كانت حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلنت أن وحدات حماية الشعب، التي سيطرت على مناطق في شمال سوريا مع انهيار الأمن خلال الحرب السورية، عدو قاتل خلال الفترة الماضية، توترت العلاقات بين الولاياتالمتحدة وحليفتها في حلف شمال الأطلنطي "الناتو"، تركيا، على خلفية عدد من القضايا على رأسها شراء أنقرة منظومة الدفاع الصاروخي الروسية "إس 400"، والدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب الكردية، التي تعدّها تركيا جماعة إرهابية. إلا أن الطرفين تمكنا في 7 أغسطس الجاري من التوصل لاتفاق يمكنهما من التعاون في ما يتعلق بالقضية السورية، فبعد أسابيع من المفاوضات الصعبة، وافق حليفا الناتو على القيام بدوريات مشتركة في منطقة تمتد 125 كيلومترا بين بلدتي تل أبيض ورأس العين السورية، وبعمق يصل إلى 15 كيلومترا. ونقلت شبكة "بلومبيرج" الأمريكية عن مسؤولين تركيين مطلعين على الأمر، أن بلادهم ترى أن اتفاقها مع الولاياتالمتحدة لتشكيل منطقة أمنية ضيقة في شمال سوريا هو البداية فقط، مع تصميم أنقرة على تطهير أكبر جزء ممكن من المنطقة الحدودية، من المقاتلين الأكراد. وأضافوا أنه على الرغم من أن الاتفاق يجب أن يسمح للجيش ونقلت شبكة "بلومبيرج" الأمريكية عن مسؤولين تركيين مطلعين على الأمر، أن بلادهم ترى أن اتفاقها مع الولاياتالمتحدة لتشكيل منطقة أمنية ضيقة في شمال سوريا هو البداية فقط، مع تصميم أنقرة على تطهير أكبر جزء ممكن من المنطقة الحدودية، من المقاتلين الأكراد. وأضافوا أنه على الرغم من أن الاتفاق يجب أن يسمح للجيش التركي بالدخول فى شمال شرق سوريا دون إطلاق رصاصة، فإن البلاد قد تشن هجوما من جانب واحد إذا لم يتم تعميق المنطقة وتمديدها بما يصل إلى عدة مئات من الكيلومترات في وقت لاحق. وأشار المسؤولون إلى أن تركيا نشرت 10 كتائب على طول حدودها بين نهر الفرات والحدود العراقية لمواجهة ما يقدر بنحو 15 ألف مقاتل من وحدات حماية الشعب الكردية. ونقلت وكالة الأنباء التركية "الأناضول" عن وزير الدفاع خلوصي أكار، قوله إن المقر الرئيسي المشترك للقوات الأمريكية التركية، المصمم للإشراف على منطقة عازلة في شمال سوريا، أصبح جاهزا بالكامل يوم السبت. وتم التخطيط لأول رحلة لطائرة هليكوبتر فوق المنطقة، والتي ستكون محظورة على قوات حماية الشعب الكردية التي تدعمها الولاياتالمتحدة، يوم السبت. وذكرت الوكالة الأمريكية أن حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلنت أن وحدات حماية الشعب، التي سيطرت على مناطق في شمال سوريا مع انهيار الأمن خلال الحرب السورية، عدو قاتل. ويرجع ذلك إلى علاقة وحدات حماية الشعب الكردية بحزب العمال الكردستاني، وهي حركة انفصالية كردية في تركيا، وتقاتله الحكومة في أنقرة منذ أكثر من 3 عقود، وتعدّه منظمة إرهابية، هي والولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وتواجه رغبة أردوغان في إبعاد الميليشيات الكردية عن الحدود التركية أزمة بسبب وجود القوات الأمريكية المتمركزة في المنطقة لمساعدة وحدات حماية الشعب في قتالها ضد تنظيم "داعش". وتشتبه تركيا في أن الولاياتالمتحدة تدعم طموح وحدات حماية الشعب للحصول على شكل من أشكال الحكم الذاتي الكردي، وأنها تستخدم المجموعة كقوة بالوكالة للدفاع عن المصالح الأمريكية مع اقتراب الحرب السورية التي استمرت 8 سنوات من نهايتها، ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد على رأس الحكم بمساعدة روسيا وإيران. وذكر المسؤولون الأتراك أن الاتفاق التركي الأمريكي ينص على الانسحاب الفوري لمقاتلي وحدات حماية الشعب من المنطقة العازلة، على أن تجمع الولاياتالمتحدة الأسلحة الثقيلة التي زودتها بها، وتدمر المواقع والأنفاق الكردية المحصنة. وأشارت "بلومبيرج" إلى أن تركيا ترغب في الوقت نفسه، في مغادرة أعضاء حزب الاتحاد الديمقراطي، الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب الكردية، المنطقة. وينكر كل من وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، أنهما عدوان لتركيا ويقولان إنهما يسعيان فقط لحماية أكراد سوريا. وأشار المسؤولون إلى أن الاتفاق يسمح للطائرات المسلحة التركية دون طيار ببدء رحلات مراقبة فوق المنطقة، لكن الولاياتالمتحدة لم توافق بعد على تحليق الطائرات الحربية التركية. وأضافوا أن الولاياتالمتحدة تعارض أيضا اقتراح تركيا بنقل متمردي الجيش السوري الحر المدعوم من أنقرة إلى المنطقة، لكنها وافقت على إمكانية عودة اللاجئين المقيمين في تركيا. وقال المسؤولون إن من المتوقع أن تبدأ الدوريات العسكرية المشتركة في غضون شهر، وإن تركيا ستنشئ 4 قواعد قبل إنشاء قوة أمنية محلية. وتابعوا أن المطالب التركية بأن تكون قادرة على نشر أكبر عدد ممكن من القوات لفرض الأمن قد تم رفضها، ووافقت الولاياتالمتحدة فقط على نشر جنديين تركيين مقابل كل جندي أمريكي فقط.