المرتبط بالحوار مع المعارضة وتوقيع المبادرة الخليجية، رحل قسرا، وهو الأمر الذى اعتبره البعض مؤشرا على وجود نية مسبقة لدى صالح لعرقلة الجهود الدولية والإقليمية الضاغطة عليه لتوقيع المبادرة الخليجية.