ثمة كلام خطير قاله الفريق سامى عنان رئيس أركان القوات المسلحة، ومر دون أن يتوقف أمامه معظم الناس، فماذا قال سيادته؟ فى يوم 10 مارس 2011، وفى حديث خاص مع مجموعة من شباب التحرير التقاهم رئيس الأركان، قال إن القوات المسلحة أحبطت محاولة انقلاب بقيادة قائد الحرس الجمهورى الموجود الآن رهن الاعتقال، هو وبعض قيادات الداخلية المعتقلين أيضا، ورفض الفريق عنان الحديث بشكل مفصل حول الحادثة... وقد أكد أن هناك فعلا ثورة مضادة يقودها بعض أذناب الحزب الوطنى، لمحاولة تدمير الوطن، ولكن القوات المسلحة ستقف لهم بالمرصاد. وأكد الفريق عنان أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة سيكشف فى الأيام القادمة التفاصيل كافة. هذه هى بعض كلمات سيادة رئيس الأركان، التى نُشرت فى كثير من المواقع الإلكترونية، وبعد أكثر من ستة أشهر، لم يكذب سيادته ما قيل على لسانه، كما أنه لم يقل لنا شيئا عن تفاصيل محاولة الانقلاب التى تحدث عنها، وهذا أمر بالغ الخطورة، وفى غاية الأهمية، أولا لأنه جزء من تاريخ الوطن، وثانيا لأن هذه التفاصيل تساعد شعبنا على إدراك حقيقة ما حدث ويحدث فى مصر. وثمة كلمات أخرى مهمة، نشرت على لسان الفريق سامى عنان، يوم 15 مارس الماضى، فى جريدة «الأنباء» الكويتية، وكذلك لم يتم تكذيبها منذ هذا التاريخ وحتى الآن، حيث نُشرت تصريحات نقلت عن رئيس أركان حرب القوات المسلحة، أنه قال: «إن القوات المسلحة رفضت أوامر رئاسية بسحق المتظاهرين، ومساواة ميدان التحرير بالأرض». ومشكلة هذه الكلمات أنها تتفق تماما مع ما قاله سيادة المشير يوم 16/5/2011، فى حفلة تخرج دفعة جديدة فى كلية الشرطة، فقد تحدث المشير لأول مرة بعد الثورة، وقال بالنص: «إحنا الحمد لله ربنا وفقنا، ماكانش القرار فردى، ولا قرار عشوائى، وكان فى منتهى الصعوبة، وإحنا اجتمعنا، وأخدنا آراء بعضنا، والشىء المشرف، أن كل المجموعة، اللى هيه بتاعة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، كلها، كان القرار بتاعها، لا. لن نفتح نيران على الشعب. وكان هذا هو القرار». وفى يوم 17/5/2011 صدرت الرسالة رقم (52) للمجلس العسكرى، وفيها تأكيد: «انحياز القوات المسلحة إلى الثورة منذ انطلاقها والرفض الكامل بإجماع آراء أعضاء المجلس الأعلى، لإطلاق النيران على أبناء هذا الشعب العظيم». ثم ذهب المشير إلى المحكمة، وقال شهادته (السرية)، ولكن الشعب كله عرف ما قاله المشير، وفى هذه اللحظة شعر شعبنا أن المشير ضحك عليه! فكيف يقول لنا فى خطابه شيئا، ثم يقول أمام المحكمة شيئا آخر! ثم فجأة ظهر شريط آخر، يقول فيه المشير: «لم يطلب منى أحد شخصيا، ولم يطلب من القوات المسلحة أو المجلس الأعلى للقوات المسلحة استخدام النيران ضدالمتظاهرين». وقد كرر المشير هذه الكلمات، وسبق أن تساءلنا: لماذا يختلف كلام المشير فى مايو عن كلامه فى سبتمبر؟! والآن نتساءل: ولماذا يختلف كلام المشير عن كلام نائبه؟!