كالنار فى الهشيم.. انتشرت أعمال شغب ونهب وإحراق -هى الأسوأ فى بريطانيا منذ عقود- استمرت 3 ليالٍ على يد شبان ملثمين استهدفت المراكز التجارية فى عديد من أجزاء لندن، واستشرت عدوى الانفلات فى 3 مدن هى: بريستول وبرمنجهام وليفربول. اتساع رقعة العنف حمل ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء، على العودة وقطع إجازته فى إيطاليا، ليرأس أمس (الثلاثاء) اجتماعا للجنة الأزمات الحكومية (كوبرا)، لبحث سبل وقف أعمال العنف، وتحديد الأسباب التى أدت إلى تفجرها وانتقالها بسرعة داخل لندن وخارجها. وفى خلفية الصورة يجاهد رجال شرطة عبثا للسيطرة على «انفلات» وعمليات سلب ونهب عمت عاصمة الضباب، حيث يتعرضون للهجوم تارة وجها لوجه أو تحت عجلات سيارات مسرعة تستهدفهم، بينما أعلن نائب عمدة لندن اعتقال 450 شخصا على الأقل، على خلفية أعمال العنف، وأكد إصابة نحو 44 من رجال الشرطة فى المواجهات. فريق الإطفاء لم يعد لديه ما يكفى من السيارات لمواجهة الحرائق التى أشعلها مثيرو الشغب. وقالت الشرطة إنها استدعت 1700 فرد، لمساعدتها فى مواجهة مجموعات من اللصوص تتحرك سريعا، وسيارات مكدسة ببضائع منهوبة تنطلق بأقصى سرعة فى شوارع لندن بعد انحسار العنف فى وقت متأخر. قتل الشرطة لمارك دوجان، 29 عاما، الشاب الأسود والأب ل4 أطفال، والأحداث التى تلت ذلك أعادت للأذهان شغب لوس أنجلوس خلال عام 1992 الذى سمى وقتها بانتفاضة «رودنى كينج» على اسم السائق الأسود الذى تعرض للضرب على أيدى 4 رجال شرطة بيض لتجاوزه السرعة، مما أشعل موجة شديدة من أعمال العنف. توتنهام المدينة متعددة الأعراق و«شرارة» الأحداث الأخيرة، بها أعلى معدل للبطالة فى لندن، كما أن لها تاريخا من التوتر العنصرى بسبب غضب شبانها، خصوصا السود، من سلوك الشرطة لاستخدامها صلاحيات الإيقاف والتفتيش، يقول أحد الأتراك: «عشت فى برودووتر فارم 20 عاما، ومن اليوم الأول والشرطة دائما تسىء الحكم مسبقا على الأتراك والسود»، بينما قالت الشرطة تعليقا على الأحداث إنها «ذهلت من مستوى العنف ضدها، وإنه غير مبرر».. المراقبون ألقوا باللائمة فى اندلاع أعمال الشغب على تباطؤ النمو الاقتصادى وتقليص الخدمات الاجتماعية، نتيجة سياسة التقشف الصارمة التى تطبقها الحكومة للحد من العجز الكبير فى الميزانية، فضلا عن كثير من اللصوص فى المناطق التى ترتفع بها معدلات البطالة، ممن يشعرون بالتهميش داخل مجتمعهم.