السيناريو الأقرب إلى الواقع هو أن يبقى عادل عبد المهدي على رأس حكومة لتصريف الأعمال في ظل صعوبة التوصل إلى توافق، لكن بقاءه سيواجه برفض كبير من المرجعية الشيعية والشارع. يبدو أن مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني سيغير قواعد اللعبة في العراق هذا البلد الذي يشهد حراك شعبي منذ ما يقرب من 4 أشهر، إلا أن اغتيال سليماني سيطر على المشهد العراقي. وجاءت الضربة الجوية التي أسفرت عن مقتل سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، والذي ينظر إليه بأنه القائد الفعلي للحشد الشعبي، بعد ساعات من تهديدات وزير الدفاع الأمريكي مارك اسبر، أن قوات بلاده مستعدة لتكثيف نشاطاتها لطرد القوات الحليفة لإيران لخارج العراق، مع اتخاذ إجراءات وقائية قد تشمل العمل العسكري اذا اكتشفت أن هناك هجوما وشيكا. اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، لم يكن مدوياً في الأوساط السياسية المحلية والدولية فحسب، بل أن انعكاساته على ساحات الاحتجاج العراقية تبدو واضحة للمراقبين. فبعد ساعات من الهجوم الأمريكي، شهدت ساحة التحرير وسط بغداد احتفال بعض المتظاهرين بتلك الحادثة، لكن الموقف في الساحة كان مغايراً، حيث أدان اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، لم يكن مدوياً في الأوساط السياسية المحلية والدولية فحسب، بل أن انعكاساته على ساحات الاحتجاج العراقية تبدو واضحة للمراقبين. فبعد ساعات من الهجوم الأمريكي، شهدت ساحة التحرير وسط بغداد احتفال بعض المتظاهرين بتلك الحادثة، لكن الموقف في الساحة كان مغايراً، حيث أدان متظاهرون عبر منصة "المطعم التركي" الهجوم، مؤكدين ضرورة احترام سيادة البلاد. وأدان هؤلاء بشدة ما وصفوه ب"رعونة وهمجية السياسة الأمريكية، بانتهاك سيادة بلدنا الحبيب، من خلال ارتكاب جرائم اغتيال لشخصيات عراقية". ويرى مراقبون أن ما بلغه التصعيد الأمريكي الإيراني في العراق سيزيد من احتقان الوضع في بلد يعيش أزمة سياسية وغليانا شعبيا متواصلا منذ شهور. بعد مقتل سليماني.. الأمريكيون ينقسمون ومخاوف من حرب ولعل أبرز السيناريوهات المحتملة فيما يتعلق بالحراك الاحتجاجي تتمحور حول سياقين، هما التصعيد أو التسوية، ويرجح مراقبون أن التسوية ستكون سيدة الموقف في المرحلة المقبلة. وفي حين أشاروا إلى أن ما حدث سيحفز الحوارات السياسية لتشكيل حكومة مقبلة بشكل سريع، أكدوا أن استمرارية الحراك معتمدة على رسائله الوطنية خارج إرادات المعسكرين الإيراني والأمريكي. ويلقى التصعيد بين الولاياتالمتحدةوإيران، أصداء في الأوساط السياسية العراقية عبر محاولة استغلاله لإنهاء التظاهرات. من جانبه، يرى المحلل السياسي واثق الهاشمي أن الهجوم الأمريكي يعني أن العراق تحول فعليا إلى "ساحة معلنة ومكشوفة للحرب بين طهرانوواشنطن". وعلى مستوى الأزمة الحكومية "سيصعب الهجوم بشكل أكبر إمكانية التوصل إلى توافق حول شكل الحكومة الجديدة ومن يترأسها". وأضاف الهاشمي "من كان مرنا قبل التصعيد الأخير سيصبح متزمتا الآن أكثر"، والمقصود بذلك السياسيين العراقيين المحسوبين على كل من إيرانوالولاياتالمتحدة، مستبعدا قيام أي جهة بمحاولة إنهاء الاحتجاجات بالقوة، لأنه سيحظى بتأييد دولي وعربي، فضلاً عن دعم المرجعية وقوى محلية أخرى له. وفي هذه الحالة، يبقى السيناريو الأقرب إلى الواقع، حسب الهاشمي، هو أن يبقى عادل عبد المهدي على رأس حكومة لتصريف الأعمال في ظل صعوبة التوصل إلى توافق، لكن بقاءه سيواجه برفض كبير من المرجعية الشيعية والشارع العازم على مواصلة الحراك، كما يقول الخبير العراقي. وكانت قوى بارزة في الحشد الشعبي حذرت من أن الاحتجاجات العراقية قد تقود إلى حرب أهلية، في سياق العمل على تخويف المحتجين وإنهاء تظاهراتهم، لكن ذلك لم يؤثر في ساحات الاحتجاج، التي يشدد ناشطوها على أنهم يمثلون خطاً وطنياً سلمياً ويرفضون زجهم كطرف في صراع المحاور الدولية والإقليمية في العراق. إسماعيل قاآني.. «الرجل الصلب» يخلف قاسم سليماني ودخل الحراك الشعبي في العراق شهره الرابع، ولم تستطع الحصيلة الثقيلة للقتلى ولا الاستهداف المباشر للناشطين، أن يمنعا المتظاهرين من الخروج إلى الشارع والتمسك بمطالبهم، لكن التصعيد الذي اشتد مؤخرا بين واشنطنوطهران داخل العراق حول الأنظار لحد ما عن مظاهرات الحراك، خاصة بعد اقتحام السفارة الأمريكية، والآن بعد مقتل سليماني وانفتاح الوضع على سيناريوهات كثيرة، تطرح التساؤلات حول مصير الحراك ومطالبه. ومع تعدد السيناريوهات للمشهد الداخلي في العراق، يبقى الغموض الذي يسيطر على المشهد في العراق هو سيد الموقف، ويدفع بالمراقبين إلى استبعاد أي استقرار سياسي على المدى القريب، وسط مخاوف من انفلات الأوضاع وعودة البلاد إلى نقطة الصفر.