هل يدفع ترامب ثمن معاداة اليهود في الانتخابات؟

بات الخلاف بين اليهود في الولايات المتحدة والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يهدد مستقبل الأخير في البيت الأبيض، لا سيما مع اقتراب الانتخابات الرئاسية
لم يعد هناك خلاف حول أهداف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي يسعى لتحقيقها في أقصر وقت ممكن، وذلك في سبيل المضي نحو الحصول على ولاية جديدة في البيت الأبيض، الأمر الذي قد يدفعه نحو تحالفات سياسية مختلفة، أبرزها استقطاب اليهود. ترامب الذي أدرك منذ حملته الانتخابية في 2016، أهمية اليهود ككتلة تصويتية مرجحة لكفّته، يرى في الوقت الحالي أنهم لا يقفون في صفه، وذلك على الرغم من القرارات السياسية التي اتخذها لصالحهم، وأبرزها نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس.
وانتقد دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، الأمريكيين اليهود الذين يصوتون لصالح الديمقراطيين، قائلا: "إنه يظهر إما نقصًا شديدًا في المعرفة وإما عدم الولاء". ترامب يصطدم بخسائر غير مسبوقة للاقتصاد الأمريكي بسبب حربه مع الصين شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية أكدت أن كل شيء يتعلق بالسياسات التي تتخذها الإدارة،
وانتقد دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، الأمريكيين اليهود الذين يصوتون لصالح الديمقراطيين، قائلا: "إنه يظهر إما نقصًا شديدًا في المعرفة وإما عدم الولاء".
ترامب يصطدم بخسائر غير مسبوقة للاقتصاد الأمريكي بسبب حربه مع الصين
شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية أكدت أن كل شيء يتعلق بالسياسات التي تتخذها الإدارة، كما هو الحال دائمًا مع دونالد ترامب، يتعلق بما هو جيد للرئيس الأمريكي وليس للبلاد.
وفي أحدث مثال جديد لهذه الحقيقة التي تُظهر نهج الإدارة الحالية، رضخت إسرائيل لمطالب ترامب، الأسبوع الماضي، بحظر اثنتين من المشرعين الأمريكيين المسلمين، ترفضان سياسات ترامب كجزء من إستراتيجيته لإعادة انتخابه عام 2020، وهما إلهان عمر ورشيدة طليب.
وعاد ترامب مجددًا ليتناول أمر عُمر وطليب، إذ قال إنهما تحاولان إجبار واشنطن على قطع المساعدات عن إسرائيل، مضيفًا: "لا أستطيع أن أصدق أننا حتى نواجه هذه المحادثة، أين ذهب الحزب الديمقراطي؟ لماذا يدافعون عن هذين الشخصين على حساب إسرائيل؟".
وأضاف: "أعتقد أن أي يهودي يصوت لصالح ديمقراطي، فهو يُظهر إما نقصًا تاما في المعرفة وإما عدم ولاء كبير".
وحسب ما ذكرته الشبكة الأمريكية، فقد أدى هذا التصريح إلى حالة من الجدل، وهو الأمر الذي رآه البعض بمنزلة معاداة للسامية من جانب ترامب، الذي أشار إلى "الولاء المزدوج" لليهود الأمريكيين.
ترامب يراهن على اليهود للفوز بولاية رئاسية جديدة
ومن جانبه، قال جوناثان جرينبلات، الرئيس التنفيذي لرابطة مكافحة التشهير: "من غير الواضح موقف اليهود من ذلك، لكن اتهامات الخيانة منذ فترة طويلة تستخدم لمهاجمتهم في الولايات المتحدة".
وأضاف: "كما قلنا سابقا، من الممكن الانخراط في العملية الديمقراطية بدون هذه الادعاءات، للتوقف عن استخدام اليهود ككرة سياسية".
ووصف هالي سوفر، المدير التنفيذي للمجلس اليهودي الديمقراطي الأمريكي، التعليقات بأنها "مثال آخر على استمرار دونالد ترامب في تسييس معاداة السامية".
وأضاف: "إذا كان الأمر يتعلق بإسرائيل، فإن ترامب يكرر ادعاء الولاء المزدوج، وهو أحد أشكال معاداة السامية، أما إذا كان الأمر يتعلق بكون اليهود موالين له، فإن ترامب يحتاج إلى فحص الواقع بصورة أكثر عمقا"، مشيرًا إلى انخفاض الدعم اليهودي للحزب الجمهوري إلى النصف في السنوات الأربع الماضية.
وقالت جيه ستريت، وهي مجموعة مناصرة ليبرالية تركز على التوصل إلى حل بين إسرائيل والفلسطينيين: "إنه أمر مخزٍ أن يهاجم الرئيس ترامب الغالبية العظمى من الجالية اليهودية الأمريكية ويصفها بأنها (غير ذكية) أو (غير مخلصة)".
ترامب يواصل دعم أوكرانيا عسكريا رغم العلاقات الجيدة مع بوتين
ونظرًا للمعطيات الاقتصادية والنتائج التي حققها الرئيس الأمريكي في هذا المجال على مدى أكثر من عامين ونصف العام، فإن الرهان على التأييد الفئوي في المجتمع الأمريكي يمكن أن يكون رهانه المقبل والرئيسي لحين إجراء الاستحقاق الرئاسي العام المقبل، والذي قد يتأثر بالصراعات السياسية الحالية في الولايات المتحدة.