دكتوراه في فلسفة العلوم السياسية وخبيرة في العلاقات الدولية شهدت مدينة مكةالمكرمة انعقاد ثلاث قمم متتالية وهي القمة العربية في 30 مايو والقمة الخليجية في 31 مايو والقمة الإسلامية في 1 يونيو، في أجواء عاصفة تهدد مستقبل المنطقة برمتها، ووسط حالة من التمزق العربي الذي ضاعف من المآسي الحقيقية التي تعاني منها العديد من الشعوب العربية، خاصة في سوريا واليمن وليبيا، بالإضافة إلى مخاطر التصفية التي تواجه القضية الفلسطينية وغيرها من قضايا المنطقة. شهدت مدينة مكةالمكرمة انعقاد ثلاث قمم متتالية وهي القمة العربية في 30 مايو والقمة الخليجية في 31 مايو والقمة الإسلامية في 1 يونيو، في أجواء عاصفة تهدد مستقبل المنطقة برمتها، ووسط حالة من التمزق العربي الذي ضاعف من المآسي الحقيقية التي تعاني منها العديد من الشعوب العربية، خاصة في سوريا واليمن وليبيا، بالإضافة إلى مخاطر التصفية التي تواجه القضية الفلسطينية وغيرها من قضايا المنطقة. وقد جاء عقد القمم الثلاث بعد تعرض 4 سفن تجارية مدنية لعمليات تخريبية في المياه الإقليمية للإمارات، التي طالت ناقلة نفط إماراتية وناقلتي نفط سعوديتين وأخرى نرويجية، فضلا عن الهجمات التي قامت بها الميليشيات الحوثية الإرهابية، باستخدام طائرات مسيرة مفخخة استهدفت محطتي ضخ نفط في محافظتي الدوادمي وعفيف بمنطقة وقد جاء عقد القمم الثلاث بعد تعرض 4 سفن تجارية مدنية لعمليات تخريبية في المياه الإقليمية للإمارات، التي طالت ناقلة نفط إماراتية وناقلتي نفط سعوديتين وأخرى نرويجية، فضلا عن الهجمات التي قامت بها الميليشيات الحوثية الإرهابية، باستخدام طائرات مسيرة مفخخة استهدفت محطتي ضخ نفط في محافظتي الدوادمي وعفيف بمنطقة الرياض، وإطلاق الميليشيات الحوثية الصواريخ الباليستية التي بلغ عددها أكثر من 225 صاروخا باتجاه المملكة، ومنها ما استهدف مكةالمكرمة، وأكثر من 155 طائرة مسيرة بدون طيار. ومن ثم جاءت القمم الثلاث تضامنا من الدول العربية والخليجية والإسلامية مع دول الخليج ومع المملكة في مواجهة التهديدات الإرهابية التي تهدف إلى إثارة الاضطرابات في المنطقة، وتأييدا لحماية أمنها واستقرارها. يوجد عدد من الملاحظات على بيانات القمم الثلاث: 1- جاء عقد القمتين العربية والخليجية بناء على دعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز ملك السعودية في 16 مايو لقادة مجلس التعاون لدول الخليج والدول العربية، من أجل عقد قمتين خليجية وعربية طارئتين يوم الخميس 30 مايو، وذلك من أجل التشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، في ظل الاعتداءات الأخيرة على المملكة والإمارات. 2- ركز كل من بيان القمة العربية والخليجية بشكل خاص على التهديدات الإيرانية الأخيرة للمنطقة، حيث أدان البيانان العمليات التي قامت بها الميليشيات الحوثية على السعودية، وأكد تضامن وتكاتف الدول العربية في وجه التدخلات الإيرانية وإدانة احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، وتدخلات إيران في شؤون البحرين ودعم الجماعات الإرهابية فيها، كما أدانت الدول العربية والخليجية إطلاق الصواريخ الباليستية إيرانية الصنع من اليمن على السعودية. 3- من الطبيعي أن تكون القضايا العربية وأيضا القضية الفلسطينية غير محورية في بيانات القمتين العربية والخليجية، نظرا لانعقادها بناء على دعوة السعودية وفي توقيت تعرضت فيه مصالحها ومصالح الدول الخليجية للتهديد. 4- نظرا لتباين الدول الإسلامية في مواقفها المختلفة تجاه كل من السعودية وإيران، فلم يسم البيان إيران صراحة كما لم يركز على الأحداث الأخيرة في منطقة الخليج إلا في نقطتين فقط من إجمالي (102) نقطة تضمنها البيان، حيث أدان الاعتداء الإرهابي على محطات الضخ البترولية بمدينتي الدوادمي وعفيف في المملكة العربية السعودية والذي يستهدف مصالح الدول وإمدادات النفط العالمية. وأعرب عن تضامنه مع المملكة العربية السعودية ودعمه اللا محدود لجميع الإجراءات التي تتخذها لحماية أمنها القومي وإمدادات النفط. كما دعا المجتمع الدولي للنهوض بمسؤولياته للحفاظ على السلم والأمن في المنطقة. وثمن المؤتمر جهود المملكة العربية السعودية المستمرة وتجربتها الفريدة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف من خلال الأنظمة والتشريعات التي سنتها لمحاربة هاتين الآفتين أمنيا وفكريا وماديا، وإنشائها عددا من الآليات على المستويين المحلي والدولي بهدف بث المفاهيم الإسلامية الصحيحة ومناقشة الأفكار المتطرفة لمعالجة الفكر المتطرف، واستضافتها المؤتمرات الدولية لمحاربة هذه الظاهرة. كما أدان المؤتمر الأعمال التخريبية التي تعرضت لها أربع سفن تجارية مدنية في المياه الاقتصادية لدولة الإمارات العربية المتحدة في بحر عُمان، بوصفه عملاً إجرامياً يهدد أمن وسلامة حركة الملاحة البحرية الدولية، ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لضمان حركة الملاحة البحرية وسلامتها، وضمان استقرار أمن المنطقة. دلالات انعقاد القمم الثلاث: 1- ترجع أهمية توقيت عقد هذه القمم إلى الأوضاع السياسية الملتهبة، والتوقعات التي قد تسفر عن سيناريوهات عدة تعيد للمنطقة هيبتها ومكانتها التي فقدتها جراء اهتزاز البيت الخليجي، حتى أصبح من السهل اختراقه في ظل الظروف السائدة الآن. 2- أن الدعوة السعودية لعقد قمتين طارئتين، خليجية وعربية، لا تعنيان بالضرورة توحيد الصف العربي من أجل خوض حرب، فالمملكة صرحت بشكل واضح أنها لا تسعى للحرب وكذلك وهو ما أكدته دولة الإمارات، في ظل الخطط التنموية التي تنفذها الدول الخليجية والعربية وسعيها لتحقيق رفاهة شعوبها. 3- هناك حاجة للخروج بموقف عربي وإسلامي تجاه إيران، وتوجيه رسالة حاسمة بمضامينها، فمن غير المسموح تعريض أمن الدول الخليجية للخطر، بسبب الاستفزازات الإيرانية من خلال استمرار إطلاق الصواريخ الحوثية التي تأتمر بأوامر إيرانية إلى الأراضي السعودية، إضافة إلى استهداف مصالح دول خليجية أخرى، والتهديد بإغلاق مضيق هرمز، إذا لم يسمح لإيران بتصدير نفطها. 4- الحاجة إلى بلورة موقف عربي موحد في مواجهة التهديدات بعيداً عن أي دور خارجي، واستكشاف السبل المختلفة لوقف التصعيد الذى قد يفضى في لحظة طائشة لتعريض المنطقة لكارثة جديدة من نوع الحرب العراقية-الإيرانية، والغزو العراقي للكويت، والأمريكي للعراق. وأخيرا، يمكن القول إن عقد ثلاث قمم بشكل مباشر عقب التهديدات الإيرانية المباشرة لإيران، جاء برسالة قوامها أن هناك موقفا عربيا وخليجيا وإسلاميا ضد الاستفزازات الإيرانية وأن ثمة جبهة لا يستهان بها من هذه الدول سوف تقف في صف إبعاد شبه الحرب عن منطقة الخليج، أو أن تكون منطقة الخليج الجسد الذي تدار عليه أحداث الصراع الأمريكي الإيراني.