ذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن مسؤولي حلف شمال الأطلسي «ناتو» إستبعدوا فرض منطقة حظر طيران في الأجواء السورية عقب تحذير الرئيس السوري بشار الأسد من أن أي تدخل عسكري في الداخل السوري من شأنه أن يؤدي إلى زلزال يحرق منطقة الشرق الأوسط بأكملها. وأوضحت الصحيفة – في سياق تقرير أوردته على موقعها الألكتروني- أنه رغم نجاح الناتو في تحقيق مهمته في ليبيا، والتي تنتهي رسميا اليوم الأثنين، إلا أن مسؤولي الحلف إعترفوا بوجود إحتمال ضئيل لإنشاء تحالف مماثل يؤدي إلى فرض منطقة حظر للطيران فوق سماء سوريا لحماية المدنيين ووقف تصاعد أعداد القتلى في الإنتفاضة السورية التي دخلت شهرها الثامن. ونقلت الصحيفة عن بعض مسؤولي الحلف قولهم أن نموذج ليبيا لا يصلح لتطبيقه في سوريا مضيفين أن إعلان تدخل الناتو في سوريا يفتقد حتى الأن إلى الإجماع الدولي والدعم العربي المطلوب. ولفتت الصحيفة إلى أن منظمات سورية مناهضة للنظام الحاكم قد ناشدت الغرب للتدخل من أجل حمايتهم ووقف القتال بين قوات الأمن الحكومية والمتظاهرين المسلحين حتى لا تدخل البلاد في خضم حرب أهلية. وقال مسؤول في حلف الناتو نحتاج إلى تفويض كامل من المجتمع الدولي ودعم من الجامعة العربية والدول المجاورة لسوريا للقيام بأي مهمة تحل الأزمة هناك غير أن أحدا لم يطلب مساعدة الناتو حتى الأن. وعزت الصحيفة خشية الناتو في الزج به داخل الصراعات الداخلية في سوريا وإلقاء المسؤولية على عاتقه إلى تحذير الأسد من أن أي تدخل خارجي في شؤون بلاده سيفضي إلى افغانستان أخرى. وألقت الصحيفة الضوء على إعتراف الأسد خلال حديثة بإقتراف قواته لإثام أدت إلى مقتل آلاف المواطنين خلال الأشهر الماضية غير أنه عاد ليؤكد أن نظامة دخل حرب شرسة لقتال ما أسماه بالأرهابيين. وإختتمت الصحيفة تقريرها بذكر إتهام الأسد للجماعات الأسلامية وجماعة الإخوان المسلمين بسوريا بالوقوف وراء تلك الإحتجاجات التي تعصف ببلاده حاليا قائلا «أن نظامه يحمي حقوق مسيحو سوريا والأقليه العلوية بالبلاد وأنه لا يزال يتمتع بشرعية شعبية».