على مدى عقود، تجنب رؤساء الولاياتالمتحدة المشاركة في الاحتفال السنوي بإعلان الاستقلال في واشنطن، إلا أن ترامب سعى لتصدر المشهد في احتفالات الرابع من يوليو هذا العام. تحتفل الولاياتالمتحدة، غدا الخميس، بعيد الاستقلال، حيث كما جرت العادة ستقام احتفالات بالألعاب النارية في العاصمة واشنطن وغيرها من الولايات. إلا أن احتفال هذا العام سيكون مختلفا قليلا، حيث قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنظيم عرض عسكري بمشاركة الدبابات والمقاتلات في الرابع من يوليو، بالإضافة إلى الألعاب النارية. ويخشى عدد من النقاد أن يستغل الرئيس الأمريكي هذا الحدث، ويحوله إلى تجمع انتخابي، ويثير خلاله الخلاف السياسي، كما يطالبون ترامب بتحمل تكلفة أي أضرار تلحق بشوارع واشنطن وجسورها ومعالمها الأثرية بسبب عرضه "الاستبدادي" للأبهة العسكرية. وأشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إلى أن الرئيس الأمريكي سيلقي خطابا بمناسبة يوم الاستقلال، أمام نصب لنكولن التذكاري، الذي يخلد ذكرى الرئيس الذي فاز في الحرب الأهلية وساعد في إنهاء العبودية. وغرد القس ويليام باربر، رئيس الحملة الشعبية للفقراء، أن "ترامب يصنع مشهدا من الدبابات والقذائف في منطقة (ناشيونال وأشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إلى أن الرئيس الأمريكي سيلقي خطابا بمناسبة يوم الاستقلال، أمام نصب لنكولن التذكاري، الذي يخلد ذكرى الرئيس الذي فاز في الحرب الأهلية وساعد في إنهاء العبودية. وغرد القس ويليام باربر، رئيس الحملة الشعبية للفقراء، أن "ترامب يصنع مشهدا من الدبابات والقذائف في منطقة (ناشيونال مول)، التي شهدت الاحتجاجات العظيمة لدعم حقوق الإنسان، في الوقت الذي يعاني فيه 140 مليون أمريكي من الفقر"، مضيفا "أنه يعتقد أنها قد تكون علامة على القوة، لكنها مهزلة نرجسية". وينظم ترامب هذا العرض العسكري في بيئة معادية سياسيا، حيث حصلت هيلاري كلينتون منافسته الديمقراطية في انتخابات 2016، على أكثر من 90 % من الأصوات في واشنطن، بينما حصل ترامب على 4.1 % فقط. وعلى مدى عقود، تجنب رؤساء الولاياتالمتحدة المشاركة في الاحتفال السنوي بإعلان الاستقلال عام 1776، في واشنطن، حيث يجتمع مئات الآلاف من الأشخاص في منطقة "ناشيونال مول" لحضور الحفلات الموسيقية وعروض الألعاب النارية الخالية من التوجهات الحزبية. إلا أن ترامب سعى لتصدر المشهد في احتفالات الرابع من يوليو هذا العام، حيث قام بالتغريد يوم الثلاثاء الماضي: "4 يوليو يومنا الكبير في العاصمة، تحية لأمريكا، البنتاجون وقادتنا العسكريون العظماء مسرورون بأن يفعلوا هذا وأن يظهروا للشعب الأمريكي أقوى وأقدم جيش في العالم، بمشاركة عروض جوية لا تصدق وأكبر الألعاب النارية على الإطلاق!". وأشارت وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن الاحتفال سيتضمن فرقا عسكرية، وعروضا جوية ينفذها فريق "بلو إنجلز" من سلاح البحرية الأمريكية، كما ستشارك الطائرة الرئاسية في العرض. فضلا عن الدبابات من طراز "أبرامز أم 1"، وقاذفات "بي -2"، ومقاتلات من طراز "إف 35"، و"إف 22"، وطائرات مروحية "مارين وان". ومن المقرر أن يتم تعليق حركة الطيران في مطار رونالد ريجان الوطني القريب من الاحتفالات، خلال العروض الجوية والألعاب النارية. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن البعض ينظر إلى العرض العسكري على أنه ليس استعراضا للقوة ولكن الضعف، حيث علق مايكل مكفول، السفير الأمريكي السابق لدى روسيا، على صورة للدبابات المتوجهة إلى مكان الاحتفال قائلا: "تذكرني هذه الصورة بالعروض العسكرية التي اعتدت حضورها في الاتحاد السوفيتي، ليس المظهر المناسب لاحتفالات الرابع من يوليو". ولم يكشف البيت الأبيض عن تكلفة الاحتفال، وكان البنتاجون قد أجل عرضا عسكريا كان مخططا له في نوفمبر الماضي، بعد أن قدر أنه قد يكلف 90 مليون دولار. وقال توم أودال، عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي: "إن الشعب الأمريكي يستحق أن يعرف مقدار ما ينفقه الرئيس لتحويل احتفال 4 يوليو إلى تجمع انتخابي له". بالإضافة إلى ذلك، حذر مجلس ولاية واشنطن من الأضرار التي يمكن أن تلحقها الدبابات بشوارع المدينة، الذي غرد يوم الاثنين الماضي: "لقد قلنا ذلك من قبل، وسنقولها مرة أخرى: شكرا، ولكن لا نريد الدبابات هنا". ونقلت "الجارديان" عن عضو الكونجرس الديمقراطي دون باير، على موقع تويتر: "إن الشكل الاستبدادي الذي يريد ترامب أن يكون عليه الاحتفال بما في ذلك مشاركة الدبابات، يمثل تكلفة كبيرة على دافعي الضرائب، ويهدد بإلحاق أضرار جسيمة بالطرق والجسور"، مضيفا "أنني أشعر بقلق عميق إزاء الاقتراح القائل بأن إصرار الرئيس على عرض الدبابات يمكن أن يعرض جسر (أرلينجتون ميموري) لأحمال تتجاوز حدود وزنه بشكل كبير". وتابع باير: "يجب على ترامب تعويض دافعي الضرائب الأمريكيين عن أي ضرر يسببه".