عند ذهابك عبر الطريق الإقليمي وبالقرب من محافظة المنوفية ستجد على جانب الطريق مجموعة من الشباب والأطفال والرجال يحضرون وجبات للصائمين المحتاجين والمسافرين عبر الطرق نفحات رمضان تحاوطنا في كل مكان طوال الشهر الكريم، فبالنظر إلى الشوارع فإن الزينة المعلقة تعكس البهجة الكامنة في النفوس، والأطفال في الشوارع يلعبون وبحوزتهم الفوانيس ويغنون: «حالو يا حالو.. رمضان كريم يا حالو». ولأن رمضان شهر فعل الخير، تكثر موائد الرحمن، حيث يصطف القائمون عليها قبل المغرب بساعات لتحضير ما لذ وطاب للمحتاجين ومَن على سفر والأشخاص الذين لم يستطيعوا الوصول إلى منازلهم في الوقت المناسب. وعلى الرغم من الكثير من موائد الرحمن، فإن هناك قرى بداخل المحافظات لا تعرف شيئا عنها نتيجة عدم وجودها في أغلبها. ولكن عند ذهابك عبر الطريق الإقليمي وبالقرب من محافظة المنوفية ستجد على جانب الطريق مجموعة من الشباب والأطفال والرجال يحضرون وجبات للصائمين المحتاجين والمسافرين عبر الطرق، كل شخص يقوم بمهمته، والابتسامة على وجوههم للتسابق على فعل الخير تحت مسمى «مشروع إفطار صائم». أوضح أيمن الدهشوري، صاحب ولكن عند ذهابك عبر الطريق الإقليمي وبالقرب من محافظة المنوفية ستجد على جانب الطريق مجموعة من الشباب والأطفال والرجال يحضرون وجبات للصائمين المحتاجين والمسافرين عبر الطرق، كل شخص يقوم بمهمته، والابتسامة على وجوههم للتسابق على فعل الخير تحت مسمى «مشروع إفطار صائم». أوضح أيمن الدهشوري، صاحب فكرة مشروع إفطار صائم، أن هذا المشروع ليس حديثا وإنما بدايته كانت في 2011، إذ كانوا يحضرون الوجبات الساخنة ويذهبون بها إلى أهالي القرى المحتاجين، ولكن خلال رمضان الحالي فضل الدهشوري وشباب زاوية جروان التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية، توزيع الطعام على الطريق للمسافرين. يقف الشباب على الطريق السريع بأقماع وقمصان فسفورية، ولافتات مكتوب عليها "افطر معانا" لإيقاف السيارات دون تعطيل حركة النقل، وأشار الدهشوري إلى أن المسافرين وأصحاب السيارات كل ما يهمهم التحرك بأقصى سرعة للوصول إلى منازلهم، لذا فكرنا في تحضير سندويتشات مع زجاجات المياه والبلح، فالطريق ليس به خدمات. وخلف كل مشروع كواليس، وأوضح الدهشوري ل«التحرير»، أن "هناك الكثير من المتطوعين أغلبهم من الأطفال، حيث تشجع الأمهات ذهابهم إلينا للمساعدة، كما أن الأطفال يقومون بكل ما يُطلب منهم، ويحدثون فرقا إيجابيا خلال تحضير الوجبات، في البداية ننتهي من وجبات القرى، وبعدها السندويتشات الخاصة بالمسافرين، وهي عبارة عن لحم بارد وكبدة وبطاطس وخيار مقطع وكاتشب ومايونيز". أوضح صاحب فكرة المشروع أن جميع الوجبات توزع على الأشخاص الذين يستحقون بالفعل، مشيرا إلى أن "الكثير من الأشخاص، خاصة الساكنين بالقاهرة وفي الأماكن الراقية، مفهومهم عن المحتاجين أنهم مثل بواب العمارة فقط". يهمك أن تعرف افتكاسات الكنافة في رمضان صاحب المشروع على علم تام بالأشخاص الذين توزع عليهم الوجبات، كما أوضح أن المحتاجين ليسوا فقط من لا يملكون المال لشراء الطعام، ولكن ينطبق الأمر على كبار السن، حيث قال: «عرفت أن فيه امرأة مسنة عندها ولد مقتدر ولكن بتفطر لوحدها، وبعد توزيع الوجبة عليها، عرف ابنها واعترض في البداية، ولكن بعد ما أصررت يا إما يفطر معاها أو تاخذ الوجبة من المشروع، فعرض الابن ثمن وجباتها يوميا لأنه مش هيقدر يفطر معاها بسبب ظروف شغله». قال أيمن الدهشوري: "بعد انتشار فكرة المشروع، أقام مجموعة من الشباب في مختلف المحافظات مشروعا مثله لإطعام الصائمين، فإفطار صائم موجود الآن في الغربية وكفر الشيخ أيضا ومحافظات أخرى". وأضاف الدهشوري: «أغلب الناس بيقولوا على المنايفة بخلا، وبعد انتشار فكرة مشروعي ونشر فيديوهات على صفحتي بموقع التواصل الاجتماعي، لقيت كتير من ردود الأفعال والتفاعلات والتشجيعات». متابعا: «ولأن فيه ناس كتير بتكسر في المجاديف، في بداية مشروعي معرفتش أي حد من اللي حواليا لحد ما شفت مدى نجاحي، وبالفعل أول مرة طبقت فيها المشروع، كنت بجهز حوالي 20 وجبة يوميا بمساعدة الطباخ وعدد قليل من الأشخاص». هكذا وصف الدهشوري بدايته. وأنهى حديثه ل"التحرير" بقوله: "السوشيال ميديا قادرة على نشر الخير، ونشر الصور والفيديوهات الخاصة بإفطار صائم، وهناك أشخاص كثيرون قائمون على تنفيذ هذه الفكرة وترسيخ فكرة التطوع أيضا".