راحت على المطوة والسنجة خلاص.. وانتقل البلطجية فى أزهى عصور الإجرام إلى مرحلة جديدة بعد الثورة، استحدث فيها صناع سلاح «بير السلم» أسلحة جديدة للقتل والبلطجة ويكفى أن تشاهد المشاجرات اليومية أو سلسلة جرائم القتل والسرقات، ليتضح لك خطورة هذه المرحلة المنفلتة على أمن المواطن البسيط. فبعد المقروطة (المخروطة) وفرد الخرطوش «أبو روح وأبو روحين» ظهر فى مصر «الكباس» والطبنجة «البلى»، و«المعدلة» بجوار المولوتوف «الزجاجات الحارقة». و«المقروطة» عبارة عن سلاح نارى أصغر قليلا من فرد الخرطوش وكانت تباع ب300 جنيه قبل الثورة، أما بعدها فقد تم إدخال بعض التعديلات، وأصبحت ب«روحين»، بما يعنى ضرب طلقتى خرطوش فى وقت واحد وتباع ب1000 جنيه، أما فرد الخرطوش فلم يكن بعيدا عن التطوير وعملوا له «نيو لوك» وأصبح منه فرد بروحين وثمنه لا يقل عن 1500 جنيه، وتخرج منه طلقة تعرف باسم «البلحة» ثمنها وصل إلى 5 جنيهات، بداخها كمية كبيرة من البلى صغير الحجم وطبقة من البارود التى تندفع مشتعلة ملتهبة فى وجه وجسد من تطلق عليه، إما أن تقضى عليه فى الحال إذا كانت المسافة قريبة وإما يخترق البلى المنصهر جسمه محدثا إصابات وتشوهات لا حصر لها، وخطورتها ترجع إلى أنها يمكن أن تصيب من 10إلى 20 شخصا بسبب انتشار البلى المندفع منها، ويطلق عليه المجرمون طلقة «بتفرش». لم يتوقف الأمر عند هذا الحد وابتكرت العقلية الإجرامية «الكباس» وفكرته مأخوذة من السلاح الآلى الذى يعمل بفعل ضغط الهواء، وهو عبارة عن «منفاخ» العجلة البسيط بعد أن يتم استبدال ماسورة أكثر صلابة بماسورته الضعيفة، فيتحول إلى ما يشبه البندقية، وبمجرد الضغط عليه تندفع بقوة الهواء المضغوط طلقة خرطوش بعيدة المدى لتصيب هدفا أبعد من خمسة أمتار، وهى المسافة التى كان لا يتعداها فرد الخرطوش والمقروطة، ويصل ثمنه إلى 2000 جنيه. بلطجية مصر لم يتوقفوا عند تطوير فرد الخرطوش بل أدخلوا تعديلات على قنابل المولوتوف الحارقة، التى استخدمت لأول مرة فى الحرب الأهلية الإسبانية، ثم استخدمها الروس فى الحرب العالمية الثانية، وأطلقوا عليها اسم «مولوتوف» نسبة إلى السياسى والدبلوماسى الشهير فياتشيلا ميخائيلوف مولوتوف، وهو لقب يعنى «المطرقة»، وهى عبارة عن زجاجة بها سائل قابل للاشتعال، والنيولوك الذى أدخله عليها مجرمو مصر وجعلها أكثر خطورة هو خلط السائل بالمازوت أو الشحم أو «البوية»، مما يؤدى إلى التصاقه بالجسم الذى سيصطدم به حتى يتفحم، تأتى بعدها «كرة السلك الملتهبة» التى يتم تصنيعها من سلك المواعين بعد ربطه جيدا وغمسه فى سائل البنزين وإشعاله ثم إلقائه فى أثناء المشاجرات. لم تتوقف مافيا السلاح عند هذا الحد، بل انتقلت إلى تطوير طبنجات الصوت بتغيير الماسورة «الإستانلس» بماسورة أخرى صلب «مشخشنة» يعنى «مقلوظة» من الداخل، «لكى تجعل المقذوف النارى يأخذ شكلا دائريا وحلزونيا فى أثناء انطلاقه، وهذا ما يجعلها مختلفة عن ماسورة المسدس الصوت، بل ذهبت إلى ما هو أبعد وتم تعديل مسدسات الصوت إلى مسدسات «بلى» يتم من خلالها إطلاق بلى صلب من داخل الطبنجة الصوت، فتحدث إصابة بالغة فى نفس الوقت الذى تحدث فيه صوتا مدويا.