قوانين دوام الحال التي لا تعترف بغيرها الدنيا كانت سببا رئيسيا في أن يتحول النجم التونسي علي معلول إلى واحد من أهم وأفضل لاعبي الفريق الأول بالنادي الأهلي القاعدة بين جماهير الأهلي تقول إنها تعشق كثيرًا نموذج اللاعب المخلص داخل المستطيل الأخضر، الذي يبذل كل قطرة عرق ممكنة حتى يحقق الفوز، وهو نموذج لا يتوافر كثيرًا بين الأجيال المتعاقبة، لكنها وجدته فى التونسى على معلول نجم الفريق المتألق، فى وقت لم يستطع فيه عدد من النجوم الذين كبدوا خزينة النادى مبالغ مالية طائلة أن يظهروا بنفس مستواه. معلول لاعب من طراز فريد جدًا.. لاعب لا يهدأ فى الملعب، رشيق كالغزال وسريع مثل الفهد الإفريقى، صاحب قدرات فنية وتكتيكية يتمناها أى مدرب، وبخلاف إجادته مهام مركزه فهو مفتاح لعب مميز وموهبة تهديفية. معلول تحول بين جماهير القلعة الحمراء لواحد من اللاعبين المقربين إلى قلوبهم ليس فقط لأنه كان الأكثر إخلاصًا وتأثيرًا بل وحفاظًا على مستواه، منذ انتقاله للقلعة الحمراء فى موسم 2016-2017 وحتى الآن، ولكن لأن هناك شعورا بالذنب لدى بعض الجماهير تجاه النجم التونسى، الذى قوبلت صفقته بنوبة غضب شديدة وقت التعاقد معلول تحول بين جماهير القلعة الحمراء لواحد من اللاعبين المقربين إلى قلوبهم ليس فقط لأنه كان الأكثر إخلاصًا وتأثيرًا بل وحفاظًا على مستواه، منذ انتقاله للقلعة الحمراء فى موسم 2016-2017 وحتى الآن، ولكن لأن هناك شعورا بالذنب لدى بعض الجماهير تجاه النجم التونسى، الذى قوبلت صفقته بنوبة غضب شديدة وقت التعاقد معه لا يعلم أحد من المسؤول عنها، بحجة أن الشرط الجزائى الذى سيتحمله الأهلى وقتها ضخم جدا 700 ألف يورو، أو لأنه من غير المنطقى أن يتعاقد النادى مع لاعب أجنبى فى مركز الظهير الأيسر. معلول قاد الأهلى هذا الموسم للتتويج بدرع الدورى، دائما ما كان موجودًا فى المباريات الصعبة وفى التوقيتات القاتلة التى ترجح كفة فريقه سواء بأهدافه، أو بما يصنعه من تمريرات دقيقة لزملائه فى الفريق أسهمت فى صحوة الأهلى، والحفاظ على آماله فى حصد اللقب الذى كان قريبا من منافسه التقليدى، قبل أن ينجح معلول مع زملائه فى حصد الدرع الأصعب فى تاريخ النادى مع بطولة دورى موسم 95-96. وقبل الحديث عن تألق معلول فى موسم 2018-2019 لا بد من العودة بطريقة الفلاش باك، كى نتذكر معا كيف تم التعاقد معه وكيف تم استقباله فى القلعة الحمراء: دوام الحال من المحال فى الرابع والعشرين من يوليو أعلن النادى الأهلى تعاقده مع على معلول الظهير الأيسر للصفاقسى التونسى، وسط حالة غضب شديدة بسبب الشرط الجزائى المدفوع لضمه من ناديه، لتبدأ بعض الجماهير الغاضبة -دون سند حقيقى- من مجلس إدارة الأهلى السابق فى انتقاد الصفقة، فى وقت أصر فيه محمود طاهر رئيس النادى على التعاقد معه، مثلما أصر على ضم لاعبين ما زالوا هم قوام الفريق رغم رفض الجماهير، مثلما هو الحال مع محمد الشناوى حارس مرمى الفريق المتألق، وصالح جمعة وأزارو وأجاى وعمرو السولية، ورامى ربيعة وغيرهم من اللاعبين المؤثرين حتى الآن فى نتائج وأداء الفريق. اللاعب التونسى طاردته كوابيس الرفض فى البداية، لكنه سرعان ما أعلن عن نفسه فى مباراة إنبى التى شهدت كتابة شهادة ميلاده مع الفريق، يومها شعر فقط جمهور الأهلى أنهم تعاقدوا مع صفقة سوبر بالفعل. قوانين دوام الحال التى لا تعترف بغيرها الدنيا، كانت سببا رئيسيا فى أن يتحول معلول إلى واحد من أهم لاعبى الفريق، بل قيمته الحقيقية ظهرت بوضوح عندما حالت الظروف دون مشاركة اللاعب فى نهائى بطولة دورى أبطال إفريقيا مرتين متتاليتين بسبب الإصابة، وخسر فيهما الأهلى اللقب، رغم أنه كان على بعد أمتار قليلة من التتويج، ومن المؤكد أن النتيجة كانت ستختلف تماما لو أن معلول كان موجودًا فى صفوف الفريق خلال هذه المرحلة. كيف أسهم فى حصد اللقب؟ سؤال يطرح نفسه بقوة خاصة أنه لاعب يلعب فى خط الدفاع وليس من ضمن كتيبة المهاجمين أصحاب التأثير فى مربع العمليات الخطيرة أمام مرمى المنافسين، الإجابة على هذا السؤال تتلخص فى خمسة أسباب: الهداف إذا سألت أى مشجع فى أى فريق متوج بلقب الدورى عن هداف فريقه، من المؤكد أن إجابته لن تخرج عن واحد من مهاجمى فريقه أو لاعبى الوسط المهاجمين، لكن أن يكون الظهير الأيسر فهذا هو ما حققه على معلول هداف الأهلى هذا الموسم برصيد 8 أهداف، يليه مروان محسن والمغربى وليد أزارو برصيد 6 أهداف، أى أن الظهير الأيسر تفوق على مهاجمى الفريق بفارق هدفين. الأكثر تأثيرًا عندما تسترجع شريط الأهداف التى أحرزها على معلول ستجدها ربما تكون الأغلى، آخرها هدفه فى مرمى الزمالك الذى حسم القمة 118 لصالح الأهلى، كما أنه صاحب الهدف الأول فى مرمى طلائع الجيش من تسديدة ولا أروع، وهدف غال فى مرمى الاتحاد السكندرى بخلاف هدفه فى مرمى المقاولون العرب الذى افتتح به التسجيل فى مرمى ذئاب الجبل فى ليلة التتويج بالدورى الممتاز. أى أن أغلب أهدافه لم تكن أهدافا تسهم فى زيادة الغلة التهديفية فى مباريات فريقه، بل أهداف حاسمة منحت الأهلى نقاطًا مباشرة وأسهمت فى تتويج الفريق بدرع الدورى. معلول = الشحات ورمضان وصلاح على معلول الذى أثيرت وقت التعاقد معه ضجة ضخمة بسبب الشرط الجزائى فى عقده 700 ألف دولار، استطاع أن يكون إنتاجه التهديفى نفس عدد الأهداف التى أحرزها ثلاثة لاعبين فى الأهلى، هم الأغلى بين صفقات الفريق، وهم حسين الشحات المنضم مقابل ما يقرب من 100 مليون جنيه، أحرز 4 أهداف، ورمضان صبحى المعار للأهلى 6 أشهر مقابل ما يزيد على 16 مليون جنيه أحرز هدفين، وصلاح محسن الوافد من إنبى مقابل 40 مليون جنيه أحرز هدفين، أى أن الثلاثى أحرز نفس عدد الأهداف التى أحزرها معلول بمفرده. عودة للتألق هزيمة قاسية تعرض لها النادى الأهلى أمام صن داونز الجنوب إفريقى بخماسية نظيفة، والحقيقة أن الفريق كان من الممكن أن تستقبل شباكه عددا آخر من الأهداف لولا تألق محمد الشناوى، حدث ذلك وفريق الأهلى كامل العدد دون أى إصابات لعناصر مؤثرة، وفى وجود عدد وافر من البدلاء، لكن هذه المباراة شهدت لقطة ربما تكون الأصعب على النجم التونسى على معلول خلال مشواره مع الأهلى وليس فى هذه المباراة فقط، عندما حاول المرور من لاعب صن داونز لكن الأخير خطف الكرة ومررها من بين قدميه ليقف معلول فى منتصف ملعبه بضعة ثوان، بعد تلقيه صدمة شديدة أسهمت فى ابتعاده عن مستواه خلال اللقاء. معلول استطاع أن يعود أفضل مما كان عليه وقدم عروضًا جيدة فى المباريات التالية، وكأن هذه المراوغة التى تعرض لها أسهمت فى إفاقته، بعدما تراجع مستواه فى عدد من المباريات ليعود مجددا الأفضل بين لاعبى الأهلى. السمات الإرادية ربما يكون معلول من اللاعبين الذين لا يدلون بتصريحات إعلامية كثيرا، لكنه عندما يتحدث تجده صاحب عقلية مختلفة فهو نموذج للاعب المحترف، لم يتأثر على الإطلاق باستبعاده من تشكيلة منتخب بلاده التى شاركت فى كاس الأمم الإفريقية بعدما خرج من حسابات الفرنسى ألان جيريس وتأثر أداء نسور قرطاج بغيابه. ورغم أن لاعبى الأهلى الدوليين تأثروا كثيرا بعدم ظهورهم مع المنتخب الوطنى بشكل جيد، والأمر تكرر مع من لم يتم اختيارهم فى القائمة النهائية التى شاركت فى البطولة، فإن على معلول كان له رأى مختلف، لأنه استطاع أن يكون صاحب بصمة وتأثير فى المباراتين اللتين خاضهما بعد المونديال الإفريقى، كأنه لم يتعرض لأى ظلم على يد مدرب منتخب بلاده، ليضرب نموذجا جديدا بأنه لاعب كبير من طراز فريد صاحب سمات إرادية وعزيمة وإصرار بروح الفانلة الحمراء. أرقام أخيرًا شارك على معلول فى 101 مباراة مع الأهلى، أحرز خلالها 15 هدفًا، منها 8 أهداف هذا الموسم وأسهم فى صناعة 27 هدفًا منها 9 أسيست هذا الموسم، وتوج خلال هذه الفترة ب5 بطولات.