بدأت إيران تعاني رد فعل أوروبيا مغايرا لما اعتادت عليه خلال السنوات القليلة الماضية، وتحديدًا بعد استيلائها على ناقلة النفط البريطانية الثانية في أقل من أسبوع لم يكن اعتداء إيران على سفينة "ستينا إمبيرو" البريطانية الناقلة للنفط، حادثًا عابرًا في مضيق هرمز، الذي شهد العديد من التوترات الأمنية والسياسية في الأيام القليلة المقبلة، لا سيما في أعقاب احتجاز ناقلة نفط إيرانية بواسطة القوات البريطانية عند جبل طارق. التوابع السياسية التي تنتظرها إيران من وراء هذا التعدي قد تكون ذات نتائج خطيرة على الأوضاع في مضيق هرمز وعلى السياسات الإيرانية في مختلف الملفات، خاصة أن طهران لم تعد لديها حلفاء يمكن الارتكاز إلى مواقفهم الحيادية في النظر إلى القضايا السياسية المختلفة. أوروبا، وهي الطرف المحايد الوحيد في أزمة الاتفاق النووي الإيراني، الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو من العام الماضي، قد بدأت في العدول عن موقفها الداعم لطهران، على الأقل فيما يتعلق بالاتفاق النووي. إيران تضع خططا عسكرية لإنقاذ الحوثيين من الانهيار.. و«الأمير» كلمة السر التوترات أوروبا، وهي الطرف المحايد الوحيد في أزمة الاتفاق النووي الإيراني، الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو من العام الماضي، قد بدأت في العدول عن موقفها الداعم لطهران، على الأقل فيما يتعلق بالاتفاق النووي. إيران تضع خططا عسكرية لإنقاذ الحوثيين من الانهيار.. و«الأمير» كلمة السر التوترات التي تعاني منها منطقة الخليج ومضيق هرمز، بدأت تفقد إيران أعوانها الدوليين على استمرار الاتفاق النووي، وعلى رأسهم أوروبا، خاصة أن الأخيرة باتت تخشى على تجارتها العالمية التي تعتمد بصفة شبه رئيسية على الممرات الملاحية الحيوية في الشرق الأوسط. وقالت إذاعة "راديو فاردا" المعنية بالشأن الإيراني، إن هناك حالة من الغضب في أوروبا إزاء التوترات الأخيرة بمضيق هرمز، التي من شأنها أن تؤدي إلى أزمة تجارية ضخمة في العالم، ما لم تتضافر الجهود لوقف التصعيد المتواصل بين إيران من ناحية والولاياتالمتحدة وبريطانيا على الجانب الآخر. وقال وزير الخارجية البريطاني، جيرمي هانت، إن لجنة أمن الطوارئ التابعة لحكومة المملكة المتحدة أكدت أن إيران تصرفت بشكل غير قانوني عندما استولت على ناقلة ترفع علم المملكة المتحدة في مضيق هرمز. وأضاف هانت بعد اجتماع مسؤولي الأمن في الحكومة البريطانية: "هذا أمر غير مقبول على الإطلاق.. إنه يثير أسئلة خطيرة للغاية حول أمن الشحن البحري البريطاني والدولي في مضيق هرمز". ترامب يواصل دعم أوكرانيا عسكريًا رغم العلاقات الجيدة مع بوتين وأشار "راديو فاردا" إلى أن الاستيلاء على السفينة ستينا إمبيرو وأفراد طاقمها البالغ عددهم 23 شخصًا، بالإضافة إلى احتجاز سفينة أخرى ترفع علم الولاياتالمتحدة في وقت متزامن تقريبًا، في طريق الشحن الإستراتيجي بين الخليج العربي وبحر عُمان، أدى إلى تفاقم التوترات بين طهران والغرب. وبطبيعة الحال اجتذب الحادث أنظار العديد من القوى العالمية، لا سيما أنه بمثابة ناقوس خطر حول ما يمكن أن يحيط بحركة التجارة العالمية في المستقبل، خاصة أن مضيق هرمز يعد ممرا حيويا على المستوى الدولي. وتتجاهل إيران حتى الآن الدعوات الأوروبية المستمرة لإطلاق سراح السفينة والطاقم الخاص بها، الذي بدا بصحة جيدة في أعقاب استيلاء طهران على السفينة، وهو الأمر الذي سعت طهران لتأكيده عالميًا فور نقل وسائل الإعلام الدولية للخبر. وقالت شركة "ستينا بالك" عبر موقعها الإلكتروني، إن شركات التأمين التابعة لها قد وصلت إلى هيئة المواني المحلية وأُبلغت أن "أفراد طاقم السفينة المحتجزة في صحة جيدة". ترامب يصطدم بخسائر غير مسبوقة للاقتصاد الأمريكي بسبب حربه مع الصين وأضافت الشركة التي تتخذ من جلاسكو في إسكتلندا مقرًا لها: "مسؤول إيراني طلب منهم تقديم طلب رسمي لترتيب زيارة لأفراد الطاقم والسفينة". وعلى الرغم من إدانة العديد من الجهات للعمل الاستفزازي في الخليج، فإن فرنسا كانت الأكثر جذبًا للأنظار العالمية، لا سيما أنها كانت تستعد لتعميق دورها في الوساطة بين الولاياتالمتحدةوإيران لخفض التوترات في المنطقة الملتهبة.