لا نزال نحن البشر فقط الكائنات الحية والواعية التي تحيا في هذا الكون الشاسع، ورغم هذا لم نتمكن من إيجاد صيغة للتعايش بسلام علي كوكب الأرض.. فكيف ستكون الحال لو ظهرت كائنات أخري؟ هل أنت مستعد للتواصل مع الكائنات الفضائية في حال وجودها؟.. هذا السؤال الذي يبدو طريفا للوهلة الأولي، يحتاج منا إلي بعض التأمل، خصوصاً في حال كان هناك احتمال بأن تصبح التخيلات - أو الافتراضات التي كنا نسمع عنها في أفلام الخيال العلمي - صحيحة؛ أي في قيام احتمال - ولو ضئيل - بوجود كائنات أخري في هذا الكون، تعيش في كواكب مجاورة، وتخضع لظروف حياتية مختلفة. ويحق لي طرح هذا السؤال، بعد أن قرأت كلام رائد الفضاء الروسي "فيودور يورتشيخين"، الموجود حالياً في محطة الفضاء الدولية، والذي اعتبر أن البشر علي الأرض ليسوا مستعدين بعد للتواصل مع ممثلي الحضارات الكونية الأخري، حتي وإن وجدت. وقال رائد الفضاء المتشائم من الجنس البشري، إن التواصل بالنسبة له يعني "لا تؤذي"؛ إذ إنه من المهم أن يتم التواصل استناداً إلي التسامح واحترام العادات والثقافات والأديان، ونحن لا نزال نقترب من مفهوم العيش في عالم واحد. نحن غير مستعدين للتواصل. يجب أن نتعلم أولاً التواصل فيما بيننا". لكن الطريف في الأمر، أن رائد الفضاء الروسي يُصرح بأنه لم يلحظ خلال فترة عمله في عرض الفضاء أية مركبات فضائية غريبة، أو أي شيء غير عادي، يمكن أن يشير إلي وجود حضارات أخري إلي جانب الحضارة الإنسانية، وعلي الرغم من أنه لم يلحظ ما قد يشير إلي وجود حضارات كونية أخري، إلا أنه أعرب عن رغبته في أن يلتقي "إنسانًا أخضر"، أي بمخلوقات غريبة. وإذا كانت أمنية رائد الفضاء الذي سبح وجال طوال حياته في الفضاء المفتوح، أن يجد كائنا فضائيا، يمكنه من التواصل معه، فإني أشترك معه في هذه الأمنية؛ حيث أتمني في يوم من الأيام أن تكون الكائنات الفضائية موجودة حقا علي كوكب ما، وأن ينشغل البشر في اكتشاف هذه المخلوقات والتعرف إليها، وإلي عاداتها، وطبائعها، ومدي اختلافها عنا. لكن من ناحية أخري، يبدو هذا الأمر مستحيلا؛ لأن البشر منهمكون بالحروب والصراعات المستمرة، ولأننا لا نزال نعيش في عالم يمارس التفرقة والعنصرية، بين البشر أنفسهم، فكيف ستكون الحال بين البشر وكائنات أخري؟ يذكرني الأمر بفيلم "آفاتار"، والذي تقوم فكرته الأساسية علي وجود كائنات أخري في كوكب مجاور للأرض، لكن جماعة من العلماء الأمريكيين يقررون غزو هذا الكوكب؛ للحصول علي خيراته. لن أتطرق لتفاصيل الفيلم كثيرا، لكن في النتيجة تظل هذه هي الاحتمالية المطروحة في علاقة البشر مع الكائنات الأخري - إن وجدت، إنها مزيد من الحروب، والدمار. لذا ربما ينبغي أن نشكر الله؛ لأن رائد الفضاء الروسي لم يلمح حتي الآن أي شيء غير طبيعي يسبح في الفضاء، أي أننا لا نزال نحن البشر فقط الكائنات الحية والواعية التي تحيا في هذا الكون الشاسع. ورغم هذا لم نتمكن من إيجاد صيغة للتعايش بسلام علي كوكب الأرض، ولا نزال نعاني من الصراعات والحروب فيما بيننا، فكيف ستكون الحال لو ظهرت كائنات أخري!