الأزمة في السودان مستمرة، حيث رفض الحراك الشعبي استئناف المفاوضات مع المجلس العسكري الانتقالي بعد أن أعلن الأخير أمس الثلاثاء، وقف التفاوض مع قوى الحرية والتغيير أعلن الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني، في بيان بثه التليفزيون أمس، وقف التفاوض مع قوى الحرية والتغيير، وإلغاء كل الاتفاقات السابقة معها، وذلك في أعقاب الأحداث الدامية التي وقعت خلال فض القوات الأمنية اعتصام القيادة العامة، الأمر الذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى، ومئات المصابين، فيما دعت قوى الحرية والتغيير لعصيان مدني شامل لإسقاط المجلس العسكري الانتقالي وتسليم الحكم لسلطة مدنية، إلا أن المجلس العسكري تراجع اليوم وأعلن استعداده "لتفاوض لا قيد فيه إلا مصلحة الوطن". كان البرهان قد أكد، اليوم الأربعاء، في كلمة له من العاصمة السودانية الخرطوم بمناسبة عيد الفطر، أن التغيير الذي يمر به السودان يأتي في ظل ظروف صعبة، مضيفا أنه: "لا مناص إلا بالاحتكام لإرادة الشعب ورفض الأجندات الخارجية"، حسب "العربية". وتابع البرهان أنه تم توجيه القيادة العامة بالتحقيق في الأحداث المؤسفة كان البرهان قد أكد، اليوم الأربعاء، في كلمة له من العاصمة السودانية الخرطوم بمناسبة عيد الفطر، أن التغيير الذي يمر به السودان يأتي في ظل ظروف صعبة، مضيفا أنه: "لا مناص إلا بالاحتكام لإرادة الشعب ورفض الأجندات الخارجية"، حسب "العربية". وتابع البرهان أنه تم توجيه القيادة العامة بالتحقيق في الأحداث المؤسفة في فض الاعتصام، وأشار إلى أنه ستتم محاسبة من تثبت مسؤوليته عن أحداث فض الاعتصام. ودعا إلى "طي الصفحة الماضية، وفتح صفحة جديدة للعبور نحو المستقبل"، وقال: "نفتح أيادينا للتفاوض مع كل القوى". وفي السياق نفسه بث التليفزيون السوداني، اليوم، كلمة لنائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قال فيها إن المجلس العسكري في السودان لا يسعى للحكم، وهو الضامن في الفترة الانتقالية في ظل غياب الحكومة. وأكد حميدتي، في كلمته، التي نقلتها وكالة "سبوتنيك" الروسية: "سنجري انتخابات حرة ونزيهة تشمل كل الأحزاب باستثناء المؤتمر الوطني". «العسكري السوداني»: انتخابات حرة تشمل الجميع عدا المؤتمر الوطني رفض من المعارضة إلا أن دعوة البرهان للتفاوض قوبلت بالرفض من قوى الحراك السوداني، حيث نقلت وكالة "رويترز" عن مدني عباس مدني، أحد قيادات قوى الحرية والتغيير قوله إن دعوة المجلس العسكري الانتقالي مرفوضة، لأنه "ليس مصدر ثقة". من جانبها، قالت سماهر المبارك، المتحدثة باسم تجمع المهنيين السودانيين أبرز مكونات إعلان قوى الحرية والتغيير، لوكالة "سبوتنيك" الروسية إن "إعلان المجلس العسكري عن استعداده للجلوس مجددا على طاولة المفاوضات ومحو كل الخلافات السابقة، مجرد مناورة سياسية". وأضافت أن "القوى السياسية سبق أن جلست مع المجلس العسكري، وكانت النتيجة فض الاعتصام، وقتل مواطنين عزل، دون أي اعتبارات إنسانية أو سياسية"، مشيرة إلى أنه "ليس من المنطقي الجلوس مجددا مع المجلس العسكري على طاولة حوار بعدما قتلوا المتظاهرين، لم يعد لدينا أي شكل من أشكال التفاوض معه". اعتقالات وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الأمن السودانية، اليوم، ياسر عرمان القيادي السوداني المعارض، ونائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان. مجلس الأمن يفشل في إصدار بيان بشأن السودان وأشارت قناة "الحرة" إلى أن مصادر في المعارضة قالت إن قوات من الدعم السريع وجهاز الأمن اقتادت عرمان إلى مكان مجهول. وكان العرمان قد كشف عن رسائل من المجلس العسكري تطالبه بمغادرة البلاد، بعد أن عاد إلى الخرطوم في 26 مايو الماضي للمشاركة في المحادثات بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير، الذي أصدر ضده حكما غيابيا بالإعدام. أعداد القتلى من جانبها أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، في بيان لها نشرته عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وصول عدد ضحايا فض اعتصام القيادة العامة، يوم الإثنين الماضي، إلى 100 قتيل، ونحو 326 مصابا، معظمهم حالتهم حرجة. وأضافت أنه من ضمن المئة قتيل، هناك 40 جثة تم انتشالها من نهر النيل أمس، تم نقلهم بسيارات تابعة لميليشيات الجنجويد إلى جهة مجهولة، حسب البيان. قطع الإنترنت المهنيين السودانيين يدعو لتحقيق دولي في قتل المحتجين ويشهد السودان منذ يوم الإثنين الماضي، قطعا في شبكة الإنترنت، وصعوبة في إجراء المكالمات الهاتفية بالعاصمة والولايات المجاورة، بعد فض اعتصام القيادة العامة. وطالب تجمع المهنيين السودانيين، أعضاء اتحاد التكنولوجيا والاتصالات في السودان بعدم الرضوخ لأوامر المجلس العسكري الانتقالي.