أمريكا تهاجم المجلس العسكرى لأول مرة

يبدو أن مرحلة الشد والجذب بين المجلس العسكرى والولايات المتحدة تمر بمنعطف مهم، بعد أن قررت الأخيرة إنهاء حالة الضرب تحت الترابيزة إلى الضرب على المكشوف، حيث انطلقت حملة إعلامية بالصحف الأمريكية تهاجم المجلس العسكرى، الذى يدير البلاد واتهمته بالسعى بل القتال لمنع الحكومة الأمريكية من دعم الإصلاح السياسى فى مصر. الحملة الإعلامية تزامنت بل التصقت بها تصريحات هجومية للخارجية الأمريكية ضد المجلس العسكرى.
فى نفس اليوم الأربعاء صدرت صحيفتا «وول ستريت جورنال» و«لوس أنجلوس تايمز» كل منهما بهجوم شديد على المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الأولى اتهمته بأنه يتضامن مع الإسلاميين وبقايا النظام القديم لوقف عملية الإصلاح السياسى ونشر الديمقراطية، وهى التى تتبناها حكومة الولايات المتحدة، أما الثانية فقد اتهمت المجلس العسكرى بالوقوف وراء حالة العداء والكراهية، التى تزايدت تجاه كل ما هو أمريكى بين فئات الشعب المصرى بعد الثورة.
وقالت «لوس أنجلوس تايمز» إن حكومة أوباما لديها مخطط لضخ 65 مليون دولار العام الحالى لمساعدة تكوين وإنشاء أحزاب سياسية جديدة، لكن هذا المخطط أثار رد فعل عكسى من الحكومة العسكرية فى القاهرة ومعها الأحزاب والجماعات الإسلامية ومن سمتهم بعض النشطاء معارضى عملية الإصلاح. ومن جانبها وجهت صحيفة «وول ستريت جورنال» اتهاما للمجلس العسكرى بأنه وراء حملة معاداة الولايات المتحدة من خلال تصريحاته التى تدين المنظمات غير الحكومية التى تقبل أموال المساعدات الأمريكية. وقالت الصحيفة: إن المجلس العسكرى المصرى هو السبب فى إضفاء صفة الشر على السفيرة الأمريكية فى القاهرة التى تولت منصبها قبل عدة أسابيع. فى التوقيت نفسه أعربت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند عن قلقها إزاء خطابات المجلس العسكرى، التى تتسللها مشاعر العداء للولايات المتحدة. من جهة أخرى كشف مسؤولون بالإدارة الأمريكية أن وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون احتجت لدى رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء مراد موافى على توجهات المجلس العسكرى إزاء الولايات المتحدة فى أثناء زيارتة لواشنطن فى 28 يوليو الماضى. وقال السفير الأمريكى السابق فى مصر دانيال كيرتز إن ما يحدث لا يعنى إلا أن التأثير الأمريكى فى مصر فى طريقه للزوال.