الجيران: «قطعت سلك الدش يوم الماتش عشان يطلع يصلحه وعشيقها كان مستنيه فوق وقتله.. إخوات القتيل قعدوا يشتموها في الشارع ويقولوا لها إنت اللي قتلتيه» شوارع مزدحمة، ضجيج المارة يمزقه سارينات السيارات، والمقاهي تضج بروادها، وبيوت في خلف أبوابها المغلقة تدور حكايات، مالت الشمس نحو المغيب لتعلن عن قدوم الليل، في المساء جلس الرجل بجوار بناته، انقباضة في صدره جعلته يتفحص وجوههم كأنه يراهم للمرة الأولى، يمتلك قلبا أوسع من بيته، يعيش على أمل أن يزوج بناته ليطمئن قلبه، لم يكن يدري أن أيادي الغدر والخيانة هي الأقرب، في غرفة مظلمة كقلبها الأسود تقبع الزوجة، تضع لمسات خطتها الأخيرة لتسلب منه حياته في غمضة عين، فجأة انخفض صوت الضجيج وعم المكان سكون للحظات معلنا عن وجود جثة. أبو البنات قبل سنوات تعرف «إسماعيل» على زوجته «شيرين» سكنت قلبه منذ أن رآها لأول مرة، لم يكذب خبرا وتزوج ممن اختارها قلبه وعقله، مرت السنين عادية حتى رزقه الله منها ب«إيمان وفاطمة وسلمى وياسمين» كبر في السن وحصل على لقب متقاعد على المعاش، عاش حياته من أجل إسعاد أبو البنات قبل سنوات تعرف «إسماعيل» على زوجته «شيرين» سكنت قلبه منذ أن رآها لأول مرة، لم يكذب خبرا وتزوج ممن اختارها قلبه وعقله، مرت السنين عادية حتى رزقه الله منها ب«إيمان وفاطمة وسلمى وياسمين» كبر في السن وحصل على لقب متقاعد على المعاش، عاش حياته من أجل إسعاد بناته، لم يبخل عليهن بشيء كان كل حلمه في الحياة أن يرى كل واحدة منهن في بيت زوجها، تقلبت الأيام ومعها قلب زوجته وعرفت المشكلات طريق بيته الهادئ، تعرفت في طريقها على «هشام» شقيق صديقتها التي تسكن في شقة بجوارها كان هشام يتردد من وقت لآخر على شقيقته فنشأت بينه وبين زوجة إسماعيل علاقة سرعان ما تطورت، دأبت الزوجة على خيانة الرجل الذي استأمنها على بناته وعرضه وحياته، ووضع كل ما يمتلكه تحت أقدامها ولكن الخيانة كانت تجري في دمها مجرى الدم فى العروق. عودة الندلة دأبت الزوجة على افتعال المشكلات مع زوجها وتترك على أثرها المنزل غاضبة، في المرة الأخيرة غضبت وتركت المنزل لمدة 6 أشهر وعادت منذ 15 يوما لتنتقم، كانت تأخذ من ماله وتعطي عشيقها الذي سقطت معه في بئر الخيانة، راحت توسوس له كالشيطان وتحرضه على التخلص من زوجها أملا في الزواج منه بعدما يستوليان على أمواله، وافقها بعدما أشهرت في وجهه كارت قطع علاقتها به، خاف أن ينقطع سيل الأموال التي يجنيها من خلفها وانساق وراءها يستمع بإنصات لتفاصيل الخطة. خطة في مباراة القمة استغلت الزوجة مباراة القمة المهمة يوم الأحد الماضي، بين الأهلى والزمالك، وصعدت أعلى العقار لتقطع سلك طبق الدش ففوجئ زوجها بعد عودته بوجود صورة مشوشة للريسيفر ليحمل أدواته ويصعد على السطح في الطابق ال13 لإصلاح العطل وضبط الطبق، بينما العشيق ينتظر الرجل لينقض عليه ب"سنجة" طعنا في وجهه والبطن حتى خرجت أحشاؤه وفرا هاربا ليكتشف بعدها أحد السكان ونجله الجربمة بالصدفة لتعقد الصدمة لسانهما فور مشاهدة جثته غارقة في بركة من الدم وسط ظلام دامس فوق السطح. الشك خوف ورعب سيطرا على الساكن ونجله وهبط على الفور ينادي على بعض الجيران وحارس العقار لمعرفة هوية صاحب الجثة التي تعرف عليها صاحب محل حلاقة أسفل العقار «دي جثة إسماعيل بيه» دقائق وتحولت المنطقة لثكنة عسكرية وبدأ رجال المباحث في استجواب زوجته وبناته والجيران لكشف غموض مقتله، دلت التحريات على أن المجني عليه يتمتع بحب جيرانه وصاحب سمعة طيبة، ولكن ثمة خلافات وقعت بينه وبين زوجته في الفترة الأخيرة كانت تلك هى الخيط الذي تتبعه رجال المباحث، وكشفت التحريات عن وجود علاقة بين عاطل، شقيق إحدى جيران وصديقات زوجة المجني عليه، وكشفت جريمتهما وتم ضبطهما في أقل من يومين، اعترف المتهم بجريمته بينما انهارت المتهمة وذرفت دموعا في عيون وقحة، نادمة على جريمتها في وقت لا ينفع فيه الندم. رعب في السلام «التحرير» كانت في موقع الجريمة البشعة التي هزت مدينة السلام، حيث صارت حديث الأهالي لكشف كواليس الواقعة ونقلها على لسان الأهالي بعدما أصابتهم حالة من الرعب والفزع، وخيم الحزن على وجوه الجميع. «كان فيه خلافات بينه وبين مراته آخر مرة قعدت غضبانة وسابت البيت 6 شهور ومارجعتش غير من 15 يوم.. إسماعيل بيه عمره ما كان بخيل معاها كتب لها شقتين باسمها وفتح لها محل ملابس قدام البيت وكان بيديها معاشه كله وياخد منها مصروفه» بهذه الكلمات بدأت «أم سيد» زوجة حارس العقار الذي شهد الجريمة، حديثها. وأضافت «كلنا كنا شاكين في مراته اللي مانزلتش دمعة عليه دانا بكيت عليه وماكنتش مصدقة إن نهايته تكون بالبشاعة دي منهم لله إخواته كانوا شاكين فيها وقبل القبض عليها كانوا هنا بيشتموها في الشارع تاني يوم وقالولها إنتي اللي قتلتيه». قاطعها «سيد» نجلها وصاحب محل لتصليح أطباق الدش «مراته قالت للمباحث إنه جالي علشان أصلح له السلك المقطوع وضبط طبق الدش علشان تورطني في قتله مع إنه كان بيصلح كل حاجته بنفسه ولقيوا جنب جثته "زرادية" هي اتعمدت قطع السلك علشان جوزها يطلع على السطوح والمتهم يقتله وأنا وقت حدوث الجريمة كنت قاعد في المحل بتاعي وماشوفتوش خالص». «ع.ح» طالب وأحد جيران المجني عليه يقيم مع أسرته بالطابق الخامس قال «يوم مباراة القمة كان السلك بتاعنا مقطوع طلعت أنا ووالدي على السطوح نشوف فيه إيه نورت بالكشاف بتاع الموبايل لأن الدنيا ضلمة لقيت جثة قدامي وبركة دم نزلنا نجري على تحت نستنجد بالجيران والبواب علشان يشوفوا دي جثة مين عرفنا بعدها إنه إسماعيل بيه جارنا اللي ساكن في الدور التاني». قاطعه والده مكتشف الجريمة «كان منظر الجثة بشع ماكنتش عارف هو مين نزلت أنادي على البواب والجيران يطلعوا يشوفوا دي جثة مين لما عرفت إنه إسماعيل بيه كانت مفاجأة غير متوقعة وبعدين الشرطة وصلت بسرعة لما اتصلنا عليهم.. أنا قابلته مرة واحدة بس لما جيت العمارة لأني ساكن جديد». «حسام» صاحب محل حلاقة أسفل العقار قال «شوفت الجثة عرفته من هدومه لأنه كان معدي من قدام المحل في نفس اليوم قبل المغرب كان راجل كويس بس مراته كانت بتستلف فلوس كتير من الناس هنا وكلنا زعلانين على اللي حصله». زوجة نجل حارس العقار قالت «من سنة بتعمل مشاكل مع جوزها، يوم الواقعة طلبت مني أجيب له فطار وهي كانت بتحاول تبعدني عن مدخل العمارة وطلبت مني أروح أشتري لها أكل، والشارع كله سمع إخوات إسماعيل بيه لما قالولها قتلتيه ليه، بعد الحادثة الشقة اتقفلت والبنات مشيوا مع خالهم.. الله يرحمه كان طيب مايستاهلش كده».