الفنان التشكيلي الراحل له عدة أعمال هامة، أبرزها: تطوير وتجميل منطقة المسلة التاريخية بجوار مطار القاهرة الدولي وتصمم الرسوم الحائطية للخط الثاني لمترو الأنفاق توفي الفنان التشكيلي الدكتور سامي رافع مصمم النصب التذكاري للجندي المجهول بمدينة نصر، اليوم الثلاثاء، بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 88 عاما. ورافع من مواليد القاهرة عام 1931، ونال درجة البكالوريوس من كلية الفنون الجميلة قسم ديكور عام 1948، ودرجة دبلوم من كلية الفنون الجميلة بالقاهرة 1956، ثم دبلوم أكاديمية الفنون الجميلة بفيينا قسم ديكور المسرح المعادلة لدرجة الدكتوراه، وهو أستاذ هندسة الديكور والعمارة الداخلية بكلية الفنون الجميلة، وفي عام 1975 كلفته وزارة الإسكان بتصميم نصب الجندي المجهول يطول 32 مترا. وعن تصميم النصب، قال الراحل في أحد حواراته الصحفية: «جاءتني الفكرة بلا تخطيط، الموضوع تم بالمصادفة البحتة، فبعد حرب أكتوبر عام 1973، كنت أجلس على أريكة غرفة المعيشة، أشاهد نشرة الأخبار في التليفزيون على القناة الأولى، وشاهدت فيها خبرا مصورا تضمن وضع مسؤولين عراقيين، أكاليل من الزهور على قبر الجندى المجهول وعن تصميم النصب، قال الراحل في أحد حواراته الصحفية: «جاءتني الفكرة بلا تخطيط، الموضوع تم بالمصادفة البحتة، فبعد حرب أكتوبر عام 1973، كنت أجلس على أريكة غرفة المعيشة، أشاهد نشرة الأخبار في التليفزيون على القناة الأولى، وشاهدت فيها خبرا مصورا تضمن وضع مسؤولين عراقيين، أكاليل من الزهور على قبر الجندى المجهول في بغداد، واستفز الخبر مشاعرى كفنان وتساءلت بيني وبين نفسي: أي قبر للجندي المجهول ونحن من حارب، لا العراقيون؟ نحن من فقد الشهداء وليسوا هم؟ وإذا كنا نحن من فقد الغالي والرخيص في حروب عديدة، فكيف لا يكون لدينا قبر للجندى المجهول؟، فسارعت إلى أقلامي وأوراقي وجلست أخطط بلا هدف، لرسم نصب تذكارى يليق بالمصريين الشهداء». وأضاف رافع: «كان النصب التذكاري العراقي على شكل قوس كبير، إلا أنني فكرت مع إمساكي القلم، كيف أن المصريين بنوا من آلاف السنين أكبر مقابر في العالم، تمثلت فى الأهرامات. ولذا واتتني فكرة بناء نصب تذكارى يأخذ شكلا هرميا بأكثر من بعد، انتهيت من تصميمه دون أن يطلب مني أحد ذلك ووضعته بين أوراقي الخاصة، وما هي إلا أيام حتى كنت قد نسيت الأمر برمته». وتابع: «في أحد أيام عام 1974، وأثناء قراءتي لجريدة الأهرام، وجدت إعلانا في الصفحة الأولى نشرته وزارة الإسكان، التي كان يرأسها عثمان أحمد عثمان، كان الإعلان يشير إلى مسابقة تنظمها الوزارة، لتصميم نصب تذكاري للشهداء، يكون موقعه الجزيرة الواقعة الآن أمام فندق شيراتون الجزيرة. وكانت الجائزة الأولى 5 آلاف جنيه، وهو رقم ضخم لمسابقات تلك الأيام، إذ كانت أكبر جائزة لا تتجاوز قيمتها وقتها 200 جنيه، سارعت إلى أوراقي أبحث عن التصميم الذي كنت قد نسيته». وذكر: «جاءتني زوجتي الأولى وكانت نمساوية الجنسية وساعدتني في العثور عليه، فبدأت في صياغة التصميم ورسمه بطريقة معينة وخامات أخرى، غير التي كنت قد رسمته بها في المرة الأولى، يومها كنا نستعد للسفر لدى أهل زوجتي في النمسا، أخذت التصميم معي وسافرنا، وهناك كان لدى أهل زوجتي ورشة صغيرة بجوار المنزل، فاستعنت بما بها من خشب وبدأت في عمل نموذج صغير من التصميم، كى ألحقه عند التقدم للمسابقة بالتصميم الورقي». وأوضح: «يومها نفذت أكثر من شكل لكني كنت أرتاح لأحدها، واستعنت برأي زوجتي وأسرتها لترجيح الاختيار، فاختاروا ما كنت أميل له، وهو التصميم الذي ما زلت أحتفظ به وله 3 أبعاد للرؤية، ووبعد العودة تقدمت للمسابقة، وفزت بالمركز الأول ومبلغ الجائزة». ومن أعمال رافع بخلاف نصب الجندي المجهول تصميم عملتين فضيتين: الأولى من فئة الجنية بمناسبة مرور 75 عاما على إنشاء كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1984، والثانية 5 جنيهات بمناسبة مرور خط مترو الأنفاق أسفل النيل 1999، وكذلك صمم الرسوم الحائطية للخط الثاني لمترو الأنفاق بالقاهرة، ويشمل على 19 محطة تبلغ مساحة الرسوم فيها 3 آلاف و250 مترا مربعا، ونفذ أيضا أعمال النحت البارز لشعار الدولة من الرخام 180 سم في مبنى وزارة الخارجية 1992. وأعاد الراحل تطوير وتجميل منطقة المسلة التاريخية بجوار مطار القاهرة الدولي (رمسيس الثاني) في الفترة من عام 2000 حتى عام 2004، ويرجع إليه تصميم 17 طابعا بريديا تذكاريا، وتصميم 15 إعلانا حائطيا لمجالات ثقافية مختلفة، وتصميم ما يزيد على 40 غلاف كتاب، ورسوم لكتابين للأطفال، وتصميم مجموعة شعارات تزيد على 40 شعارا لعدة هيئات مختلفة، وتنفيذ النصب التذكاري لمدينة السادات المقام على طريق «مصر - الإسكندرية» الصحراوي، وفيه نحت كلمة السادات بحروف بارزة عام 1980.