رسالة أوجهها إلى بعض القائمين على ترجمة نصوص مسلسلات الكارتون الأجنبية إلى اللغة العربية من أجل أعمال الدوبلاج فى مصر أو فى بعض دول الوطن العربى. رجاءً رجاءً رجاءً راعوا اختيار الألفاظ، فلا يجوز أبدا إنى أبقى قاعدة فى أمان الله والاقى ابنى فجأة بيشخط فيا وبيقول لى «يا غبية»، لأنه سمعها فى مسلسل الكارتون المعروض على قناة أطفال من المفترض إنها بتخاطب الأطفال دون السادسة. لا يجوز إن أولادنا يتعلموا إن الأطفال والحيوانات والكائنات فى المسلسلات ممكن يتهموا بعض بالغباء والحماقة والجنون وما شابه من صفات دون أن يكون الهدف من وجود هذه الألفاظ هو تعليم الطفل أنها ألفاظ لا يجوز استخدامها. وهذا الهدف لا يمكن إضافته فى الترجمة ما لم يكن موجودا بالفعل فى النص الأصلى. وبالتالى فإذا كان استخدام ألفاظ مشابهة هو ترجمة أمينة للنص الأجنبى، فأعتقد إنه مافيش مانع خالص من شوية قلة أمانة لتطويع النص بما يتفق مع توجهاتنا فى الحياة كمجتمع، واللى المفترض فيه إن الطفل مايتعلمش إنه يتهم زميله بالغباء مثلا. والحقيقة إن ده لا يجوز لا فى مجتمعنا ولا فى أى مجتمع آخر، ولكن فى النهاية أنا لا يعنينى سوى أولادنا فى هذه اللحظة الفاصلة من تاريخنا. فى الأصل مسلسلات الكارتون الموجهة للأطفال فى مراحل الطفولة المبكرة هى أعمال هدفها الأساسى تعليمى وتربوى أكتر من كونها ترفيهية. فكيف يكون التعليمى ناقص علام والتربوى ناقص تربية؟ عذرا لا أقصد على الإطلاق مُعِدّى النصوص للدوبلاج. أنا كنت واحدة منهم لفترة طويلة وأحترم كل زملائى. وعارفة إن مصر ليست الدولة العربية الوحيدة التى يتم فيها الإعداد والدوبلاج. ولكنى أقصد العمل نفسه. فإذا كان حظنا إننا غير قادرين على إنتاج الأعمال اللى بنربى أولادنا عليها، ومضطرين نستوردها، فأضعف الإيمان إننا نحسّن شوية فيها عند الضرورة ولو بالتخلص من الألفاظ غير التربوية. وبرضه مش باعمّم لأن فى أعمال أجنبية تعليمية وتربوية باهرة أحسد صناعها على موهبتهم وخبرتهم فى صنعها، ويا ريت نتعلم من تجاربهم، وده حصل بالفعل فى برنامج أطفال شهير. لكن فى ما عدا ذلك إحنا مستوردين أعمال أطفال من الدرجة الأولى. نستوردها بمحاسنها ومساوئها. فواجب علينا إننا نكون حذرين لأننا فى النهاية بنستورد اللى بيتزرع فى عقول أولادنا واللى بيتربوا عليه.