لا يختلف اثنان على أن نادى الزمالك فقران وكحيان وعدمان ويسأل الله فى حق النشوق، وأن الأهلى هو الغنى المقتدر صاحب الجاه والسلطان وصديق وكالة الأهرام للإعلان، والخير عنده كتير، لو مش من الإعلانات فمن اشتراكات الأعضاء. الفارق بين الزمالك والأهلى مثل الفارق بين من يعيش فى عزبة الهجانة ومن يسكن فى بيڤرلى هيلز، والتشبيه يختصر الكلام ويوضح الصورة. فإذا أضفنا بعض الرتوش وقلنا إن إدارة الزمالك من فرط فقرها المدقع فتحت حسابا بنكيا للتبرع ولو بجنيه لإنقاذ النادى، وأن النادى لا يجد أول الشهر رواتب الموظفين الغلابة، وأن لاعبيه يشكون آناء الليل وأطراف النهار من عدم الحصول على مستحقاتهم ووصلوا بالشكوى إلى اتحاد الكرة لفسخ عقودهم.. فهل هناك من يختلف معى فى ما أقول؟ لا أظن. المفاجأة أو قل المصيبة أو الكارثة أو الجنون أو العبط أو قلها جميعا، عندما تعرف أن نجوم الزمالك يحصلون على أضعاف ما يحصل عليه لاعبو الأهلى وأنهم الأعلى سعرا فى الكرة المصرية، فعقد شيكابالا المفعّل من الموسم الماضى يحصل بمقتضاه على 9 ملايين جنيه فى الموسم خالصة الضرائب، أى أنه يحصل على ما يقرب من 4 أضعاف عقد بركات ( 2.5 مليون جنيه).. تخيلوا بركات الذى قاد الأهلى للفوز بأكثر من 20 بطولة فى آخر 6 سنوات يتقاضى 25٪ مما يحصل عليه شيكابالا من نادى الزمالك الذى لم يفز خلال نفس المدة إلا بكأس يتيمة، فالأهلى الغنى يدفع أقل من الزمالك الفقير الكحيان. ونأتى إلى الثانى والذى لم يلعب الكرة منذ عامين أو أكثر ووزنه يقترب من وزن لاعبى السومو ومشكلاته أكثر من أهدافه، إنه الكابتن ميدو الذى سقط على الزمالك الموسم الماضى ليشغل مساحة كبيرة من أوراق الصحف وساعات طويلة من البرامج الرياضية لمتابعة خط سير طيران بطاقته الدولية التى جاءت متأخرة 6 أشهر، يتقاضى عنها اللاعب 3.5 مليون جنيه إعانة بطالة، فالكابتن الكبير تعاقد مع النادى الملكى ب7 ملايين جنيه فى الموسم، ويبقى فى عقده ثلاثة مواسم بطالة، وبالمقارنة بمهاجم نادى الأبطال عماد متعب الذى يحصل على 2.5 مليون جنيه، فإننا أمام ناد شاذ لا يحصل على بطولات وفى بعض المواسم قاوم الهبوط ولا يوجد فى خزينته مليم أحمر ورغم ذلك يبرم تعاقدات بأضعاف ما يدفعه النادى البطل. والمسخرة فى نادى الزمالك ليس لها حدود، فاللاعب العجوز (الكركوبة) أحمد حسن كان يحصل من الأهلى فى الموسم الماضى على مليونى جنيه ولكنه سيحصل من الزمالك على 4 ملايين.. تخيلوا إلى هذه الدرجة وصل السفه والاستهتار والبجاحة والغباء والتخلف، لاعب انتهى عمره الافتراضى ويعيش سن اليأس الكروى، يأخذ ضعف ما كان يحصل عليه وهو أقل عمرا؟! وعندما سألت عن السبب فى التمسك بهذا الهوس، كانت الإجابة: الكابتن حسن شحاتة عايز قائد فى الملعب وليس هناك أفضل من أحمد حسن، خصوصا أن بصمته ظهرت على الأهلى فى الموسم الماضى حيث كان يقود الفريق من على دكة المصابين ولم يلعب 85٪ من مباريات الأهلى الموسم الماضى. وهناك البلدوزر عمرو زكى عقده مع الزمالك ب5 ملايين، ولم يلعب الموسم الماضى بمليم واحد، بينما عقد أبو تريكة الأغلى فى الأهلى ب3 ملايين جنيه، وبحسبة صغيرة سنكتشف أن مجموع عقود المعلمين الأربعة فى الزمالك شيكابالا وميدو وعمرو زكى وأحمد حسن 25 مليون جنيه، وهو ما يوازى مجموع عقود فريق الأهلى بكامله. ولأن الشىء بالشىء يُذكَر فإن عقد وليد سليمان مع الأهلى ب2.5 مليون جنيه فى الموسم ويصل إلى 3 ملايين بالإعلانات، بينما الزمالك يفاوض حسنى عبد ربه على 6 ملايين فى الموسم. هذا هو الواقع السفيه الذى يعيشه نادى الزمالك!