رجل هادئ، ذكى ومتواضع، إذا أراد التحدث، تحدث عن أى شىء غير نفسه.. هكذا هو مرشح الحزب الاشتراكى الفرنسى للرئاسة فى انتخابات 2012 فرانسوا هولاند. فبعد منافسة قوية بينه وبين مارتين أوبرى، وزيرة العمل السابقة والأمينة العامة الأولى للحزب الاشتراكى الفرنسى، على الفوز بالترشح فى الانتخابات الرئاسية المقررة خلال أبريل ومايو المقبلين، فاز هولاند بنسبة 57% من الأصوات فى جولة الإعادة. ويرغب الاشتراكيون فى إزاحة الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى فى الانتخابات المقبلة، والحصول على مفاتيح قصر الإليزيه مرة أخرى، بعد ابتعاد عنه استمر 17 عاما. «إننى أريد أن أعطى لشعبنا وبلدنا العظيم فرنسا اختيارا راشدا يعكس قيمته ويمكنه من تحقيق التقدم».. كان هذا تصريح هولاند عقب فوزه، مما جعل صحيفة «الجارديان» تصفه بأنه الشخص المناسب الذى يريده الشعب الفرنسى بعد ساركوزى «المتهور». سيكون على هولاند أو السيد عادى -حسب ما يطلق عليه مؤيدوه- الآن إظهار مهارات قيادية غير عادية، وسيكون عليه إعادة توحيد حزبه، ثم إعادة توحيد اليسار الفرنسى العنيد قبيل إطلاق حملته الانتخابية. وموقف هولاند من الانتخابات القادمة يكاد يكون محسوما، حيث تشير استطلاعات الرأى المتعاقبة إلى أن الشعب الفرنسى قد سئم من ساركوزى بعد دورة رئاسية واحدة فقط ومستعد للتغيير بعد 17 عاما من الرئاسة اليمينية. وهذا ما أظهره استطلاع رأى حديث تمتع فيه هولاند بتأييد 48% من الفرنسيين الذين يعتقدون أنه سيحل أزمة البلد الاقتصادية والمالية، مقارنة ب28% فقط لساركوزى، حسب ما ذكرته «الجارديان».