ارتفاع أسعار الطاقة.. فارتفاع أسعار الأسمنت.. فتراجع التصدير.. فزيادة المعروض على الطلب.. فخسائر بالمليارات وصناعة تحتضر.. كيف تنجو صناعة الأسمنت من الموت؟ علقّت شركة «أسمنت طرة» إنتاجها، بسبب أزمة مالية ناجمة عن تخمة المعروض في السوق المحلية، كما تدرس تصفية أعمالها. والمعروف أن الشركة هي أقدم شركة أسمنت مصرية، إذ تأسست في 1927، ومملوكة حاليًّا لشركة هايدلبرج الألمانية للأسمنت. كما باعت شركة السويس، مصنع الأسمنت الأبيض المملوك لشركتها التابعة لأسمنت حلوان، لصالح شركة إعمار للصناعات، ومن قبله بيعت شركة القومية للأسمنت المملوكة للدولة.. فماذا يحدث لصناعة الأسمنت في مصر؟ وهل يأتي الدور على شركات ومصانع أخرى؟ وكيف يتم حل أزمات هذا القطاع الذي كان يدر مليارات الدولارات؟ تراجع المبيعات تراجعت مبيعات شركات الأسمنت بنسبة 6.4% خلال الربع الأول من عام 2019، متأثرة بضعف الطلب المحلى، الذى انخفض بنسبة 6.6% على أساس سنوى إلى 12.4 مليون طن، بينما ارتفعت الصادرات بنسبة 7% على أساس سنوى إلى 157.9 ألف طن فى الربع الأول ما يمثل 1.3% فقط من إجمالى المبيعات، بحسب بنك الاستثمار شعاع، تراجع المبيعات تراجعت مبيعات شركات الأسمنت بنسبة 6.4% خلال الربع الأول من عام 2019، متأثرة بضعف الطلب المحلى، الذى انخفض بنسبة 6.6% على أساس سنوى إلى 12.4 مليون طن، بينما ارتفعت الصادرات بنسبة 7% على أساس سنوى إلى 157.9 ألف طن فى الربع الأول ما يمثل 1.3% فقط من إجمالى المبيعات، بحسب بنك الاستثمار شعاع، ونعرض فى التقرير التالى مبيعات شركات الأسمنت المدرجة بالبورصة المصرية وحصصها السوقية. وارتفعت الطاقة الإنتاجية للشركات الموجودة بسوق الأسمنت من 70 مليون طن إلى 83 مليونا بنهاية عام 2018، بينما كان الطلب عند 53 مليون طن فقط، مما يعنى معدل استغلال بلغ نحو 64%، ورغم توقف مصنع شركة أسمنت طرة بطاقة إنتاجية 3 ملايين طن يتوقع دخول مصنع آخر بطاقة إنتاجية 2.2 مليون طن. ومن بين شركات الأسمنت ال16 الموجودة بالسوق، سجلت 4 شركات فقط نموًّا فى أحجام المبيعات، اثنتان منهما مدرجتان بالبورصة المصرية، وهما مصر للأسمنت قنا، أسمنت سيناء. أسمنت طرة: الفائض في الإنتاج أكثر من استهلاك إيطاليا قال خوسيه ماريا ماجرينا العضو المنتدب لشركة أسمنت طرة، في خطاب إلى موظفي الشركة الأسبوع الماضي -بحسب رويترز- إن التقديرات تشير إلى وصول حجم استهلاك الأسمنت بنهاية عام 2019 إلى 50 مليون طن، مقابل الطاقة الإنتاجية لجميع شركات الأسمنت في مصر التي تزيد على 85 مليون طن. وتابع: «الفائض في الإنتاج هو أكثر من إجمالي الاستهلاك السنوي لدولة مثل إيطاليا أو إسبانيا أو المغرب أو جنوب إفريقيا». وأضاف ماجرينا في خطابه لموظفيه، إن الديون المتراكمة على الشركة بلغت 800 مليون جنيه مصري، وإن إدارتها تدرس الآن التصفية النهائية. وتواصلت «التحرير» مع الخط الساخن للشركة، والذي أكد موظف خدمة العملاء أن المصنع متوقف عن الإنتاج، بل وتم إغلاقه ولا يوجد به أية عمال حاليًّا، فيما أشار إلى أن مصانع أخرى ما زالت تعمل. وتعد شركة أسمنت بورتلاند طرة شركة الأسمنت الأولى في مصر، تأسس مصنع أسمنت بورتلاند طرة عام 1927 ليبدأ نشاطه الإنتاجي عام 1929، وتتكون الشركة من 9 خطوط إنتاج، وتمتلك أسمنت طرة أقدم محجر للحجر الجيري، والذي تم استخدامه في إنتاج أحجار الأهرامات الثلاث، وتمتلك شركة السويس للأسمنت نحو 66.12% من الشركة. بنوك الاستثمار: هذه التحديات تهدد الصناعة حدد بنك الاستثمار هيرميس، أبرز التحديات التى تواجه قطاع الأسمنت فى مصر، في تحديين رئيسين هما «استقرار الطلب عند المستويات الحالية، بواقع 54 مليون طن خلال العام 2019، نتيجة الأوضاع الاقتصادية الحالية، وارتفاع أسعار الفائدة التى لا تشجع القطاع العقارى، وارتفاع أسعار الطاقة فى سوق مشبع بالأساس؛ مما أضر بهوامش الربحية، وأصبح عدد كبير من الشركات على وشك وقف النشاط». كما توقع بنك الاستثمار بلتون، زيادة الفجوة بين العرض والطلب للأسمنت في مصر ليصل إلى 31.6 مليون طن خلال العام الجارى، إلا أن استمرار الحكومة فى برنامجها لخفض الدعم عن المحروقات، سيمثل مزيدًا من الضغوط على شركات الأسمنت. شركات أخرى في الطريق أكد المهندس وليد جمال الدين، رئيس المجلس التصديري لمواد البناء، أن سوق صناعة الأسمنت في مصر يواجه أزمات كثيرة، وأن هناك مصانع كثيرة قد تعلن إفلاسها خلال الأيام القليلة المقبلة، وأخرى قد تخرج من السوق المحلية. وحدد جمال الدين في تصريح ل«التحرير» أزمتين رئيستين قد تجتاح سوق الأسمنت في مصر، تكمن الأزمة الأولى في ارتفاع أسعار الطاقة، الأمر الذي تسبب في ارتفاع تكلفة الإنتاج، وبالتالي زيادة أسعار المنتج النهائي، الأمر الذي تسبب في تراجع الكميات المصدرّة بشكل كبير للغاية، وأصبحنا خارج المنافسة في سوق الأسمنت العالمي. وتابع رئيس المجلس التصديري لمواد البناء: «الأزمة الثانية نتجت عن الأولى، فتراجع الكميات المُصدرة تسببت في زيادة العرض عن الطلب بشكل كبير، حيث إن الطاقة الإنتاجية تصل ل90 مليون طن سنويًّا، بينما يتراوح الاستهلاك بين 50 إلى 53 طنا فقط، أي أن هناك قرابة 40 مليون طن لا تجد من يشتريها». وتحدث المهندس وليد جمال الدين، عن استثمارات بمليارات الدولارات أصبحت تضيع على الدولة، وتسبب خسارة كبيرة لها، مؤكدًا أن الحل الوحيد يكمن في تخفيض سعر الطاقة، حيث لا نتحدث عن سعر أقل من تكلفة الإنتاج، إنما سعر عادل أقل من السعر الحالي». الصناعة تنهار «لسة في مصانع تانية في الطريق يهتقف يتفلس» هذا ما قاله مجدي عباس رئيس مجلس إدارة الشركة المتحدة لتجارة الأسمنت، مؤكدًا أن صناعة الأسمنت تم تدميرها، متحدثًا عن تكلفة التشغيل التي أصبحت فوق طاقة الشركات، الفائض الكبير في الإنتاج، وزيادة المعروض عن الطلب. وبالنسبة لتصدير هذا الفائض، أوضح عباس ل«التحرير» أننا أصبحنا غير منافسين بالمرة بسبب ارتفاع أسعار الأسمنت المصري، وصعوبة المنافسة خارج مصر، لذا فهو غير مجدٍ تماما.