سيكون انتصار أي منهما فرحة ممزوجة بالألم، حيث إنه منذ تمديد موعد "البريكست" في أبريل، لم يتغير أي شيء ذي مغزى، ولا تزال بريطانيا عالقة في معاناة الأزمة السياسية يقع مستقبل بريطانيا الآن في أيدي 0.2% من سكانها، حيث سيقضي المرشحان الأخيران الراغبان في الفوز بمنصب تيريزا ماي كرئيس للوزراء، هذه الأيام في محاولة الفوز بأصوات 160 ألف عضو من أعضاء حزب المحافظين الحاكم، وسيتولى الفائز منهما رئاسة الحزب على الفور، وسيشكل حكومته لإدارة البلد الذي يضم 66 مليون مواطن. وانتهت مساء أمس الخميس، الجولة الخامسة من سلسلة من التصويتات الأولية لتصفية المرشحين لرئاسة الحزب إلى مرشحين اثنين فقط، أدلى فيها نواب الحزب في مجلس العموم بأصواتهم، وأسفرت عن حصول بوريس جونسون على المركز الأول ب160 صوتا، وبعده جيريمي هانت 77 صوتا. وتقول شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن جونسون حاول أن يظهر بصورة الرجل الوحيد الذي يستطيع إخراج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر، سواء تمكن من التوصل لاتفاق مع بروكسل أم لا، كما أنه المرشح الوحيد الذي لديه الكاريزما الكافية لتوحيد حزب المحافظين المنقسم بشدة. في المقابل، تبنى منافسه، هانت وتقول شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن جونسون حاول أن يظهر بصورة الرجل الوحيد الذي يستطيع إخراج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر، سواء تمكن من التوصل لاتفاق مع بروكسل أم لا، كما أنه المرشح الوحيد الذي لديه الكاريزما الكافية لتوحيد حزب المحافظين المنقسم بشدة. في المقابل، تبنى منافسه، هانت موقفا أكثر مرونة، لكنه لا يزال يقول إنه يدعم فكرة الخروج دون اتفاق بدلا من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على الإطلاق. وسيكون انتصار أي منهما فرحة ممزوجة بالألم، حيث إنه منذ أن مدد الاتحاد الأوروبي موعد "البريكست" في أبريل، لم يتغير أي شيء ذي مغزى، ولا تزال بريطانيا عالقة في معاناة الأزمة السياسية. ويزعم كلا المرشحين لمنصب رئيس الوزراء أن لديه خطة لتأمين اتفاق جديد مع الاتحاد الأوروبي، لكن لا يوجد أي دليل على ذلك حتى الآن، بخلاف الاعتقاد بأن طاقتهم وتفاؤلهم سيكونان كافيين لإقناع الدول السبع والعشرين الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بإعادة النظر في معاهدة دولية استغرقت عامين للتفاوض. سباق وعود البريكست يحدد الفائز بخلافة تيريزا ماي فمن جانبه، يقول الاتحاد الأوروبي، إن اتفاق البريكست الذي توصلت إليه ماي، لا يزال هو الاتفاق الوحيد المطروح، ولا يرغب الزعماء الأوروبيون في إعادة فتح المحادثات حول اتفاقية البريكست فقط، بل إنهم يستعدون لواقع قد لا ينجح أبدا ويصبح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق أمرا لا مفر منه. وترى الشبكة الأمريكية أن رئيس الوزراء الجديد لن يكون مضطرا إلى التعامل مع هذا فقط، ولكن سيتعين عليه أيضا أن يعي حقيقة أنه لن يسيطر على الأغلبية في البرلمان البريطاني. لذلك، فإن أي اتفاق لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يتطلب واقعيا حلا وسطا مع أعضاء الأحزاب السياسية الأخرى. فبعد أن فشلت في تمرير الاتفاق حاولت ماي العمل مع حزب العمال المعارض للاتفاق على موقف أكثر مرونة حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن تلك المحادثات انهارت قبل بدايتها. قبل ثالث جولة.. جونسون يتصدر سباق زعامة بريطانيا ويعتقد كل من جونسون وهانت أن هناك اتجاها واحدا فقط، يمكنهما من خلاله التوصل إلى حل وسط، وهو التوصل إلى اتفاق مع الحزب الديمقراطي الوحدوي الأيرلندي الشمالي، الذي يدعم حكومة حزب المحافظين. إلا أن نواب الحزب في مجلس العموم، صوتوا ضد اتفاق ماي ثلاث مرات، حيث يعتقد أن الاتفاق يهدد حرمة المملكة المتحدة، ويمهد الطريق لأيرلندا الموحدة، وهو أسوأ مخاوفها. حيث يضم اتفاق ماي بندا مثيرا للجدل يدعى "الخطة البديلة للحدود الأيرلندية"، والذي يحافظ على الاتحاد الجمركي بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي من أجل تجنب تشديد الإجراءات على الحدود بين أيرلندا الشمالية، التي لا تزال جزءا من المملكة المتحدة، وجمهورية أيرلندا، العضو في الاتحاد الأوروبي. وتابعت "سي إن إن" أن الحزب الديمقراطي الوحدوي كان قد أكد أنه لن يوافق على اتفاق قد يؤدي في النهاية إلى اقتراب أيرلندا الشمالية من الوحدة مع الجنوب، لذلك بدون إعادة فتح اتفاق الانسحاب، وتعديل أو إزالة "الخطة البديلة للحدود الأيرلندية"، لن يدعم الحزب هذا الاتفاق أبدا. يوم الحسم.. بريطانيا تختار آخر مرشحين لخلافة ماي ويتخذ كل من أعضاء حزب المحافظين ونوابه في البرلمان، من رفض الحزب الديمقراطي الوحدوي لهذا البند، حجة لعدم دعم اتفاق ماي، لذا فمن دون دعم الحزب الأيرلندي لن يحدث إجماع داخل حزب المحافظين، وبالتالي لن يمرر الاتفاق.