الفن حاله.. حاله متأرجحه بين الهزل والجد.. بين الحقيقه والخيال.. بين الواقع والإسقاط.. بين الرقى والإبتذال.. حاله إذا نجحت فى قفشها جيدا فإنك تكون كمن قفش حته من قلوب الناس.. وهذا هو ما فعلته فرقة « حاله « فى عرضها الجديد على مسرح روابط بوسط البلد.. « آخر أيام أم دينا «.. وهو كما يصفه الأفيش « عرض مرسحى غنائى كوميدى إلى حد ما.. يناقش تاريخ الدعاره وعلاقتها بالإعلام والحكم.. ويحوى حكم ومواعظ «.. وهو أيضا – كما يقول الأفيش – « كوميديا رخيصه «.. كوميديا رخيصه ذهبت لمشاهدتها لأكتشف أنها أرخص مما تصورت بكثير.. فأن يشاهد البنى آدم منا تلك القطعه الجميله والممتعه والغاضبه والصايعه من الفن بتذكره قيمتها عشرة جنيهات فقط فهذا فعلا هو قمة الرخص.. إنها أغلى كوميديا رخيصه يمكنك أن تشاهدها.. خصوصا فى مثل تلك الأيام الرخيصه التى نحياها الآن! فى عرض «آخر أيام أم دينا».. لن تجدوا الإمكانات المسرحيه المتعارف عليها.. لن تجدوا الإضاءه المبهره ولا الملابس الخاصه بالعرض والمصروف عليها شىء وشويات ولا خشبة المسرح الباركيه اللامعه والنظيفه ولا أحدث أجهزة الصوت المصممه ليهز ترددها قلبك ولتلمس ذبذباتها مع وصلات أطرافك العصبيه ولا الكراسى القطيفه المكتوب على ظهرها رقم تذكرتك المحدده.. فى عرض « آخر أيام أم دينا «.. لن تجدوا زكيبة فلوس واحده من هؤلاء الخلايجه والعمم الذين يملأون مسارح القطاع الخاص لمشاهدة كل تلك الكوميديات الرخيصه على مستوى الفن والغاليه على مستوى سعر التذكره.. مش الرخيصه على مستوى سعر التذكره والغاليه على مستوى الفن كما هو الحال مع.. «آخر أيام أم دينا»! فى ذلك العرض لن تجدوا أيا من الأشياء المذكوره أعلاه.. ولكنكم سوف تجدون الأهم.. سوف تجدون مسرحيه وناس مصدقه اللى بتعمله وحباه بجد ومستمتعه بيه.. وأن تكونوا أمام مسرحيه فى زمن عزت فيه المسرحيات فهذا فى حد ذاته شىء جميل.. وأن تكونوا أمام ناس مصدقه اللى بتعمله فى مثل تلك الأيام الكدابه فهذا هو عز الطلب! و لأنها معموله بدون إمكانيات تقريبا.. ولأنها معموله بطريقة النحت فى الصخر.. ولأنها تنتمى إلى ما يطلق البعض عليه مسرح شارع.. ولأنها ليست من بطولة أحد النجوم الرخاص اللى بياخدوا فلوس كتير.. لهذا كله.. مدة العرض 4 أيام فقط.. منذ يوم الإثنين الماضى وحتى يوم الخميس ( اللى هو النهارده ).. أرجو أن تتمكن الفرقه من استكمال العرض بعد العيد مره أخرى.. فهو يستحق العرض أكثر.. ويستحق المشاهده أكثر.. فى تلك الكوميديا الرخيصه الغاليه سوف يخبركم الممثلون منذ البدايه أنهم بصدد أن يتحدثوا معكم عن حاجه وسخه.. هل جرحت كلمة « وسخه « آذانكم النظيفه؟.. إذن دعونى أكررها عليكم لو سمحتم كما سوف يكررها عليكم الممثلون فى بداية العرض.. حاجه وسخه.. حاجه وسخه.. حاجه وسخه.. ولكن ماهى تلك الحاجه الوسخه؟!.. هذا ما لن أحرقه لكم حتى تستمتعوا بالعرض مثلما استمتعت! يؤرخ العرض لتلك الفتره العصيبه التى عاشتها بلدنا العزيزه منذ 1946 حين تم إلغاء تراخيص بيوت الدعاره وحتى الآن.. يؤرخ لتلك الفتره من خلال شخصية أم دينا التى استطاعت من خلال عملها الدؤوب فى مجال الدعاره أن تنفذ إلى قلب المجتمع بكافة طبقاته.. لتصبح فى النهايه جزء لا يتجزأ من تاريخ البلد.. بل ربما تكون هى التاريخ نفسه! تلك هى قائمة الشرف لمن اشتركوا فى هذا العمل.. التمثيل: محمد أبو الفتح (دودو).. مازن منيب.. لبنى عصام.. أحمد صالح.. مصطفى عبد الفتاح.. شيرين ثابت.. سامح سمير.. محمود بلال.. مروة الطوخى.. أحمد صالح.. و.. كلبظ.. الأشعار: مايكل عادل.. أحمد فاروق.. محمود بلال.. الألحان:أيمن حلمى.. أحمد مصطفى.. العرض فكرة وإبداع وإخراج: محمد عبد الفتاح (كالابالا).. لكالابالا ولجميع من اشترك فى هذا العمل الفنى الجميل.. شكرا.. والآن دعونا نهتف مع أبطال العرض.. «الشعب يريد.. الفستان البمبه»!