وسط توقعات بدت متفائلة عن قطاع النقل الجوي في العالم كله، حذر الاتحاد الدولي للنقل الجوي الأياتا، من أن المشهد الإقليمي سيسجل معدلات أداء متباينة بين عامي 2019 و2020، لافتًا إلى أن التوقعات تشير إلى تسجيل شركات الطيران في إفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية لخسائر مالية خلال عام 2019، مع عودة الأخيرة لتحقيق أرباح في العام المقبل بالتزامن مع تزايد قوة الاقتصادات الإقليمية. من جانبها، تواصل شركات الطيران في الشرق الأوسط جهودها الخاصة لإعادة الهيكلة، مع تحديد جداول زمنية تهدف إلى إحداث تراجع ملحوظ في نمو السعة خلال عام 2020. ومع ذلك وبعد نمو اقتصادي ضعيف للغاية خلال عام 2019، الذي أدى إلى الحد من حركة السفر الإقليمية، من المتوقع أن يشهد عام 2020 انتعاشا معتدلا، وبالرغم من أن شكل الأداء سيستفيد من جهود إعادة الهيكلة والنمو القوي، إلا أن الوصول إلى هذه المرحلة سيتطلب بعضا من الوقت، لذا -ووفقا لتقارير الأياتا- فمن المتوقع ومع ذلك وبعد نمو اقتصادي ضعيف للغاية خلال عام 2019، الذي أدى إلى الحد من حركة السفر الإقليمية، من المتوقع أن يشهد عام 2020 انتعاشا معتدلا، وبالرغم من أن شكل الأداء سيستفيد من جهود إعادة الهيكلة والنمو القوي، إلا أن الوصول إلى هذه المرحلة سيتطلب بعضا من الوقت، لذا -ووفقا لتقارير الأياتا- فمن المتوقع أن تسجل منطقة الشرق الأوسط خسائر للعام الثالث على التوالي تُقدر بقيمة 1 مليار دولار أمريكي، ولكنها تبقى أقل من نظيرتها المسجلة عام 2019 والبالغة 1.5 مليار دولار أمريكي. في موقف أسوأ -واستمرارا أيضا للخسائر- تواصل شركات الطيران الإفريقية مواجهة مشاكل هيكلية عالية التكلفة، تعود بصورة كبيرة إلى الضرائب والرسوم الحكومية من جهة، وانخفاض معدلات الحمولة من جهة أخرى. وتشير تقارير الأياتا إلى أن النمو الاقتصادي سجل أداءً جيدا نسبيا، ومن المتوقع أن يُحقق ارتفاعا في العام المقبل، إلا أن الأسواق لا تزال تعيش حالة من التشتت وقلة الخدمات، في ظل غياب سوق نقل إفريقية موحدة حتى الآن، ونتيجة لذلك، من المتوقع أن تتكبد شركات الطيران الإفريقية خسائر بقيمة 200 مليون دولار أمريكي، بصورة مشابهة لعام 2019. في المرتبة الثالثه للخسائر تأتي شركات الطيران في أمريكا اللاتينية، حيث ستستفيد شركات الطيران من جهود إعادة الهيكلة لتحسين اقتصاداتها الرئيسة ولتعود إلى تحقيق عائدات إيجابية خلال العام المقبل، مع أرباح صغيرة بقيمة 100 مليون دولار أمريكي. وبمعزل عن تراجع قيمة العملات خلال عام 2019، سجل اقتصاد المنطقة تباطؤا حادا في النمو وصل إلى 0.2% فقط، والذي يعود إلى عدم الاستقرار الذي تشهده المكسيك، والركود الاقتصادي في الأرجنتين، إلى جانب انكماش اقتصاد فنزويلا بنسبة تُقارب الثُلث. على النقيض تقف شركات الطيران في أمريكا الشمالية في ريادة الأداء المالي العالمي، حيث أسهمت بنسبة 65 % من إجمالي أرباح القطاع خلال 2019، إلى جانب ما يقارب 56% من إيرادات القطاع الكلية المتوقعة في عام 2020. ومن المتوقع أن تحقق شركات الطيران في أمريكا الشمالية أرباحا صافية بقيمة 16.5 مليار دولار أمريكي، وهو ما يمثل تراجعا عن قيمة 16.9 مليار المسجلة عام 2019، ويمثل هذا الرقم هامشا صافيا بنسبة 6.0 %، ويعكس ربحا صافيا بقيمة 16.00 دولار أمريكي عن كل مسافر. ومن المتوقع أيضا أن تحقق شركات الطيران الأوروبية أرباحا صافية بقيمة 7.9 مليار دولار أمريكي عام 2020، بارتفاع عن قيمة 6.2 مليار المتوقعة لعام 2019، ويأتي هذا النمو تزامنا مع استفادة شركات الطيران مع التطورات الإيجابية المعاكسة لنظيراتها المتوقعة في أمريكا الشمالية. أما شركات الطيران في آسيا والمحيط الهادئ فتستفيد من انتعاش معتدل في حركة التجارة العالمية والشحن الجوي، ليُحقق ربحا صافيا بقيمة 6.0 مليار دولار أمريكي عام 2020، بارتفاع عن 4.9 مليار المسجلة عام 2019، ووفق هامشٍ صافٍ يبلغ 2.2%. وقدمت الأياتا تصورا مفصلا حول مؤشرات محركات الأداء لعام 2020، حيث توقعت نموا اقتصاديا في ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 2.7% خلال عام 2020، بزيادة هامشية عن نظيره المسجل عام 2019 والبالغ 2.5%. كما تشير التوقعات إلى انتعاش نمو التجارة العالمية من 0.9% عام 2019 إلى 3.3% خلال العام المقبل، مستفيدا من الضغوط نحو تخفيف التوترات التجارية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وفيما يخص تكاليف الوقود فقد أسهم النمو الاقتصادي الذي جاء أبطأ من المتوقع عام 2019، في تقليل الطلب على الطاقة، ما أدى إلى انخفاض أسعار النفط الخام إلى 65 دولار أمريكي للبرميل (خام برنت) بالمقارنة مع 71.60 دولار أمريكي عام 2018، فيما ارتفعت إمدادات النفط وأدت إلى زيادة كبيرة في المخزون العالمي. ونتيجة لذلك، من المتوقع أن تسجل أسعار النفط انخفاضا إضافيا خلال عام 2020 لتصل إلى 63 دولار أمريكي للبرميل (خام برنت)، وتشير التوقعات أيضًا إلى انخفاض سعر وقود الطائرات (الكيروسين) ليسجل 75.60 دولار أمريكي للبرميل وسطيًّا، بالمقارنة مع 77 دولارا أمريكيا عام 2019، ومن المتوقع أن يبلغ استهلاك القطاع من الوقود قيمة 182 مليار دولار أمريكي، ما يعادل 22.1% من النفقات الكليّة. أما القوى العاملة فمن المتوقع أن يصل عدد العاملين لدى شركات الطيران إلى 2.95 مليون عامل عام 2020، بارتفاع بنسبة 1.6% بالمقارنة مع عام 2019، كما تشير التوقعات إلى ارتفاع الإنتاجية بنسبة 2.9% بالمقارنة مع 2019، تزامنًا مع نمو معدلات السعة.