تذكرنى تلك الأجواء المحتقنه على المستوى الدينى والطائفى بطفل أخبره المدرس بتاعه أن 3 × 5 = 15.. ثم بعد مرور حوالى أسبوع سأله المدرس.. 5 × 3بكام؟.. فتلجلج الطفل واحمرت طراطيف ودانه ولم يستطع الإجابه.. فغير المدرس صيغة السؤال وجعله كالتالى.. طب 3 × 5 بكام؟.. فسارع الطفل بالإجابه.. 15.. طبعا واضح جدا أننا هنا بصدد طفل حافظ مش فاهم.. ومدرس لا يسعى للتأكد من فهم تلميذه بقدر ما يسعى للحصول على الإجابه الصحيحه وخلاص.. وعلى الرغم من أننا لسنا بصدد مسأله حسابيه معقده وإنما مجرد عملية ضرب بسيطه.. إلا أنه من الواضح أن أحدا لم يعلم الطفل كيفية إستخدام تلك البالوظه التى اصطلحنا على تسميتها بالمخ.. فلو لم يرد الله لنا أن نفكر لما خلق لنا العقل.. ولو لم يرد لنا أن نخوض ذلك الفصل من تاريخنا البشرى بدون إرشادات مباشره منه عن طريق أنبياء ورسل قد تكون البشريه الآن أحوج ما تكون إليهم لما كان قد جعل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام هو خاتم المرسلين ولما كان قد توقف عن إرسال الأنبياء لنا.. إنها تلك المرحله من تاريخنا البشرى التى يريد الله التأكد فيها من أننا قد فهمنا الدرس البشرى جيدا واستوعبناه وصرنا قادرين على تطبيق النظريه البشريه وحدنا إتكاء على ما منحه لنا من أساسيات عامه يستطيع كل منا تطبيقها فى ضوء فهمه الخاص لها.. وإلا فما هى فائدة العقل؟! و إذا كان البعض وأنا منهم يعتقد أنه ليس من المنطق فى شيء أن يخلق الله كل تلك المليارات من البشر على مر العصور لكى يرميهم فى النار فى النهايه ما عدا الفئه التى تنتمى إليها سيادتك أيا كانت تلك الفئه.. فإن البعض الآخر قد يرى عكس ذلك أحيانأ.. وتلك هى حريتهم الشخصيه طبعا.. وليسمح لى هؤلاء أن أتمادى فى رخامتى العقلانيه تلك وأخبرهم أنى أيضا من هؤلاء الذين يعتقدون تماما فى أننا لسنا وحدنا فى هذا الكون وأن هناك العديد من أنواع الحياه الأخرى والكائنات الأخرى التى تعيش على كواكب أخرى تنتمى إلى مجرات أخرى وإلى تراث آخر خاص بهم.. خلقهم الله مثلما خلقنا.. ولم يخبرنا عنهم شيئا كما أعتقد أيضا أنه لم يخبرهم عنا شيئا لتصبح تلك الحته الناقصه من معرفتنا بهم أو من معرفتهم بنا ( اللى همه باقى الكائنات الأخرى التى تقطن كواكب بعيده تفصل بيننا وبينهم ملايين السنين الضوئيه ) هى بمثابة تدريب روحانى للجميع.. لنا ولهم.. إنه إختبار كونى الهدف منه هو الإجابه على ذلك السؤال.. هل نتحلى ككائنات ضمن العديد من الكائنات الأخرى بالقدر الكافى من الروحانيه اللازمه لنشعر ببعضنا البعض على الرغم من كل تلك الملايين من السنين الضوئيه التى تفصل بيننا؟!.. هل نتحلى بالقدر الكافى من المنطق لكى نوقن أنه من العبث أن يكون كل هذا الكون الشاسع والممتد من أجلنا نحن فقط كبنى آدمين ينتمون إلى كوكب الأرض؟!.. لاحظوا أنى هنا لا أتحدث عن صراعات أديان وطوائف دينيه بين قاطنى نفس الكوكب.. لأ.. أنا أتحدث عن الصراع الأكبر.. صراع الإعتقادات بيننا وبين من ستثبت الأيام القادمه أنهم يعيشون مثلنا بالظبط بس على كواكب أخرى غير كوكبنا الأرضى العزيز.. فكيف نختزل ذلك التصور الكونى الواسع للحياه فى ذلك التصور الضيق لأتباع كل ديانه خصوصا إذا كان كل أصحاب ديانه ينفون أصحاب الديانات الأخرى.. ثم فى هذا التصور الأضيق لأصحاب الطوائف المختلفه بداخل الديانه الواحده نفسها؟! أعلم جيدا انه فى مثل تلك الأوقات العصيبه التى تمر بها مصرنا الجميله ينبغى أن أتحدث عن أن الفتنه نائمه لعن الله من أيقظها.. وعن أننا نسيج واحد منذ قديم الأزل وكل تلك الحوارات الحمضانه والأفلام القديمه.. إلا أنى من هؤلاء الذين يعتقدون أن الحل الوحيد لإخماد تلك الفتنه يكمن فى شيء واحد.. إيقاظ العقل.. فتلك هى الحسبه بمنتهى البساطه.. حتصحى عقلك؟!.. الفتنه حتتخمد !.. حتنيم عقلك؟!.. الفتنه حتصحى !.. بس.. مش أكتر ولا أقل.. فالفتنه مثل حشره منزليه لا تجتمع أبدا مع المبيد الحشرى الفعال «عقلوسول « ! يقول العم نجيب محفوظ فى أصداء سيرته الذاتيه.. لقد فتح باب اللا نهايه عندما قال «أفلا تعقلون»!.