آمنة نصير: لا أحد يستطيع أن يمنع الصيام في رمضان، لكنها مسألة ذاتية شخصية.. إبراهيم الهدهد: ما نحن فيه الآن «بلوى» حلت بالعالم، مؤكدا أنه لا يؤخذ بفتوى الأشخاص. لم يتبق سوى أيام قليلة ويهل علينا شهر رمضان الكريم، الذي ينتظره المسلمون في جميع أنحاء المعمورة باشتياق شديد من عام إلى آخر، لكن هذا العام يأتي هذا الشهر في ظل انتشار وباء كورونا، الذي خطف أرواح الآلاف ويهدد حياة الملايين في العالم، ولم تكن مصر بعيدة عن خطر الفيروس المستجد، وسط تحذيرات كثيرة من المسؤولين ومطالبات للمواطنين بالتزام منازلهم، والحرص على استمرار تناول الأطعمة والعصائر الطبيعية التي تساعد على تعزيز الجهاز المناعي، بالتزامن مع حالة جدل أثيرت بشأن صيام الشهر المعظم وتكهنات رددها البعض عن احتمالية صدور فتاوى بإلغاء الصيام هذا العام بسبب تفشي الوباء، وأحاديث عن منح رخص للأطباء والمرضى تستثنيهم من أحد أركان الإسلام الخمسة. فتوى رسمية خلال أسبوع.. و«دار الإفتاء» ليست صاحبة القرار الأزهر: حكم الأطباء ملزم لكل مسلم.. والحديث سابق لأوانه فتاوى النوازليقول الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، إن ما نحن فيه الآن «بلوى» حلت بالعالم، مؤكدا أنه لا يؤخذ بفتوى الأشخاص، وأن الفتوى لا بد أن تصدر من المجامع العلمية فتوى رسمية خلال أسبوع.. و«دار الإفتاء» ليست صاحبة القرار
الأزهر: حكم الأطباء ملزم لكل مسلم.. والحديث سابق لأوانه
فتاوى النوازل يقول الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، إن ما نحن فيه الآن «بلوى» حلت بالعالم، مؤكدا أنه لا يؤخذ بفتوى الأشخاص، وأن الفتوى لا بد أن تصدر من المجامع العلمية مثل الأزهر الشريف بهيئتيه العلميتين: هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية، ويصدر هاتان الهيئتان فتوى في مثل هذه الأحوال، لافتًا إلى أن لكل بلد إسلامي هيئته العلمية التي تصدر الرأي الإسلامي في مثل هذه البلوى التي نسميها فتاوى النوازل. ويؤكد الهدهد ل«التحرير»، أننا نحتاج في هذه الفتوى للرأي الطبي مع الرأي الشرعي، فإذا ما قرر علماء الطب أن الصيام في هذه الأجواء التي يعم فيها الوباء قد يؤدي إلى هلاك النفس، فإن رأي الشرع يكون مع رأي الطب، وفقا لقاعدة «صحة الأبدان مقدمة على صحة الأديان»، لأن الدين لا يقوم إلا في الأنفس، ولا بد أن تكون فتوى جمعية وليست فردية في هذا الأمر، لأنه أمر يتصل بركن عظيم من أركان الإسلام، ومن الناحية الطبية أمر يتصل بحياة المواطنين. مسألة شخصية ترى الدكتورة آمنة نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة، أنه لا أحد يستطيع أن يمنع الصيام في رمضان، لكنها مسألة ذاتية شخصية، وكل إنسان على نفسه بصير، ومن لديه مقتضيات الإفطار في مرض لا يقوى على الصوم بالحق يفطر، لأن النفس البشرية أعز على الله من الصوم. وتضيف نصير في تصريح خاص ل«التحرير»، أنها ليست مع النظرة المتشائمة غير الحقيقية المنتشرة مؤخرا على السوشيال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعي، لأن مسألة الصوم أو الإفطار مسألة ذاتية، ومن يُبتلى بالمرض من حقه أن يفطر سواء في زمن كورونا أو غير زمن كورونا، لأن الإنسان عندما يصاب بالمرض في الأيام العادية يفطر. وعن عبارة «صوموا تصحوا»، أشارت إلى أنه طالما لا يوجد مرض كاسح مثل الكورونا، تقدر المسألة بقدرها، ولذلك ليست لها فتوى تعمم على جميع المواطنين، بل هي فتوى للحالات التي تصاب بالمرض سواء كان هذا المرض كورونا أو غير ذلك من الأمراض يستحق الإفطار. قرار لأطباء كشف الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، أن دار الإفتاء بصدد إصدار فتوى بعد سماع رأي المتخصصين، وهم الأطباء، عن: «هل يمنع فيروس كورونا صيام رمضان؟»، لافتًا أن هذا القرار سوف يصدر بعد أسبوع، وبناء عليه يتم تحديد الموقف. ويوضح نجم في تصريح ل«التحرير»، أن دار الافتاء لا يجوز أن يكون لها رأي في أمور طبية، لأن المسألة جديدة عليها من حيث الأعراض والاحتياطات الطبية، مؤكدًا أن كل هذه الأمور الطبية سوف تطرح على لجنة المتخصصين. استمرار الحظر = الصيام وأصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى، بيانا، أوضح فيه حُكم صيام شهر رمضان في حال رأي الأطباءُ ضرورة بقاء فم الصَّائم رطبًا طوال اليوم، كإجراء وقائي من العدوى بفيروس كورونا، مؤكدا أنه لا يجوز للمسلم أن يُفطر رمضان إلا إذا قرر الأطباء وثبت علميا أن الصيام سيجعله عرضة للإصابة والهلاك بفيروس كورونا، وهو أمر لم يثبت علميا حتى هذه اللحظة. وأضاف المركز أن الإسلام حث على حِفظِ النَّفس وصيانتها بكل الطرق والسبل التى تدرأ عنها الهلاك، وتمنع عنها الضرر؛ ومن ذلك ما قعده الفقهاء من القواعد الوقائية فى الشريعة الإسلامية بقاعدة (الدَّفع أقوى من الرَّفع): حيث قرروا فيها أنه إذا أمكن رفع الضرر قبل وقوعه وحدوثه، فهذا أَولى وأفضل من رفعه بعد الوقوع، فهذا من باب العلاج الوقائى، لأنَّه إن أمكن علاج الأمر ودفعه قبل حدوثه فهذا يُجَنِّب المجتمع الأضرار والكوارث التى من الممكن أن تحدث إذا لم نُسرع بمعالجة الأمور. وأشار البيان إلى أنه لم يثبت علميا -حتى هذه اللحظة- كما جاء عبر الموقع الإلكترونى لمنظمة الصحة العالمية- المكتب الإقليمى للشرق المتوسط- أن شرب الماء من الإجراءات الوقائية من الإصابة بهذا المرض، فقد أجابت عن سؤالين عبر موقعها الإلكترونى مفادهما كما يلى: السؤال الأول: هل شرب الماء يخفف من التهاب الحلق؟ -هل يقى من العدوى بمرض فيروس كورونا؟
أجابت: «من المهم شرب الماء للحفاظ على مستوى الرطوبة فى الجسم مما يحفظ الصحة العامة، لكن لا يقى شرب الماء من العدوى بمرض كوفيد - 19». -السؤال الثانى: هل تساعد الغَرْغَرَة بغسول الفم على الوقاية من العدوى بالفيروس المستجد؟ أجابت: «لا، لا توجد أى بيِّنة على أنَّ استخدام غسول الفم يقى من العدوى بكورونا.. هناك بعض العلامات التجارية لغسول الفم قد تقضى على جراثيم معينة لبضع دقائق فى اللُّعَاب الموجود بالفم، لكن لا يعنى ذلك أنها تقى من العدوى بالفيروس المستجد». وعلق مركز الأزهر العالمى للفتوى: «فلا يجوز للمسلمين الإفطار فى رمضان إلا للمرضى وأصحاب أمراض المناعة وأصحاب الأعذار الذين يُرخَّصُ لهم الفِطر، أو إذا ثبت علميًّا أن لعدم شرب الماء تأثيرا صحيا على الصائمين، كإجراء وقائى لهم من الإصابة بهذا المرض بالإفطار فى رمضان، فيرجع فى حكم ذلك للأطباء الثِّقات وما يرونه، للحفاظ على صحة الإنسان، فهم أهل الاختصاص فى هذه المسألة، وقرارهم مُلزم لكل صائم مسلم بالإفطار من عدمه». وشدد المركز على أنه إذا استمر الحظر وبقى النَّاس فى منازلِهم فيجب الصوم، لأنَّه ببقائهم بالمنزل لن يكون هناك خطر يهدد حياتهم بعدوى.