وسط تعتيم إعلامى يصفه بالمشبوه والمتعمد، لجأ نبيل رجب رئيس المركز البحرينى لحقوق الإنسان وأحد القياديين البارزين فى الثورة البحرينية وأحد أبرز الناشطين العرب على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» بحسب التقارير الدولية، إلى مصر فى محاولة لإيصال صوتهم المبحوح إلى العالم. بداية، تحدث رجب بمرارة عن موقف الحكومة المصرية الداعم للنظام البحرينى وتجاهل تقديم أى دعم للمعارضة البحرينية، والتى وصفها بأنها تسير على نفس درب المخلوع حسنى مبارك. كنت أتوقع أن تكون الحكومة المصرية بعد كل تلك التضحيات التى قدمها الشعب المصرى فى ثورة عظيمة ، مساندة للشعوب المظلومة والمستضعفة التى تبحث عن حرياتها، لا أن تقف مع الأنظمة القمعية التى كانت تدعم ويدعمها المخلوع. هكذا عبّر الحقوقى البحرينى عن حسرته من الموقف الرسمى المصرى من استقبال الملك حمد بن عيسى أول من أمس (الإثنين)، ومن قبل زيارة رئيس الوزراء عصام شرف للمنامة. «رسالة سيئة يرسلها المجلس العسكرى إلى المجتمع الدولى وشعبه والشعب البحرينى»، بتلك الكلمات وصف رجب زيارة الملك البحرينى، وتعجب من استقبال مصر له، وهو مَن كان يدعم مبارك حتى قبل تنحيه بأيام معدودة. رجب تمنى أن يحيد العسكرى عن مساره الحالى بأسرع وقت وأن ينحاز إلى الشعوب؛ لأن استمراره فيها، بحسب قوله، يهدد مسار الديمقراطية فى مصر الجديدة كلها. الإحباط ازداد، بحسب وصف رجب، بأنه قدِم إلى القاهرة من أجل حضور مؤتمر «العدالة الانتقالية» بدعوة من مركز القاهرة لحقوق الإنسان، وكان يأمل أن يلتقى مسؤولين مصريين لشرح أبعاد القضية البحرينية، لكنهم على ما يبدو يفضلون لقاء زعماء الأنظمة القمعية ومساندتهم على مجرد الاستماع إلى صوت الشعوب المستضعفة. ثم استفاض فى أن البحرين على ما يبدو وقعت ضحية ل«ازدواجية» المعايير العربية، وهو ما وضح بقوة على حد قوله فى تغطية القنوات والصحف الإخبارية خصوصا قناة «الجزيرة» للاحتجاجات البحرينية. رجب قال «تجاهل (الجزيرة) لتغطية الأحداث البحرينية بصورة متعمدة، يجعلنى أعتقد أن الوطن العربى فى أمس الحاجة إلى قنوات مموَّلة من الشعوب لا الأنظمة؛ لأن الأخيرة بات واضحا أنها تتحرك وفق أجندات تخدم سياسات أنظمتها، لكننا فى حاجة إلى قنوات تنقل الصوت الحقيقى للشعوب».