رئيس يجثم على البلاد منذ 29 عاما والمظاهرات غير مصرح بها والقمع للحريات شىء طبيعى.. تشابه كبير تراه بين مصر وأكثر من دولة إفريقية، والكاميرون آخر تلك الدول التى انضمت إلى قائمة صيف «الثورات الإفريقية». جنوب الكاميرون كان سباقا للخروج فى تظاهرات أول أمس السبت، حيث احتشد فى مدينة بويا آلاف من المتظاهرين الذين نددوا بترشيح الرئيس بول بيا نفسه لولاية رئاسية جديدة، بالإضافة إلى مطلبهم «الفئوى» بالاعتراف باللغة الإنجليزية لغة خاصة بهم. الأول من أكتوبر تزامن أيضا مع ذكرى مرور نصف قرن على انضمام جنوب الكاميرون، التى كانت تسمى حينها «كاميرون البريطانية»، الدولة المنفصلة الناطقة باللغة الإنجليزية، إلى «كاميرون الفرنسية» عام 1961، ومن حينها تم منع استخدام اللغة الإنجليزية فى فى تلك المناطق، بالإضافة إلى تهميش تلك المناطق من الخدمات الأساسية وتركيزها على المناطق الناطقة بالفرنسية، وهو ما جعل المجلس الوطنى لجنوب الكاميرون يدعو إلى انفصال الجنوب. قوات الأمن كعادتها ردت بقوة على تلك المظاهرات بانتشار مكثف فى المدينة وشنها حملة اعتقالات واسعة ومطاردتها الناشطين فى مختلف شوارع المدينة، مما دفع عددا منهم إلى التحصن فى القنصلية النيجيرية فى بويا. ولكن اعتقالات الأمن طالت 50 عضوا من المجلس الوطنى لجنوب الكاميرون، بحسب تصريحات مسؤول أمنى لوسائل الإعلام رفض الإفصاح عن نفسه، وأكد أنه تم إلقاء القبض عليهم بسبب دعوتهم إلى تظاهرات دون الحصول على تراخيص ولإخلالهم بالنظام العام. طريقة تعامل الأمن مع الاحتجاجات تأتى فى ظل حملة قمع واسعة ينفذها نظام بيا قُبيل الانتخابات الرئاسية التى من المقرر انعقادها فى 9 أكتوبر، والتى تصفها المعارضة بأنها ستكون صورية وسيحظى خلالها الرئيس الكاميرونى الذى تولى الحكم عام 1982 بفترة رئاسية جديدة.