لا ينصح المؤلفون بالاستغراق فى العمل إلى حد الإرهاق، ولكن من الضرورى أن ينال المرء قسطا من الراحة، ويشير الكتاب إلى أن هناك بعض الشركات تسمح لموظفيها بالراحة الكاملة فى أوقات متقطعة فى أثناء العمل، وتصل مدة تلك الأوقات أحيانا إلى 25 دقيقة، ويؤكد أصحاب تلك الشركات أن هذه الطريقة جاءت فى صالح العمل وجعلت الموظفين أكثر نشاطا وقدرة على العطاء. تبدو الراحة اليومية فى أثناء فترة العمل ضرورية، ولكن الراحة الأسبوعية لا تقل أهمية هى الأخرى بشرط أن تكون راحة حقيقية، فبعض الناس ينشغلون طوال يوم إجازتهم بالعمل بل ويتابعون مجرياته بالهاتف، وهؤلاء يظنون أنهم قضوا أوقاتا للراحة، ولكن الحقيقة ليست كذلك فهم يعيشون ضغوط العمل وتوتره، وهم هكذا أبعد ما يكونون عن الراحة. من الأفضل أن يكون يوم الإجازة خاليا تماما من كل ما يتعلق بالعمل، وأن تظل طوال الأربع وعشرين ساعة التى قررت أن تستجم فيها بعيدا عن كل ما له صلة بوظيفتك، ويؤكد مؤلفو الكتاب أن هذا لن يقلل من إنتاجيتك كما تعتقد، لأن الحقيقة أنه كلما زاد وقت الراحة زاد إقبالك على العمل عند العودة إليه ونجاحك محمد عبد الفتاح: حسيت بالأجازة ونسيت الشغل يقول محمد عبد الفتاح -صاحب مطعم فلافل- إن يوم الجمعة كان يوم معاناته، فعلى الرغم من أنه يأخذه إجازة فإنه لم يكن يشعر بالراحة فيه أبدا، كان دائما يشعر بالقلق على العمل والخوف من أن يتسبب العاملون معه فى أى خطأ يثير غضب زبائنه، ولذلك كان يتصل كثيرا بهم ليعلم كيف قاموا بالعمل، وهل تواجههم أى مشكلات. بعد فترة أصاب العاملين معه نوع من الاتكالية وعدم القدرة على اتخاذ القرار فصاروا يلجؤون إليه فى كل الأمور مهما كانت تفاهتها، وشعرت زوجة محمد بالغضب وبدأت مشاعر الاستياء والنفور تظهر فى علاقتها به، حاول محمد أن يجد حلا وقرر فى أحد أيام إجازته أن يغلق هاتفه تماما وأن يجعل الوصول إليه أمرا شديد الصعوبة، وفى اليوم التالى وجد أن الأمور سارت على ما يرام وأن العالم لم ينته، ومن وقتها وهو يقضى يوم إجازته باستمتاع تام