لم يكن قد تبقى للعقيد الليبى معمر القذافى، الذى قبل أن يلقى مصيره المذل يوم الخميس على يد الثوار الليبيين، سوى القليل جدا من الأصدقاء فى الخارج، وتحديدا هؤلاء الذين ظلوا يعلنون دعمهم له فى تحد للإجماع الدولى على رحيل القذافى. من أبرز أصدقاء القذافى الزعيم الفنزويلى هوجو تشافيز، الذى ألقى باللائمة على تدخل الغرب فى ما يحدث من اضطرابات فى الشرق الأوسط، وأشاد قبل أيام قليلة على مقتل العقيد، بمؤيديه ل«مقاومتهم للغزو والعدوان»، ودعا أن «يحمى الله حياة أخينا معمر القذافى». تشافيز أصدر بيانا نعى فيه القذافى، وعبر لدى عودته إلى فنزويلا بعد تلقيه العلاج من مرض السرطان فى كوبا، عن غضبه الشديد، بحسب صحيفة «إل يونيفرسال» من «قتل» القذافى، وقال إن «الإمبراطورية الأمريكية لن تتمكن من السيطرة على هذا العالم.. سوف نتذكر القذافى إلى الأبد كمحارب عظيم وثائر وشهيد». وفى تغطيته لملابسات مقتل القذافى، انتقد التليفزيون الرسمى الفنزويلى تغطية الإعلام الغربى لمقتل القذافى، وقال إنه «تعرض للاغتيال، وهو وصف لا نراه فى كثير من التغطيات للحدث اليوم». وقال المحلل السياسى رايموندو كابتشى، لمحطة «إيه فى إن» الفنزويلية، إن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون «أعطت الأوامر وشجعت عمليا» على «اغتيال القذافى»، خلال زيارتها الأخيرة لليبيا. ومن حلفاء القذافى الآخرين، الديكتاتور الزيمبابوى غريب الأطوار روبرت موجابى، الذى رفض الاعتراف بالمجلس الانتقالى الوطنى الليبى، وطالب حكام ليبيا الجدد بالتفاوض مع الزعيم الفار آنذاك. لم يكتف بهذا، بل عبر موجابى عن تعاطفه مع نظام القذافى الذى من وجهة نظره مزقته مؤامرات الإمبرياليين. وجاء تعليق التليفزيون الزيمبابوى فى صورة نعى، وأوضح أن «قوات الثوار ربما هى التى قتلت القذافى، لكن الحقيقة أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها من الناتو هم من أسقطوا نظامه»، من خلال التدخل فى الانتفاضة الليبية، وقتل آلاف المدنيين من الليبيين. وفى كوبا، أدان الزعيم السابق فيدل كاسترو، ما سماه «المذابح» و«الجرائم الوحشية» التى ارتكبتها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها من حزب الناتو فى ليبيا، لكنه إلى الآن لم يدل بأى تصريحات عن مقتل القذافى. وأصدقاء القذافى القليلون ليسوا مقصورين على هؤلاء القادة المعادين للغرب، فالقائمة تشمل أيضا ممرضته الأوكرانية أوكسانا بالينسكايا التى عادت إلى بلادها، والتى تنعى موت القذافى التى تعتبره «بطلا شجاعا» لمقاومته حتى الرمق الأخير فى سرت. وتساءلت بالينسكايا «لماذا ينبغى أن نكرهه أو ننظر إليه على أنه طاغية، بينما منحنا الوظائف، وكان يدفع لنا مقابلا مجزيا».