أعلنت إيران، أمس الأربعاء، منح الموقعين على الاتفاق النووي مهلة لمدة 60 يوما للوفاء بالتزاماتهم، قبل أن تنسحب جزئيا منه، إلا أن الاتحاد الأوروبي رفض هذا التحذير أزمة جديدة تواجه الاتفاق النووي الإيراني المعروف باسم خطة العمل المشتركة الشاملة، فبعد انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق، العام الماضي، واجهت إيران ضغوطا اقتصادية تمثلت في امتناع الدول الأوروبية عن الوفاء بالتزاماتها وفقًا للاتفاق، وذلك خوفًا من التعرض للعقوبات الأمريكية. وفي خطوة متوقعة، أعلنت إيران، أمس الأربعاء، منح الموقعين الآخرين على الاتفاق مهلة لمدة 60 يومًا للوفاء بالتزاماتهم المالية، قبل أن تنسحب من الاتفاق بشكل جزئي، وفي المقابل رفض الاتحاد الأوروبي تحذيرات طهران. أشارت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية إلى أن الاتحاد الأوروبي رد بشكل حاسم على تهديدات إيران بالانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015. وقال الاتحاد في بيان له، اليوم الخميس، إنه يرفض أي إنذارات من إيران، كما أشار إلى أنه ما زال ملتزما بالاتفاق متعدد الأطراف. وذكر الاتحاد الأوروبي في بيان مشترك بين الممثل أشارت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية إلى أن الاتحاد الأوروبي رد بشكل حاسم على تهديدات إيران بالانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015. وقال الاتحاد في بيان له، اليوم الخميس، إنه يرفض أي إنذارات من إيران، كما أشار إلى أنه ما زال ملتزما بالاتفاق متعدد الأطراف. وذكر الاتحاد الأوروبي في بيان مشترك بين الممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد، ووزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا: "إننا نرفض أي إنذارات وسنستمر في تقييم مدى وفاء طهران بالتزاماتها المتعلقة بالأنشطة النووية، وفقا للاتفاق النووي الإيراني ومعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية". ويعني بيان الاتحاد الأوروبي أن المفتشين، وليس التصريحات، هم من سيحددون كيفية تعاملهم مع إيران، وقد يستغرق ذلك بعض الوقت، حيث ستكون البيانات المتعلقة بأنشطة إيران النووية غير واضحة حتى تنشر الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرها الفصلي في أغسطس. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني، أعلن يوم أمس الأربعاء، أن بلاده ستنهي امتثالها لشرطين محددين من الاتفاق النووي إذا لم تتدخل أوروبا لحماية البلاد من العقوبات الأمريكية، التي أعيد فرضها بعد انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاقية قبل عام. العقوبات الأمريكية على إيران.. غضب أوروبي ورفض روسي وأعطى روحاني أوروبا في النهاية إنذارا، إذ خيرهم بين استئناف التبادل التجاري مع إيران وتجاهل العقوبات الأمريكية، أو ستعود طهران لمستويات أعلى من تخصيب اليورنيوم، وذلك في مهلة لمدة 60 يوما. وقالت طهران إنها ستستأنف بناء مفاعلها النووي "آراك"، الذي كان قادرا على إنتاج البلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة وتم إغلاقه كجزء من الاتفاق النووي. وجاء في بيان الاتحاد الأوروبي: "ما زلنا ملتزمين تماما بالحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني والتنفيذ الكامل له، وهو إنجاز رئيسي لهيكل عدم الانتشار النووي العالمي، وهو في مصلحة الجميع"، بحسب الشبكة الأمريكية. وأضاف: "نحث إيران بقوة على مواصلة تنفيذ التزاماتها بموجب خطة العمل المشتركة الشاملة بالكامل، كما فعلت حتى الآن، والامتناع عن أي خطوات تصعيدية". مهلة 60 يوما.. إيران تنسحب جزئيا من الاتفاق النووي ونص الاتفاق النووي على رفع العقوبات المالية على إيران في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي، ويحاول الموقعون الأوروبيون والروس والصينيون إنقاذها، منذ العام الماضي، والتغلب على العقوبات الأمريكية. وأشار "سي إن بي سي" إلى أن الفترة الأخيرة شهدت انكماشا شديدا في الاقتصاد الإيراني، إذ يعد إعلان روحاني، أمس الأربعاء، دليلا على نفاد صبر طهران من أوروبا لإيجاد حل. وكانت الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق قد أطلقت في يناير الماضي "أداة دعم المبادلات التجارية" أو "إنستيكس"، وهو كيان لأغراض خاصة مصمم لتمكين التجارة مع إيران باستخدام عملات أخرى غير الدولار، لتجنب العقوبات الأمريكية. وحققت الآلية نجاحا محدودا حتى الآن، لكنها علامة على تصميم أوروبا على تحدي جهود إدارة ترامب لحصار إيران، وتدمير الاتفاق النووي. بعد العقوبات الأمريكية.. 10 شركات تغادر السوق الإيرانية ومع ذلك فإذا خرقت إيران التزاماتها بموجب الاتفاق، فإن تصريحات وزراء الاتحاد الأوروبي تشير إلى أن تلك الجهود ستنتهي، وقد يتم فرض عقوبات متعددة الأطراف. وجاء في البيان: "نتطلع أيضا إلى مواصلة إيران الالتزام بصيغ وآليات الاتفاق النووي"، مضيفا: "نحن مصممون على مواصلة الجهود لتمكين استمرار التجارة المشروعة مع إيران، بما في ذلك ما هو من خلال تفعيل (إنستيكس)".