بالأمس لم تكن تسمع سوى صرخات المعذبين ولم تشهد جنباتها سوى مشاهد قاسية لانتهاكات صارخة اقترفها نظام مستبد... واليوم تزينت جدران معتقلات تونس برسومات بريئة لأطفال الثورة. فقد تبنت وزارة الداخلية التونسية ووزيرها الأزهر العكرمى المكلف بالإصلاحات، مبادرة هى الأولى من نوعها، حيث قامت بفتح أبواب معتقلات الداخلية التونسية أمس أمام عدد من الصحفيين وتلاميذ المدارس فى محاولة لتحسين العلاقة بين المواطنين ورجال الأمن. 13 زنزانة ضمت من قبل آلاف المعتقلين الذين نكل بهم نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن على والآن صارت شاهدا على عهد جديد تبدؤه الدولة مع مواطنيها لتأكيد عدم تكرار حوادث التعذيب والاعتقال القمعى مرة أخرى. تأتى هذه الخطوة وسط مطالبات مستمرة لنشطاء حقوق الإنسان وضحايا نظام بن على بكشف كل الحقائق المتعلقة بالفترة السابقة. والتى يتمثل معظمها فى خطف وتعذيب عدد من النشطاء السياسيين وإيداعهم السجون دون محاكمة حيث أبرزت تقارير حقوقية فى ما يخص تونس فى فترة بن على أن الأمن التونسى كان يعتمد طريقة خطف النشطاء لترويعهم.